كتابات
29/09/2020

كيف يكون التشيّع لأهل البيت (ع)؟!

كيف يكون التشيّع لأهل البيت (ع)؟!

ليس معنى التمسّك بالأئمّة (ع) أن تتمسّك بهم تمسُّكاً عصبيّاً، أن تهتف باسمهم أو تتحرّك فقط لتحدّث الناس عن فضائلهم، بل أن تتحرّك في خطّهم. الإمام عليّ (ع) في حضوره، حدَّد للناس في زمانه معنى الارتباط به كإمام: "ألاَ وإنَّ أمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد، وعفّة وسداد"[1].

هذا هو الخطّ؛ أن يكون عليّ (ع) إمامك، أن تكون وَرِعاً كما كان عليّ (ع) ورعاً، أن تكون عفيفاً؛ عفيف اليد، وعفيف البطن، وعفيف الفرج، كما كان عليّ (ع) عفيفاً، أن تكون سديد الرأي كما كان عليّ (ع) سديد الرأي، وأن تجتهد في طاعة الله، وفي الدعوة إلى الله، وفي الجهاد في سبيل الله، كما كان عليّ (ع).

أن تقول إنَّ عليّاً إمامي، معناه أن تجعل فكر عليّ (ع) الذي هو فكر الإسلام، وسيرة عليّ (ع) التي هي سيرة الإسلام، وكلام عليّ (ع) الذي هو كلام الإسلام، أن تجعل كلّ ذلك أمامك، وأنْ تتحرّك معه.

هذا هو معنى التمسُّك بالعترة؛ التمسُّك بقيادتهم ومنهجهم وسيرتهم وفكرهم وخطّهم في الحياة، لا التمسُّك بأسمائهم والزيارة لقبورهم والبكاء عند مآسيهم.. هذه أمور تندرج في العلاقات الشخصيّة؛ أن تزور الأئمّة كما تزور قبور مَن تحبّ من أهلك أو أحبّائك، أن تهتف باسم الأئمّة كما تهتف باسم الذين تحبّهم، المسألة ليست كذلك، الأئمّة (ع) انطلقوا من خلال أنّهم أوصياء رسول الله في الخطّ الإسلامي. فبقدر ما تكون قريباً من الله أنتَ قريب منهم، وبقدر ما تكون بعيداً من الله أنتَ بعيد عنهم.

قالها الإمام الباقر (ع): "مَن كان مطيعاً لله فهو لنا وليّ، ومَن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع"[2]، أن تكون ورعاً عمَّا حرَّم الله، هذه نقطة لا بدّ أن نفهمها فهماً جيّداً وواقعياً وإيمانياً. 

إنَّ التشيّع عندنا تحوَّل إلى حالة من المزاج، وإلى نوع من العصبيّة، وإلى لون من العشائرية الطائفية من دون أن نبحث عن مضمون التشيّع.

أهل البيت (ع) ليسوا رؤساء عشيرة وليسوا قادة جماعة بالمعنى الشخصي لقيادة الجماعة، أهل البيت (ع) هم قادة الإسلام، يتحرّكون حيث يريد الله لهم أن يتحرّكوا في خطّ الإسلام، ويقفون حيث يريد الله لهم أن يقفوا في خطّ الإسلام، ولذا سالَم عليّ (ع) عندما رأى أنّ الإسلام يفرض عليه أن يُسالِم، وحارَب عندما رأى أنّ الإسلام يفرض عليه أن يحارِب، والإمام الحسن (ع) سالَم، ووافقه الحسين (ع) عندما رأى أنّ المصلحة الإسلاميّة تفرض ذلك، والإمام الحسين (ع) قاتل وثار وضحَّى عندما رأى أنّ المصلحة الإسلاميّة تقتضي ذلك.

المسألة هي أنّهم يبحثون عن رضى الله كيف يكون ليكون ذلك رضاهم، وعن سخط الله كيف يكون ليكون ذلك سخطهم.

ولهذا، علينا أن نحدِّد المسألة على هذا الأساس، أن لا نأخذ الإسلام أو التمذهب بالتشيّع إطاراً ليفتقد الداخل، بل نأخذه مضموناً يتحرّك على أساس السّير في كتاب الله، والسّير مع أولياء الله...


[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج:33، ص:473، رواية:38، باب:29

[2]بحار الأنوار، ج:67، ص:98، رواية:4، باب:47.

ليس معنى التمسّك بالأئمّة (ع) أن تتمسّك بهم تمسُّكاً عصبيّاً، أن تهتف باسمهم أو تتحرّك فقط لتحدّث الناس عن فضائلهم، بل أن تتحرّك في خطّهم. الإمام عليّ (ع) في حضوره، حدَّد للناس في زمانه معنى الارتباط به كإمام: "ألاَ وإنَّ أمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد، وعفّة وسداد"[1].

هذا هو الخطّ؛ أن يكون عليّ (ع) إمامك، أن تكون وَرِعاً كما كان عليّ (ع) ورعاً، أن تكون عفيفاً؛ عفيف اليد، وعفيف البطن، وعفيف الفرج، كما كان عليّ (ع) عفيفاً، أن تكون سديد الرأي كما كان عليّ (ع) سديد الرأي، وأن تجتهد في طاعة الله، وفي الدعوة إلى الله، وفي الجهاد في سبيل الله، كما كان عليّ (ع).

أن تقول إنَّ عليّاً إمامي، معناه أن تجعل فكر عليّ (ع) الذي هو فكر الإسلام، وسيرة عليّ (ع) التي هي سيرة الإسلام، وكلام عليّ (ع) الذي هو كلام الإسلام، أن تجعل كلّ ذلك أمامك، وأنْ تتحرّك معه.

هذا هو معنى التمسُّك بالعترة؛ التمسُّك بقيادتهم ومنهجهم وسيرتهم وفكرهم وخطّهم في الحياة، لا التمسُّك بأسمائهم والزيارة لقبورهم والبكاء عند مآسيهم.. هذه أمور تندرج في العلاقات الشخصيّة؛ أن تزور الأئمّة كما تزور قبور مَن تحبّ من أهلك أو أحبّائك، أن تهتف باسم الأئمّة كما تهتف باسم الذين تحبّهم، المسألة ليست كذلك، الأئمّة (ع) انطلقوا من خلال أنّهم أوصياء رسول الله في الخطّ الإسلامي. فبقدر ما تكون قريباً من الله أنتَ قريب منهم، وبقدر ما تكون بعيداً من الله أنتَ بعيد عنهم.

قالها الإمام الباقر (ع): "مَن كان مطيعاً لله فهو لنا وليّ، ومَن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع"[2]، أن تكون ورعاً عمَّا حرَّم الله، هذه نقطة لا بدّ أن نفهمها فهماً جيّداً وواقعياً وإيمانياً. 

إنَّ التشيّع عندنا تحوَّل إلى حالة من المزاج، وإلى نوع من العصبيّة، وإلى لون من العشائرية الطائفية من دون أن نبحث عن مضمون التشيّع.

أهل البيت (ع) ليسوا رؤساء عشيرة وليسوا قادة جماعة بالمعنى الشخصي لقيادة الجماعة، أهل البيت (ع) هم قادة الإسلام، يتحرّكون حيث يريد الله لهم أن يتحرّكوا في خطّ الإسلام، ويقفون حيث يريد الله لهم أن يقفوا في خطّ الإسلام، ولذا سالَم عليّ (ع) عندما رأى أنّ الإسلام يفرض عليه أن يُسالِم، وحارَب عندما رأى أنّ الإسلام يفرض عليه أن يحارِب، والإمام الحسن (ع) سالَم، ووافقه الحسين (ع) عندما رأى أنّ المصلحة الإسلاميّة تفرض ذلك، والإمام الحسين (ع) قاتل وثار وضحَّى عندما رأى أنّ المصلحة الإسلاميّة تقتضي ذلك.

المسألة هي أنّهم يبحثون عن رضى الله كيف يكون ليكون ذلك رضاهم، وعن سخط الله كيف يكون ليكون ذلك سخطهم.

ولهذا، علينا أن نحدِّد المسألة على هذا الأساس، أن لا نأخذ الإسلام أو التمذهب بالتشيّع إطاراً ليفتقد الداخل، بل نأخذه مضموناً يتحرّك على أساس السّير في كتاب الله، والسّير مع أولياء الله...


[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج:33، ص:473، رواية:38، باب:29

[2]بحار الأنوار، ج:67، ص:98، رواية:4، باب:47.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية