كتابات
18/08/2020

موقف المؤمن عند الغضب: العفو أم الانتقام؟!

موقف المؤمن عند الغضب: العفو أم الانتقام؟!

[من صفات المؤمنين] {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}. فأهل الجنّة لا يحقدون ولا يتعقّدون ممّن أساء إليهم، بل إنّهم يعيشون في أنفسهم القلبَ الكبير والصّدرَ الواسع، فيعفون عمّن أساء إليهم، إذا كانوا من أولادهم وأزواجهم أو من النّاس الآخرين، فلا يفجِّرون غيظهم بمن أغاظهم، ولا يحرِّكون غضبهم بكلام سيِّئ أو عملٍ قاسٍ، بل إنّهم يتخلّقون بأخلاق الله سبحانه الّذي يغفر لعباده إذا قاموا بما يغضبه ويسخطه، فرحمتُه سبقت غضبَه، حيث يترك لعباده باب التّوبة مفتوحاً أمامهم. ولذا، فإنَّ المؤمنين الذين يحبُّون أن يعفوَ الله عنهم، يعفون عن النّاس، لتزيد درجتهم عنده، وطلباً لمرضاته سبحانه.

إنَّ الإنسان المؤمن إذا وقف أمام الغضب بين أن يعفو ويسامح في مجال يكون في التّسامح مصلحة، وبين أن يشفيَ غيظَه، فماذا يفعل؟ هل يقف لينتقم أم يقف ليعفو؟ فلو سار في طريق الانتقام، وكان من حقِّه أن ينتقم، فما الرّبح من ذلك؟ قد يرتاح نفسيّاً فيفجِّر غيظه ويشعر بالرّاحة والكرامة والعزّة، وخصوصاً عندما يُبعد عن أذهان النّاس أنّه لم يعش المهانة والاحتقار.. هذا كلّ شيء، ولكن إذا عفا طلباً لما عند الله، فسيمنحه سبحانه عفوَه ومحبَّته، لأنَّ الله يحبُّ الكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس، وسيحصل على الخير ويكون قريباً للتّقوى {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237].

إنَّ المؤمن لا يندفع وراء غضبه، لأنَّه لا يتحرّك بوحي الانفعال.. يغضب، فيُمسك غضبه، ثمّ يناقش المسألة: هل إذا انتقمت أحصل على كسب كبير، أم إذا عفوت أحصل على الكسب الكبير؟

في الجواب، نعود إلى كلمات أمير المؤمنين عليّ (ع)، حيث يقول: "متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيُقال لي: لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو عفوت؟!". وفي صفة الله تعالى يقول (ع): "الَّذي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعفَا وَعَدَلَ في كُلِّ ما قَضَى".

فإذاً، هؤلاء الذين يعفون يأملون بما عند الله، لأنَّ الجنَّة لا تُعطى مجّاناً، فهم يعيشون شروط الحصول عليها داخل أنفسهم التي يربّونها على ذلك، ليعيشوا في الدّنيا أخلاق أهل الجنّة، فيكظمون غيظهم، ويعفون عمّن أساء إليهم.  

* من كتاب "من عرفان القرآن". 

[من صفات المؤمنين] {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}. فأهل الجنّة لا يحقدون ولا يتعقّدون ممّن أساء إليهم، بل إنّهم يعيشون في أنفسهم القلبَ الكبير والصّدرَ الواسع، فيعفون عمّن أساء إليهم، إذا كانوا من أولادهم وأزواجهم أو من النّاس الآخرين، فلا يفجِّرون غيظهم بمن أغاظهم، ولا يحرِّكون غضبهم بكلام سيِّئ أو عملٍ قاسٍ، بل إنّهم يتخلّقون بأخلاق الله سبحانه الّذي يغفر لعباده إذا قاموا بما يغضبه ويسخطه، فرحمتُه سبقت غضبَه، حيث يترك لعباده باب التّوبة مفتوحاً أمامهم. ولذا، فإنَّ المؤمنين الذين يحبُّون أن يعفوَ الله عنهم، يعفون عن النّاس، لتزيد درجتهم عنده، وطلباً لمرضاته سبحانه.

إنَّ الإنسان المؤمن إذا وقف أمام الغضب بين أن يعفو ويسامح في مجال يكون في التّسامح مصلحة، وبين أن يشفيَ غيظَه، فماذا يفعل؟ هل يقف لينتقم أم يقف ليعفو؟ فلو سار في طريق الانتقام، وكان من حقِّه أن ينتقم، فما الرّبح من ذلك؟ قد يرتاح نفسيّاً فيفجِّر غيظه ويشعر بالرّاحة والكرامة والعزّة، وخصوصاً عندما يُبعد عن أذهان النّاس أنّه لم يعش المهانة والاحتقار.. هذا كلّ شيء، ولكن إذا عفا طلباً لما عند الله، فسيمنحه سبحانه عفوَه ومحبَّته، لأنَّ الله يحبُّ الكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس، وسيحصل على الخير ويكون قريباً للتّقوى {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237].

إنَّ المؤمن لا يندفع وراء غضبه، لأنَّه لا يتحرّك بوحي الانفعال.. يغضب، فيُمسك غضبه، ثمّ يناقش المسألة: هل إذا انتقمت أحصل على كسب كبير، أم إذا عفوت أحصل على الكسب الكبير؟

في الجواب، نعود إلى كلمات أمير المؤمنين عليّ (ع)، حيث يقول: "متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيُقال لي: لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو عفوت؟!". وفي صفة الله تعالى يقول (ع): "الَّذي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعفَا وَعَدَلَ في كُلِّ ما قَضَى".

فإذاً، هؤلاء الذين يعفون يأملون بما عند الله، لأنَّ الجنَّة لا تُعطى مجّاناً، فهم يعيشون شروط الحصول عليها داخل أنفسهم التي يربّونها على ذلك، ليعيشوا في الدّنيا أخلاق أهل الجنّة، فيكظمون غيظهم، ويعفون عمّن أساء إليهم.  

* من كتاب "من عرفان القرآن". 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية