حاول ألّا تهتزّ في انتمائك، ولا تستبدل بكلمة الإسلام كلمة، حتّى لو أغراك الناس، ولا تفقد شجاعة الالتزام بالإسلام، حتّى لو انصبَّت كلّ اتّهامات الدّنيا على رأسك، لأنّك عندما التزمت بالإسلام، فإنّك تلتزم بالله، وإذا لم تلتزم بالإسلام، فإنّك انفصلت عن الله وعن رحمته، وكذلك إذا انفصلت عن إسلامك، فإنّك تفقد الحياة الروحيّة التي تبعث الطّمأنينة والرّضى والأمن في كلّ حياتك. إذ يريد الله لك أن تشعر بأنّك مطمئنّ في حياتك، تفعل ما تفعل على أساس أنَّ في عملك رضى الله، وحينئذٍ، تعرف أنّك سائر في طريق الله، فلا تهمّك النّتائج، لأنَّ هناك نتيجة واحدة تصل إليها، وهي الله. وهذا ما عبَّر عنه الإمام الحسين (ع) في ما روي عنه:
فلستُ أُبالي حين أُقْتَل مسلماًعلى أيِّ جنب كان في الله مصرعي
وعندما تنطلق لتنتهي حياتك في طريق الله، وأنتَ تشهد أنْ لا إله إلّا الله وأنَّ محمّداً رسول الله؛ فإنَّك تموت على ما مات عليه محمّد، وتحيا على ما حيي عليه محمّد (ص).
انظروا إلى الفرحة التي كانت تهزّ عليّ بن أبي طالب (ع)، ودماؤه تسيل من رأسه، وهو يعاني كلّ الآلام، حين قال: "بسم الله وبالله وعلى مِلَّةِ رسول الله، فزتُ وربّ الكعبة".
لعلَّ الكثيرين يريدون أن يوجدوا فصلاً بينكم وبين الإسلام، وقد يعملون على أن يفصلوكم عن الإسلام في بعض الجوانب، إذا لم يستطيعوا أن يفصلوكم عنه في كلّ الجوانب، فهم يقولون لكم كونوا مسلمين في الصّلاة والصّوم، وكونوا كافرين في العادات والتّقاليد الاجتماعيّة!
كونوا مسلمين في دعائكم وابتهالكم وخشوعكم، وكونوا كافرين في اقتصادكم وسياستكم وأوضاعكم!
إنّهم يريدون أن يفصلوكم عن الإسلام في الحياة، ليبقى إسلامكم إسلام المسجد الذي يغلق كلّ أبوابه عن الحياة، والله يريدكم أن تدخلوا المسجد لتنفتحوا عليه في كلّ رحابه وآفاقه، وفي كلّ عظمة أخلاقه، حتّى إذا دخلتم المسجد، أخذتم من الله تلك الرّحابة وتلك القِيَم الأخلاقيّة، وانطلقتم من المسجد مُطَهَّرين في أفكاركم وفي مشاعركم وفي حياتكم، ليكون المسجد هو الباب الذي ينفتح على الحياة، لا الباب الذي ينغلق دونها.
وعندما تلتزمون الإسلام ككلمة طيّبة في الانتماء والعقيدة والحركة والنهج والحياة، فإنَّ عليكم أن تنفذوا إلى داخله، لتجعلوا حلاله حلالكم، وحرامه حرامكم، وأخلاقه أخلاقكم.
فإذا قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}[التّوبة: 119]، فعليكم أن تبحثوا عن علاقاتكم وعن أنفسكم: هل إنّكم تؤمنون بالصّدق في الحياة أم تؤمنون بالكذب؟ وهل تنطلقون من موقع الحقّ عندما تؤيِّدون أو ترفضون، أم تنطلقون من موقع الباطل في ذلك؟ وهل تبيعون مواقفكم للظّالمين وللمستكبرين، أم تكون مواقفكم كلّها لله، لأنَّكم بعتم أنفسكم له كما باع عليّ نفسه؟ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: 207]. فإذا كنتم قد بعتم أنفسكم لله، فليس لكم بعد ذلك أن تحبُّوا إلّا ما يحبّه الله، أو تخوضوا في عمل إلّا في ما يرضي الله، لأنَّ كلّ وجودكم هو ملك لله تعالى.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
حاول ألّا تهتزّ في انتمائك، ولا تستبدل بكلمة الإسلام كلمة، حتّى لو أغراك الناس، ولا تفقد شجاعة الالتزام بالإسلام، حتّى لو انصبَّت كلّ اتّهامات الدّنيا على رأسك، لأنّك عندما التزمت بالإسلام، فإنّك تلتزم بالله، وإذا لم تلتزم بالإسلام، فإنّك انفصلت عن الله وعن رحمته، وكذلك إذا انفصلت عن إسلامك، فإنّك تفقد الحياة الروحيّة التي تبعث الطّمأنينة والرّضى والأمن في كلّ حياتك. إذ يريد الله لك أن تشعر بأنّك مطمئنّ في حياتك، تفعل ما تفعل على أساس أنَّ في عملك رضى الله، وحينئذٍ، تعرف أنّك سائر في طريق الله، فلا تهمّك النّتائج، لأنَّ هناك نتيجة واحدة تصل إليها، وهي الله. وهذا ما عبَّر عنه الإمام الحسين (ع) في ما روي عنه:
فلستُ أُبالي حين أُقْتَل مسلماًعلى أيِّ جنب كان في الله مصرعي
وعندما تنطلق لتنتهي حياتك في طريق الله، وأنتَ تشهد أنْ لا إله إلّا الله وأنَّ محمّداً رسول الله؛ فإنَّك تموت على ما مات عليه محمّد، وتحيا على ما حيي عليه محمّد (ص).
انظروا إلى الفرحة التي كانت تهزّ عليّ بن أبي طالب (ع)، ودماؤه تسيل من رأسه، وهو يعاني كلّ الآلام، حين قال: "بسم الله وبالله وعلى مِلَّةِ رسول الله، فزتُ وربّ الكعبة".
لعلَّ الكثيرين يريدون أن يوجدوا فصلاً بينكم وبين الإسلام، وقد يعملون على أن يفصلوكم عن الإسلام في بعض الجوانب، إذا لم يستطيعوا أن يفصلوكم عنه في كلّ الجوانب، فهم يقولون لكم كونوا مسلمين في الصّلاة والصّوم، وكونوا كافرين في العادات والتّقاليد الاجتماعيّة!
كونوا مسلمين في دعائكم وابتهالكم وخشوعكم، وكونوا كافرين في اقتصادكم وسياستكم وأوضاعكم!
إنّهم يريدون أن يفصلوكم عن الإسلام في الحياة، ليبقى إسلامكم إسلام المسجد الذي يغلق كلّ أبوابه عن الحياة، والله يريدكم أن تدخلوا المسجد لتنفتحوا عليه في كلّ رحابه وآفاقه، وفي كلّ عظمة أخلاقه، حتّى إذا دخلتم المسجد، أخذتم من الله تلك الرّحابة وتلك القِيَم الأخلاقيّة، وانطلقتم من المسجد مُطَهَّرين في أفكاركم وفي مشاعركم وفي حياتكم، ليكون المسجد هو الباب الذي ينفتح على الحياة، لا الباب الذي ينغلق دونها.
وعندما تلتزمون الإسلام ككلمة طيّبة في الانتماء والعقيدة والحركة والنهج والحياة، فإنَّ عليكم أن تنفذوا إلى داخله، لتجعلوا حلاله حلالكم، وحرامه حرامكم، وأخلاقه أخلاقكم.
فإذا قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}[التّوبة: 119]، فعليكم أن تبحثوا عن علاقاتكم وعن أنفسكم: هل إنّكم تؤمنون بالصّدق في الحياة أم تؤمنون بالكذب؟ وهل تنطلقون من موقع الحقّ عندما تؤيِّدون أو ترفضون، أم تنطلقون من موقع الباطل في ذلك؟ وهل تبيعون مواقفكم للظّالمين وللمستكبرين، أم تكون مواقفكم كلّها لله، لأنَّكم بعتم أنفسكم له كما باع عليّ نفسه؟ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: 207]. فإذا كنتم قد بعتم أنفسكم لله، فليس لكم بعد ذلك أن تحبُّوا إلّا ما يحبّه الله، أو تخوضوا في عمل إلّا في ما يرضي الله، لأنَّ كلّ وجودكم هو ملك لله تعالى.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".