كتابات
08/12/2020

بين الحماس والعقلانيّة في المواقف

بين الحماس والعقلانيّة في المواقف

لا بدّ لنا من أن نعيش العقلانيّة والموضوعيّة في خطابنا مع الآخر، سواء في المسائل الدينيّة، أو المسائل السياسيّة، أو الاجتماعيّة، أو الثقافيّة العامّة...

إنّنا نتناقش، ونتصارع في أدياننا وسياساتنا، من دون أن نبحث عن العناصر الحقيقيّة في ذلك كلّه، وهذا هو الذي جعل الحوار بيننا "حوار الطرشان"؛ أتكلّم ولا تسمعني، وتتكلّم ولا أسمعك، وتتطاير الكلمات من هنا وهناك في الهواء، ولن ينزل إلى العقل والقلب شيء منها. عندما أحمل عنك فكرةً، فإنّك تتكلّم معي لتزيلها، ولكنّ الفكرة تسيطر عليك، وتبقى الفكرة معي. ولهذا، عشنا في كلِّ هذا الشّرق في انفعالاتنا، دون أن نبصر ما حولنا ومَن حولنا من خلال الانفعال، لأنّنا قوم نتحمّس.

وربّما يتصوّر بعض الناس أنّني ضدّ الحماس، أو ضدّ الانفعال. ليست القضيّة كذلك، إنّني أقول، قد تفرض علينا بعض الأوضاع، أو بعض ساحات الصّراع، أن ننفعل في العمليّة التعبويّة، عندما نريد أن نعبّئ جماهيرنا، أو نريد أن نثير الحماس فينا، حتى ينطلق النّاس بفعل هذا الحماس، في قوّة المواجهة.

ولكنّ هناك فرقاً بين أن يكون الحماس هو الخطّة، وأن يكون الحماس جزءاً عقلانيّاً من الخطّة، أن تخطّط وتضع الحماس في أحد مواقع الخطّة، ليكون الحماس عقلانيّاً، ينطلق بكلّ عناصره، يهتف النّاس، "يموِّتون هذا ويعيِّشون ذاك"، ولكنّ القيادة تعرف كيف تجعل من الحماس جزءاً من الخطّة، لتخطّط كيف يبدأ وكيف ينتهي وكيف تضبط كلّ عناصره.

لذلك، نحن نعتقد أنّ الله خلق لنا عقلاً، وخلق لنا إحساساً وشعوراً، ولكن علينا أن نعقلن الإحساس والشّعور ليتوازن، كما أنّ علينا أن نليّن العقل ليرقّ ويلين، لتكون المسألة هي أن نعيش كلّ إنسانيّتنا..

* من كتاب "خطاب العقل والرّوح". 

لا بدّ لنا من أن نعيش العقلانيّة والموضوعيّة في خطابنا مع الآخر، سواء في المسائل الدينيّة، أو المسائل السياسيّة، أو الاجتماعيّة، أو الثقافيّة العامّة...

إنّنا نتناقش، ونتصارع في أدياننا وسياساتنا، من دون أن نبحث عن العناصر الحقيقيّة في ذلك كلّه، وهذا هو الذي جعل الحوار بيننا "حوار الطرشان"؛ أتكلّم ولا تسمعني، وتتكلّم ولا أسمعك، وتتطاير الكلمات من هنا وهناك في الهواء، ولن ينزل إلى العقل والقلب شيء منها. عندما أحمل عنك فكرةً، فإنّك تتكلّم معي لتزيلها، ولكنّ الفكرة تسيطر عليك، وتبقى الفكرة معي. ولهذا، عشنا في كلِّ هذا الشّرق في انفعالاتنا، دون أن نبصر ما حولنا ومَن حولنا من خلال الانفعال، لأنّنا قوم نتحمّس.

وربّما يتصوّر بعض الناس أنّني ضدّ الحماس، أو ضدّ الانفعال. ليست القضيّة كذلك، إنّني أقول، قد تفرض علينا بعض الأوضاع، أو بعض ساحات الصّراع، أن ننفعل في العمليّة التعبويّة، عندما نريد أن نعبّئ جماهيرنا، أو نريد أن نثير الحماس فينا، حتى ينطلق النّاس بفعل هذا الحماس، في قوّة المواجهة.

ولكنّ هناك فرقاً بين أن يكون الحماس هو الخطّة، وأن يكون الحماس جزءاً عقلانيّاً من الخطّة، أن تخطّط وتضع الحماس في أحد مواقع الخطّة، ليكون الحماس عقلانيّاً، ينطلق بكلّ عناصره، يهتف النّاس، "يموِّتون هذا ويعيِّشون ذاك"، ولكنّ القيادة تعرف كيف تجعل من الحماس جزءاً من الخطّة، لتخطّط كيف يبدأ وكيف ينتهي وكيف تضبط كلّ عناصره.

لذلك، نحن نعتقد أنّ الله خلق لنا عقلاً، وخلق لنا إحساساً وشعوراً، ولكن علينا أن نعقلن الإحساس والشّعور ليتوازن، كما أنّ علينا أن نليّن العقل ليرقّ ويلين، لتكون المسألة هي أن نعيش كلّ إنسانيّتنا..

* من كتاب "خطاب العقل والرّوح". 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية