كتابات
16/02/2021

في الحوار مع الآخر: الدِّين ثابتٌ أم متحرّك؟

في الحوار مع الآخر: الدِّين ثابتٌ أم متحرّك؟

[نحن نعلم أنَّ الأديان قائمة على عقيدة ثابتة، فما الحوار الذي يقوم بينها؟]

لماذا نعطي الدِّين هالة لا عقلانيّة، كما هي في الحالات الحاصلة، أو نعطي الدِّين عنواناً جامداً بلحاظ الثَّبات الّذي فيه؟! إنَّنا نعتقد أنَّ الدِّين هو فكر في كلّ مفرداته، بقطع النّظر عن مصدر هذا الفكر. عندما نبدأ بالقاعدة التي يرتكز عليها الدّين، فإنّها الإيمان بالله الّذي هو حالة من الشّهود الحضوريّ في الإحساس الإنساني الداخلي، وحالة من الغيب.

فوجود الله هي حالة عقليّة، حيث لا نقول إسلاميّاً إنّ الدين فوق العقل، بل نجد أنّ الله تعالى يُعرف بالعقل. ولذلك، نجد أبحاث التَّوحيد في الإسلام تختزن وجود الله ووحدانيّته، امتداداً إلى حكمته وقدرته وعلمه، إلى آخر الصّفات الإلهيّة. فإنّ الفلاسفة المسلمين في استيحاءاتهم الفكريّة، يستدلّون على وجود الله بالمعادلات العقليّة، حتّى إنّهم يستدلّون على توحيد الله، امتداداً إلى صفاته وأسمائه الحسنى، بالأدلّة العقليّة، في دراسة مسألة الألوهيّة والقدرة المطلقة والعِلم المطلق والحكمة المطلقة.

لهذا، صحيح أنّ المسلم يلتزم وجود الله، ولكنّه عندما يدخل الحوار مع الآخر، لا يصادره ليقول له كُن مسلماً، وإنّما يطرح المسألة على أساس الجدل: هل الله موجود، أو أنّه ليس موجوداً؟ تعالَ نبحث في الأسس التي أرتكز عليها في إيماني، والأُسس التي ترتكز عليها في شكّك. حتى إنّنا في بعض الآثار الدينيّة الواردة عن أئمّة أهل البيت (ع)، نجد أنّ شخصاً سأل الإمام الصّادق (ع): رجلٌ شكّ في الله؟ قال: كافر، قال: شكّ في رسول الله؟ قال: كافر، ثم قال: "إنما يكفر من جحد". إذا بقي في حالة الشّكّ فليس كافراً، الكفر هو الجحود، أن تجحد بدون أساس.

وهناك حديث آخر يقول: "لو أنَّ النّاس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا، لم يكفروا". وعلى هذا الأساس، يعترف الإسلام بالشّكّ، ولكنّه يريد أن يحرّك الشّكّ في مرحلة اليقين، حتى إنّنا في اجتهادنا الإسلاميّ، نرى أنّه لا تقليد في العقائد، بل لا بدّ من الاجتهاد، بمعنى أن يعتقد المرء بالأسس الإيمانيّة عن اجتهاد، عن دراسة، على أساس الأدلّة والبراهين، سواء كانت تفصيليّة أو إجماليّة. فإذا أخذنا هذه الفكرة، فإنَّ الدِّين هو ثابتٌ من حيث المصدر، ولكنّ حركيّته في قضيّة العلاقة مع الآخر والحوار معه هو متحرّك، لأنَّ قضيّة أن تقدّم دليلك وحُجّتك وبرهانك للآخر، تأكيداً لما عندك، ولننتظر وجهة نظره في مواجهة ما تطرحه، هو أمرٌ متحرّك وليس أمراً ثابتاً.

فالحوار بين الأديان، وحتّى ما يتعلّق باللاهوت، نجد أنَّ هناك كتباً كثيرة في الحوار الإسلامي ـ المسيحي حوله، مثل قضايا التجسّد والفداء وغيرها.

*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".

[نحن نعلم أنَّ الأديان قائمة على عقيدة ثابتة، فما الحوار الذي يقوم بينها؟]

لماذا نعطي الدِّين هالة لا عقلانيّة، كما هي في الحالات الحاصلة، أو نعطي الدِّين عنواناً جامداً بلحاظ الثَّبات الّذي فيه؟! إنَّنا نعتقد أنَّ الدِّين هو فكر في كلّ مفرداته، بقطع النّظر عن مصدر هذا الفكر. عندما نبدأ بالقاعدة التي يرتكز عليها الدّين، فإنّها الإيمان بالله الّذي هو حالة من الشّهود الحضوريّ في الإحساس الإنساني الداخلي، وحالة من الغيب.

فوجود الله هي حالة عقليّة، حيث لا نقول إسلاميّاً إنّ الدين فوق العقل، بل نجد أنّ الله تعالى يُعرف بالعقل. ولذلك، نجد أبحاث التَّوحيد في الإسلام تختزن وجود الله ووحدانيّته، امتداداً إلى حكمته وقدرته وعلمه، إلى آخر الصّفات الإلهيّة. فإنّ الفلاسفة المسلمين في استيحاءاتهم الفكريّة، يستدلّون على وجود الله بالمعادلات العقليّة، حتّى إنّهم يستدلّون على توحيد الله، امتداداً إلى صفاته وأسمائه الحسنى، بالأدلّة العقليّة، في دراسة مسألة الألوهيّة والقدرة المطلقة والعِلم المطلق والحكمة المطلقة.

لهذا، صحيح أنّ المسلم يلتزم وجود الله، ولكنّه عندما يدخل الحوار مع الآخر، لا يصادره ليقول له كُن مسلماً، وإنّما يطرح المسألة على أساس الجدل: هل الله موجود، أو أنّه ليس موجوداً؟ تعالَ نبحث في الأسس التي أرتكز عليها في إيماني، والأُسس التي ترتكز عليها في شكّك. حتى إنّنا في بعض الآثار الدينيّة الواردة عن أئمّة أهل البيت (ع)، نجد أنّ شخصاً سأل الإمام الصّادق (ع): رجلٌ شكّ في الله؟ قال: كافر، قال: شكّ في رسول الله؟ قال: كافر، ثم قال: "إنما يكفر من جحد". إذا بقي في حالة الشّكّ فليس كافراً، الكفر هو الجحود، أن تجحد بدون أساس.

وهناك حديث آخر يقول: "لو أنَّ النّاس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا، لم يكفروا". وعلى هذا الأساس، يعترف الإسلام بالشّكّ، ولكنّه يريد أن يحرّك الشّكّ في مرحلة اليقين، حتى إنّنا في اجتهادنا الإسلاميّ، نرى أنّه لا تقليد في العقائد، بل لا بدّ من الاجتهاد، بمعنى أن يعتقد المرء بالأسس الإيمانيّة عن اجتهاد، عن دراسة، على أساس الأدلّة والبراهين، سواء كانت تفصيليّة أو إجماليّة. فإذا أخذنا هذه الفكرة، فإنَّ الدِّين هو ثابتٌ من حيث المصدر، ولكنّ حركيّته في قضيّة العلاقة مع الآخر والحوار معه هو متحرّك، لأنَّ قضيّة أن تقدّم دليلك وحُجّتك وبرهانك للآخر، تأكيداً لما عندك، ولننتظر وجهة نظره في مواجهة ما تطرحه، هو أمرٌ متحرّك وليس أمراً ثابتاً.

فالحوار بين الأديان، وحتّى ما يتعلّق باللاهوت، نجد أنَّ هناك كتباً كثيرة في الحوار الإسلامي ـ المسيحي حوله، مثل قضايا التجسّد والفداء وغيرها.

*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية