عندما نتحدّث عن الفقيه في الدائرة الرساليّة، فإنّ المسألة تختلف كليّاً عن
الدائرة الذاتيّة، فهناك الأفق الرّحب الذي ينفتح على الإسلام، وهناك الأرض الواسعة
الممتدّة في اتجاه الأهداف الإسلاميّة الكبرى، وهناك الأمّة الإسلاميّة الكبيرة في
مستوى العالم، وهناك العالِم في الدائرة الإنسانيّة الذي يتطلّع إلى الإسلام في
قضاياه ومشاكله، وهناك الفقه الإسلاميّ المنطلق من قاعدة الإيمان بالله وبرسله
وباليوم الآخر، المتحرّك في حاجات الإنسان وأوضاعه، من أجل تفجير طاقاته على طريق
الحرية والعدالة، لتكون الحياة كلّها دعوةً في خطّ الرسالة ورسالة في حجم الحياة.
وفي ضوء ذلك، ينطلق دور الفقيه ليكون دور النبيّ باعتباره الحامل لرسالته، الأمين
عليها، على هدى الحديث الشّريف المأثور: "العلماء ورثة الأنبياء" و"العلماء أمناء
الرسل".
فإذا كانوا ورثة الأنبياء، فلا بدَّ لهم من أن يتحركوا على مستوى الدّعوة والحكم
والجهاد والحركة في خطّ الإنسان والحياة، وإذا كانوا الأمناء للرّسل، فلا بدَّ لهم
أن يكونوا الحافظين لرسالتهم ولأمّتهم، السائرين في دروبهم، الحارسين لمواقعهم،
الثّابتين في مواقفهم، القائمين على مسؤوليّاتهم.
وهكذا، يكون الفقه النّافذة التي يطلّ الفقهاء من خلالها على الواقع كلّه والإنسان
كلّه، ولن يكون الفقيه مجرّد مثقّف في الحكم الشّرعي، بل يمتدّ إلى أن يكون مثقّفاً
في الإسلام كلّه، عقيدةً وشريعةً ومنهجاً وهدفاً على خطّ النظريّة، وحركةً وجهاداً
ودعوةً وسلطةً على خطّ التّنفيذ والامتداد في الحياة.
من كتاب "الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل".
عندما نتحدّث عن الفقيه في الدائرة الرساليّة، فإنّ المسألة تختلف كليّاً عن
الدائرة الذاتيّة، فهناك الأفق الرّحب الذي ينفتح على الإسلام، وهناك الأرض الواسعة
الممتدّة في اتجاه الأهداف الإسلاميّة الكبرى، وهناك الأمّة الإسلاميّة الكبيرة في
مستوى العالم، وهناك العالِم في الدائرة الإنسانيّة الذي يتطلّع إلى الإسلام في
قضاياه ومشاكله، وهناك الفقه الإسلاميّ المنطلق من قاعدة الإيمان بالله وبرسله
وباليوم الآخر، المتحرّك في حاجات الإنسان وأوضاعه، من أجل تفجير طاقاته على طريق
الحرية والعدالة، لتكون الحياة كلّها دعوةً في خطّ الرسالة ورسالة في حجم الحياة.
وفي ضوء ذلك، ينطلق دور الفقيه ليكون دور النبيّ باعتباره الحامل لرسالته، الأمين
عليها، على هدى الحديث الشّريف المأثور: "العلماء ورثة الأنبياء" و"العلماء أمناء
الرسل".
فإذا كانوا ورثة الأنبياء، فلا بدَّ لهم من أن يتحركوا على مستوى الدّعوة والحكم
والجهاد والحركة في خطّ الإنسان والحياة، وإذا كانوا الأمناء للرّسل، فلا بدَّ لهم
أن يكونوا الحافظين لرسالتهم ولأمّتهم، السائرين في دروبهم، الحارسين لمواقعهم،
الثّابتين في مواقفهم، القائمين على مسؤوليّاتهم.
وهكذا، يكون الفقه النّافذة التي يطلّ الفقهاء من خلالها على الواقع كلّه والإنسان
كلّه، ولن يكون الفقيه مجرّد مثقّف في الحكم الشّرعي، بل يمتدّ إلى أن يكون مثقّفاً
في الإسلام كلّه، عقيدةً وشريعةً ومنهجاً وهدفاً على خطّ النظريّة، وحركةً وجهاداً
ودعوةً وسلطةً على خطّ التّنفيذ والامتداد في الحياة.
من كتاب "الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل".