في القرآن الكريم، حديثٌ عن نماذج من النّاس يُوجَدون في كلّ زمانٍ ومكان، وهذه النماذج عندما تدرس حاضرها أو ماضيها، فإنَّك تجد أنَّها تملك العلمَ الذي قد لا يرقى إليه علم، والمعرفة الدينيّة الواسعة في حلال الله وحرامه. وإذا ما انفتح الإنسان على آفاق علمهم، فإنَّه قد يرتفع إلى الله ويقترب منه سبحانه.
ولكنَّ مثل هؤلاء، قد تأتيهم في مستقبلهم حالاتٌ ضاغطةٌ صادرةٌ عن غرائزهم وأطماعهم وعن الناس الذين يوسوسون، فنراهم يتركون كلَّ عملهم وراء ظهورهم، ويلتفتون إلى الشّيطان، فيستمعون إلى وسوسته، ويتحرّكون خلف خطواته، وينقادون إليه في نداءاته، فتتحوَّل أفكارهم من أفكار رحمانيّة إلى أفكار شيطانيّة، وتتبدّل خطواتهم من خطوات في الطّريق المستقيم، إلى خطوات في الطّريق المنحرف، وتصبح أمانيّهم التي كانت تبحث عن رضى الله للحصول على الجنّة، أماني تبحث عن رضى المستكبرين طمعاً في عَرَضٍ زائل يستمتعون به في الدّنيا.
هؤلاء، لم يصبح العلم عندهم حالةً إيمانيّة في كيانهم، وإنَّما كان مجرّد حالة عاشت في الفكر وقتاً ما، ولكن لم تثبت وتستقرّ في مشاعرهم وأحاسيسهم ووجدانهم وحياتهم، حيث هناك فرقٌ بين أن يعرف الإنسان الشّيء وبين أن يعيشه، وهناك فرقٌ بين أن يعرف ربَّه وبين أن يحبَّ ربَّه، وبينَ أن يعرف الخير، وأن يعيش في مشاعره معاني الخير... وهكذا، هناك فرقٌ بين الفكر النظري وبين الإيمان العمليّ.
ولذا، فإنّنا نحتاج إلى علمٍ يملأ عقولنا وينير الطّريق أمامنا، وإلى إيمانٍ ينطلق من إرادتنا ووجداننا ليملأ كلّ كياننا، فيكون كلُّ واحدٍ منّا مسلماً بكلّ وجوده وحياته وكيانه، بحيث إذا رآه النّاس، رأوا الإسلام، تماماً كما نعرف عن رسول الله (ص) بأنَّه كان الكتاب النّاطق، والقرآن هو الكتاب الصّامت، وكذلك ما نعرفه عن عليٍّ (ع) والأئمّة (ع) من بعده، بأنّهم الكتاب النّاطق، والقرآن الكتاب الصامت، لأنَّ سيرتهم وحياتهم مثّلت القرآن بكلِّ معانيه، ولذلك، فإنْ نطقوا (ع)، فكأنَّ القرآن نطق من خلالهم، وإذا تحرّكوا، فكأنَّ القرآن تحرّك من خلالهم.
*من كتاب "من عرفان القرآن".
في القرآن الكريم، حديثٌ عن نماذج من النّاس يُوجَدون في كلّ زمانٍ ومكان، وهذه النماذج عندما تدرس حاضرها أو ماضيها، فإنَّك تجد أنَّها تملك العلمَ الذي قد لا يرقى إليه علم، والمعرفة الدينيّة الواسعة في حلال الله وحرامه. وإذا ما انفتح الإنسان على آفاق علمهم، فإنَّه قد يرتفع إلى الله ويقترب منه سبحانه.
ولكنَّ مثل هؤلاء، قد تأتيهم في مستقبلهم حالاتٌ ضاغطةٌ صادرةٌ عن غرائزهم وأطماعهم وعن الناس الذين يوسوسون، فنراهم يتركون كلَّ عملهم وراء ظهورهم، ويلتفتون إلى الشّيطان، فيستمعون إلى وسوسته، ويتحرّكون خلف خطواته، وينقادون إليه في نداءاته، فتتحوَّل أفكارهم من أفكار رحمانيّة إلى أفكار شيطانيّة، وتتبدّل خطواتهم من خطوات في الطّريق المستقيم، إلى خطوات في الطّريق المنحرف، وتصبح أمانيّهم التي كانت تبحث عن رضى الله للحصول على الجنّة، أماني تبحث عن رضى المستكبرين طمعاً في عَرَضٍ زائل يستمتعون به في الدّنيا.
هؤلاء، لم يصبح العلم عندهم حالةً إيمانيّة في كيانهم، وإنَّما كان مجرّد حالة عاشت في الفكر وقتاً ما، ولكن لم تثبت وتستقرّ في مشاعرهم وأحاسيسهم ووجدانهم وحياتهم، حيث هناك فرقٌ بين أن يعرف الإنسان الشّيء وبين أن يعيشه، وهناك فرقٌ بين أن يعرف ربَّه وبين أن يحبَّ ربَّه، وبينَ أن يعرف الخير، وأن يعيش في مشاعره معاني الخير... وهكذا، هناك فرقٌ بين الفكر النظري وبين الإيمان العمليّ.
ولذا، فإنّنا نحتاج إلى علمٍ يملأ عقولنا وينير الطّريق أمامنا، وإلى إيمانٍ ينطلق من إرادتنا ووجداننا ليملأ كلّ كياننا، فيكون كلُّ واحدٍ منّا مسلماً بكلّ وجوده وحياته وكيانه، بحيث إذا رآه النّاس، رأوا الإسلام، تماماً كما نعرف عن رسول الله (ص) بأنَّه كان الكتاب النّاطق، والقرآن هو الكتاب الصّامت، وكذلك ما نعرفه عن عليٍّ (ع) والأئمّة (ع) من بعده، بأنّهم الكتاب النّاطق، والقرآن الكتاب الصامت، لأنَّ سيرتهم وحياتهم مثّلت القرآن بكلِّ معانيه، ولذلك، فإنْ نطقوا (ع)، فكأنَّ القرآن نطق من خلالهم، وإذا تحرّكوا، فكأنَّ القرآن تحرّك من خلالهم.
*من كتاب "من عرفان القرآن".