كتابات
09/12/2020

القتال في الإسلام: هجوميّ أم دفاعيّ؟!

القتال في الإسلام: هجوميّ أم دفاعيّ؟!

قد نستوحي من الآيات القرآنيّة وغيرها، أنَّ القرآن الكريم ـ في مضمون الدّعوة إلى الله ـ لـم ينطلق ليقاتل النّاس ليُكرههم على الدخول في الإسلام بالقوّة، بل كان القتال الإسلامي ـ إن صحّ التّعبير ـ خاضعاً للأهداف المتّصلة بالواقع الإسلاميّ في ساحات الصّراع في مواجهة الّذين يفرضون الحرب على المسلمين، أو يضغطون عليهم للفتنة عن دينهم بمختلف وسائل الضّغط الجسديّ والمعنويّ، أو ليُخرِجوا المسلمين من ديارهم، أو لمصادرة الحرية الإسلاميّة في الدّعوة، وذلك بإقامة الحواجز ضدّ دعوة الإسلام، والصدّ عن سبيل الله بغير حقّ، وهذا ما نستوحيه من الآيات التّالية:

1 ـ ?وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ?[البقرة: 190].

2 ـ  ?وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً?[النساء: 75 ـ 76].

 3 ـ ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ?[الأنفال: 39].

 4 ـ ?وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ? [التّوبة: 36].

5 ـ ?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ?[الحجّ: 39 ـ 40].

وهكذا، نجد أنَّ هذه الآيات وأمثالَها تؤكِّد القتال الدّفاعيّ أو الوقائيّ، ممّا لا يقترب من مسألة الإكراه على الدّخول في الدّين. ولكن إذا انتهت الحرب، فلا بُدَّ من إخضاع المهزومين لسيادة الإسلام بأكثر من وسيلة، من خلال المعاهدات والاتّفاقات التي تكفل للآخرين حقوقهم الإنسانيّة، وتحمي الإسلام من العدوان، وتؤكّد حريّته في تركيز مواقعه ومناهجه ونشر الدّعوة إلى الله في الأرض.

وهذا هو الفارق بين حركة الدّعوة إلى الله في أسلوب الفكر والحوار، وحركة الدّولة في ممارستها للضّغوطات ومواجهة من يعتدي على مواقعها ومواقفها في الواقع.

* من كتاب "السيرة النبويّة القرآنيّة".

قد نستوحي من الآيات القرآنيّة وغيرها، أنَّ القرآن الكريم ـ في مضمون الدّعوة إلى الله ـ لـم ينطلق ليقاتل النّاس ليُكرههم على الدخول في الإسلام بالقوّة، بل كان القتال الإسلامي ـ إن صحّ التّعبير ـ خاضعاً للأهداف المتّصلة بالواقع الإسلاميّ في ساحات الصّراع في مواجهة الّذين يفرضون الحرب على المسلمين، أو يضغطون عليهم للفتنة عن دينهم بمختلف وسائل الضّغط الجسديّ والمعنويّ، أو ليُخرِجوا المسلمين من ديارهم، أو لمصادرة الحرية الإسلاميّة في الدّعوة، وذلك بإقامة الحواجز ضدّ دعوة الإسلام، والصدّ عن سبيل الله بغير حقّ، وهذا ما نستوحيه من الآيات التّالية:

1 ـ ?وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ?[البقرة: 190].

2 ـ  ?وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً?[النساء: 75 ـ 76].

 3 ـ ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ?[الأنفال: 39].

 4 ـ ?وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ? [التّوبة: 36].

5 ـ ?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ?[الحجّ: 39 ـ 40].

وهكذا، نجد أنَّ هذه الآيات وأمثالَها تؤكِّد القتال الدّفاعيّ أو الوقائيّ، ممّا لا يقترب من مسألة الإكراه على الدّخول في الدّين. ولكن إذا انتهت الحرب، فلا بُدَّ من إخضاع المهزومين لسيادة الإسلام بأكثر من وسيلة، من خلال المعاهدات والاتّفاقات التي تكفل للآخرين حقوقهم الإنسانيّة، وتحمي الإسلام من العدوان، وتؤكّد حريّته في تركيز مواقعه ومناهجه ونشر الدّعوة إلى الله في الأرض.

وهذا هو الفارق بين حركة الدّعوة إلى الله في أسلوب الفكر والحوار، وحركة الدّولة في ممارستها للضّغوطات ومواجهة من يعتدي على مواقعها ومواقفها في الواقع.

* من كتاب "السيرة النبويّة القرآنيّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية