كتابات
30/09/2020

ليس شيعيّاً من لا يتَّقي الله ويطيعه

ليس شيعيّاً من لا يتَّقي الله ويطيعه

إنّ الكلمة الطيّبة تعني الروح الطيّبة التي ترتبط بالله سبحانه وتعالى، فإذا انفصلنا عنها، فإنّنا ننفصل عن كلّ ثبات في الحياة {وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[الحجّ: 31].

هذه هي الكلمة التي نريد أن  نعيشها في كلّ حياتنا العامّة والخاصّة، وننطلق على هذا الأساس، لنحدِّد في الحياة الكلمة الطيّبة من خلال تحديد المفاهيم التي أرادنا الله أن نعيشها في الحياة، حتّى نحدِّد أعداءنا وأصدقاءنا، باعتبار أنَّ أعداءنا هم أعداء الله؛ أعداؤه في العقيدة وفي الحركة وفي الأخلاق وفي السياسة، وأعداؤه في كلّ مواقع الحياة الأمنيّة والاقتصاديّة والعسكريّة.

وقد قال الإمام محمد الباقر (ع)، وهو يتحدّث عن هؤلاء الناس الذين يريدون أن يتقرَّبوا إلى أئمّة أهل البيت (ع) على أنّهم شيعتهم.. قال: "أيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتّواضع والتخشّع والأمانة، وكثرة ذكر الله والصّوم والصّلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن النّاس إلَّا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.

حسب الرّجل أن يقول: أحبّ عليّاً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً؟ فلو قال: إنّي أحبّ رسول الله، فرسول الله (ص) خير من عليّ (ع)، ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنّته، ما نفعه حبّه إيّاه شيئاً"[1].

ثمّ قال لهم: خذوا القضيّة على مستوى العلاقات؛ فليس الشيعي من رفع شعار حبّنا فقط، لأنّنا لم نفتح حساباً مستقلًّا عن الله، إنّما الشيعي هو من يطيعُ الله ويتّقيه. فمن لم يطعه ولم يتّقه فليس بشيعيّ، وإن هتف بحبّ أهل البيت (ع)، ومن عاش في الخيانة وخان الأُمّة في حياتها وفي كلّ واقعها، وعمل مع الظّالمين، فليس بشيعيّ وإنْ كان ينحدر من مئة أب في هذا الاتجاه، إذ ليست المسألة انتماءً أو كلمةً أو عاطفة، إنّما تكون شيعيّاً بقدر ما تكون مسلماً تقيّاً، وتكون شيعيّاً بقدر ما يسلم النّاس من يدك ولسانك، لأنّك ـــ حينئذٍ ـــ تكون مسلماً. وليس التشيّع شيئاً زائداً عن الإسلام، بل هو عمق الإسلام في صفائه ونقائه وشريعته. وقد قالها الإمام الباقر (ع): "مَنْ كَانَ للهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَمَنْ كَانَ للهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ"[2]. فليس الولاء لأهل البيت مجرَّد عاطفة، إنّما هو التزام وموقف.

وأهل البيت (ع) ليس لديهم إلّا الإسلام، وليس لديهم إلّا الحقّ. وقد قالها الإمام زين العابدين (ع): "أَحِبُّونا حبّ الإسلام"[3]، لا حبّ الذّات والعاطفة.

من خلال ذلك، لا بدّ أن نفهم أنَّ حبّ أهل البيت هو العبودية لله والالتزام بشريعته، والسّير معها بكلّ مجالاتها، فلا تغرَّنا العناوين والاصطلاحات، فمن كان عميلاً للظّالمين والخائنين والمستكبرين، أو كان مناصراً للمنحرفين، فليس بشيعيّ.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب". 


[1]  الكافي، الشّيخ الكليني، ج2، ص 74.

[2]  الكافي، الكليني، ج2، ص 74.

[3]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج46، ص 75.

إنّ الكلمة الطيّبة تعني الروح الطيّبة التي ترتبط بالله سبحانه وتعالى، فإذا انفصلنا عنها، فإنّنا ننفصل عن كلّ ثبات في الحياة {وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[الحجّ: 31].

هذه هي الكلمة التي نريد أن  نعيشها في كلّ حياتنا العامّة والخاصّة، وننطلق على هذا الأساس، لنحدِّد في الحياة الكلمة الطيّبة من خلال تحديد المفاهيم التي أرادنا الله أن نعيشها في الحياة، حتّى نحدِّد أعداءنا وأصدقاءنا، باعتبار أنَّ أعداءنا هم أعداء الله؛ أعداؤه في العقيدة وفي الحركة وفي الأخلاق وفي السياسة، وأعداؤه في كلّ مواقع الحياة الأمنيّة والاقتصاديّة والعسكريّة.

وقد قال الإمام محمد الباقر (ع)، وهو يتحدّث عن هؤلاء الناس الذين يريدون أن يتقرَّبوا إلى أئمّة أهل البيت (ع) على أنّهم شيعتهم.. قال: "أيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتّواضع والتخشّع والأمانة، وكثرة ذكر الله والصّوم والصّلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن النّاس إلَّا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.

حسب الرّجل أن يقول: أحبّ عليّاً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً؟ فلو قال: إنّي أحبّ رسول الله، فرسول الله (ص) خير من عليّ (ع)، ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنّته، ما نفعه حبّه إيّاه شيئاً"[1].

ثمّ قال لهم: خذوا القضيّة على مستوى العلاقات؛ فليس الشيعي من رفع شعار حبّنا فقط، لأنّنا لم نفتح حساباً مستقلًّا عن الله، إنّما الشيعي هو من يطيعُ الله ويتّقيه. فمن لم يطعه ولم يتّقه فليس بشيعيّ، وإن هتف بحبّ أهل البيت (ع)، ومن عاش في الخيانة وخان الأُمّة في حياتها وفي كلّ واقعها، وعمل مع الظّالمين، فليس بشيعيّ وإنْ كان ينحدر من مئة أب في هذا الاتجاه، إذ ليست المسألة انتماءً أو كلمةً أو عاطفة، إنّما تكون شيعيّاً بقدر ما تكون مسلماً تقيّاً، وتكون شيعيّاً بقدر ما يسلم النّاس من يدك ولسانك، لأنّك ـــ حينئذٍ ـــ تكون مسلماً. وليس التشيّع شيئاً زائداً عن الإسلام، بل هو عمق الإسلام في صفائه ونقائه وشريعته. وقد قالها الإمام الباقر (ع): "مَنْ كَانَ للهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَمَنْ كَانَ للهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ"[2]. فليس الولاء لأهل البيت مجرَّد عاطفة، إنّما هو التزام وموقف.

وأهل البيت (ع) ليس لديهم إلّا الإسلام، وليس لديهم إلّا الحقّ. وقد قالها الإمام زين العابدين (ع): "أَحِبُّونا حبّ الإسلام"[3]، لا حبّ الذّات والعاطفة.

من خلال ذلك، لا بدّ أن نفهم أنَّ حبّ أهل البيت هو العبودية لله والالتزام بشريعته، والسّير معها بكلّ مجالاتها، فلا تغرَّنا العناوين والاصطلاحات، فمن كان عميلاً للظّالمين والخائنين والمستكبرين، أو كان مناصراً للمنحرفين، فليس بشيعيّ.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب". 


[1]  الكافي، الشّيخ الكليني، ج2، ص 74.

[2]  الكافي، الكليني، ج2، ص 74.

[3]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج46، ص 75.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية