في القرآن الكريم نداءات متنوّعةٌ للمؤمنين، ومن هذه النّداءات، نداءٌ لرسول الله (ص) يريد الحقُّ تبارك وتعالى أن يبلِّغه للنّاس، ويحمل الحثَّ على الخوف من الله، فيقول سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزّمر: 10].
أيُّها المؤمنون، لا يكفي أن تعلنوا إيمانكم بالله لتقولوا إنَّنا نشهد ألَّا إلَهَ إلاَّ الله، وأنَّ محمّداً رسول الله، وأنَّ الله يبعث النّاس يوم القيامة ليجزيهم على أعمالهم، إنْ خيراً فخيرٌ، وإنْ شرّاً فشَرٌّ، لا يكفي ذلك، بل لا بدّ لكم من أن تستشعروا في قلوبكم وعقولكم وأحاسيسكم الخوفَ من ربِّكم. والخوف ليس حالة شعوريّة تعيشونها وتتجمَّدون أمامها، بل يجب أن تجعلوها حالة في الموقف والعمل، بحيث عندما تخافون منه سبحانه، فإنَّكم تتجنّبون مواقع غضبه، تماماً كما هي حالات الخوف الطبيعيّة في حياتكم.
فالإنسان عندما يخاف من الموت، فإنَّه يبتعد عن كلِّ الأجواء التي تتحرّك فيها أسباب الموت، وهكذا عندما يخاف من السلطة، فإنَّه يهرب من المواقع التي يمكن أن تلاحقه فيها السّلطة، أو عندما يخاف من العدوّ، فإنَّه يختفي عن أنظار عدوِّه. ولكن، إذا خاف من الله، هل يستطيع أن يهرب منه كما يهرب من حالةٍ يخاف منها؟ {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف: 84]. ففي السماء عظمتُه، وفي الأرض ملكُه، وفي البحار والكهوف والأعماق سلطتُه، فأين يهرب من ربِّه؟ وهو إذا ما عصى اللهَ وتمرّد على رسالاته وأنبيائه، فهو لن يستطيع الهرب في الدّنيا ولا في الآخرة.
إذاً، كيف نؤمِّن أنفسنا من الخوف؟
هناك طريقٌ واحد؛ هو أن نطيع الله ولا نعصيه، وهذا هو الطّريق الذي يُعَبَّرُ عنه بالتّقوى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} خافوه، احسبوا حسابه في كلِّ أوضاعكم وأعمالكم، فإذا أردتم أن تقوموا بعمل، فاحسبوا حسابَه - سبحانه - قبل أن تحسبوا حساب البشر، وهذه هي التقوى؛ "ألاَّ يجدَك اللهُ حيثُ نهاك، وألاَّ يفقدَك حيثُ أمرك"[1].
* من كتاب "من عرفان القرآن".
[1] شرح نهج البلاغة: ج 2، باب 28، ص 94.
في القرآن الكريم نداءات متنوّعةٌ للمؤمنين، ومن هذه النّداءات، نداءٌ لرسول الله (ص) يريد الحقُّ تبارك وتعالى أن يبلِّغه للنّاس، ويحمل الحثَّ على الخوف من الله، فيقول سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزّمر: 10].
أيُّها المؤمنون، لا يكفي أن تعلنوا إيمانكم بالله لتقولوا إنَّنا نشهد ألَّا إلَهَ إلاَّ الله، وأنَّ محمّداً رسول الله، وأنَّ الله يبعث النّاس يوم القيامة ليجزيهم على أعمالهم، إنْ خيراً فخيرٌ، وإنْ شرّاً فشَرٌّ، لا يكفي ذلك، بل لا بدّ لكم من أن تستشعروا في قلوبكم وعقولكم وأحاسيسكم الخوفَ من ربِّكم. والخوف ليس حالة شعوريّة تعيشونها وتتجمَّدون أمامها، بل يجب أن تجعلوها حالة في الموقف والعمل، بحيث عندما تخافون منه سبحانه، فإنَّكم تتجنّبون مواقع غضبه، تماماً كما هي حالات الخوف الطبيعيّة في حياتكم.
فالإنسان عندما يخاف من الموت، فإنَّه يبتعد عن كلِّ الأجواء التي تتحرّك فيها أسباب الموت، وهكذا عندما يخاف من السلطة، فإنَّه يهرب من المواقع التي يمكن أن تلاحقه فيها السّلطة، أو عندما يخاف من العدوّ، فإنَّه يختفي عن أنظار عدوِّه. ولكن، إذا خاف من الله، هل يستطيع أن يهرب منه كما يهرب من حالةٍ يخاف منها؟ {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف: 84]. ففي السماء عظمتُه، وفي الأرض ملكُه، وفي البحار والكهوف والأعماق سلطتُه، فأين يهرب من ربِّه؟ وهو إذا ما عصى اللهَ وتمرّد على رسالاته وأنبيائه، فهو لن يستطيع الهرب في الدّنيا ولا في الآخرة.
إذاً، كيف نؤمِّن أنفسنا من الخوف؟
هناك طريقٌ واحد؛ هو أن نطيع الله ولا نعصيه، وهذا هو الطّريق الذي يُعَبَّرُ عنه بالتّقوى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} خافوه، احسبوا حسابه في كلِّ أوضاعكم وأعمالكم، فإذا أردتم أن تقوموا بعمل، فاحسبوا حسابَه - سبحانه - قبل أن تحسبوا حساب البشر، وهذه هي التقوى؛ "ألاَّ يجدَك اللهُ حيثُ نهاك، وألاَّ يفقدَك حيثُ أمرك"[1].
* من كتاب "من عرفان القرآن".
[1] شرح نهج البلاغة: ج 2، باب 28، ص 94.