إذا أراد الإنسان أن يكون ناقداً موضوعياً، فلا بدّ له من أن يبدأ من نقطة أنّ الأفكار التي أحملها لم تخلق معي، فالله لم يخلق أفكارنا الدينيّة ولا أفكارنا السياسيّة ولا أفكارنا الاجتماعيّة يوم ولدنا، وإنّما اكتسبناها إمّا بتقليد الآخرين، أو بالتأثّر بالبيئة أو بالدّراسة أو بالتأمّل والتفكير. فإنّ أفكارنا ليست جزءاً من شخصيّتنا، بل أخذنا بهذه الأفكار لأنّنا اعتبرنا أنّها الحقيقة.
فإذاً، نحن نريد أن نصل إلى الحقيقة، فإذا جاءنا إنسان وانتقدنا؛ انتقد فكرنا، وانتقد انتماءنا، وانتقد عقيدتنا، فعلينا أن لا نتعقّد منه لأنّه وجّه انتقاداً إلى ما نلتزم به وإلى ما ننتمي إليه، بل لا بدّ لنا أن نفتح عقولنا له، حتى نستطيع أن نواجه الفكرة بالفكرة، وأن نواجه النقد بالنقد، فلعلّنا نطّلع على ضوءٍ للحقيقة عنده كنّا قد افتقدناه، ولعلّنا نستطيع أن نعطيه ممّا عندنا من الحقيقة.
لذلك، على الإنسان أن يكون حيادياً أمام الفكرة، بمعنى أن لا تشعر بأنّ فكرك جزء من ذاتك، ففكرك هو عقيدة اعتقدتها، وفكرك التزام التزمته، ولكن من الممكن أن تخطئ في التزامك وفي فكرك. ومن هنا، فإنّ عليك أن تتقبّل الآخرين في ذلك، ولا تتعقّد منهم عندما تعيش هذا الجوّ، فلربّما منحك ذلك أن تجذب الآخرين إليك، وهذا ما علّمنا إيّاه القرآن.
وأحبّ أن لا تنسوا هذه الآية في القرآن الكريم: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}. لقد علّم الله رسوله أنّه إذا أراد أن يتحدّث مع الكفّار، أن يتحدّث معهم كما لو كان حياديّاً أمام الفكرة التي يلتزمها الآخر، ولذلك قال لهم، تعالوا لنتفاهم، فقد أكون على هدى وأنتم على ضلال، وقد أكون على ضلال وأنتم على هدى. وليس معنى ذلك أنّ الرسول (ص) الذي جاء بالصدق وصدّق به، يشكّ في أنّه على هدى وأنّهم على ضلال، ولكنّه أسلوب الحوار الّذي لا بدّ أن ينطلق من ذهنيّة موضوعيّة، بحيث تكون مستعدّة لتقبّل ما يعطيه الآخر إذا اقتنع به، وليكن الأسلوب أسلوباً موضوعيّاً.
لهذا، لا بدّ لنا أن نعرف أنّ الحقّ هو ملك الله، الله هو الحقّ، وهو الذي أنزل الحقّ، وهو الذي خلق السموات والأرض بالحقّ، ويريدنا أن نلتزم الحقّ، وقد نخطئ، فلماذا نتعقّد ممّن يأتينا ليحاورنا، وليعرّفنا ما هو الحقّ وما هو الباطل، أو ليعرف منّا ما هو الحقّ وما هو الباطل؟!.
*من كتاب "النّدوة"، ج 2.
إذا أراد الإنسان أن يكون ناقداً موضوعياً، فلا بدّ له من أن يبدأ من نقطة أنّ الأفكار التي أحملها لم تخلق معي، فالله لم يخلق أفكارنا الدينيّة ولا أفكارنا السياسيّة ولا أفكارنا الاجتماعيّة يوم ولدنا، وإنّما اكتسبناها إمّا بتقليد الآخرين، أو بالتأثّر بالبيئة أو بالدّراسة أو بالتأمّل والتفكير. فإنّ أفكارنا ليست جزءاً من شخصيّتنا، بل أخذنا بهذه الأفكار لأنّنا اعتبرنا أنّها الحقيقة.
فإذاً، نحن نريد أن نصل إلى الحقيقة، فإذا جاءنا إنسان وانتقدنا؛ انتقد فكرنا، وانتقد انتماءنا، وانتقد عقيدتنا، فعلينا أن لا نتعقّد منه لأنّه وجّه انتقاداً إلى ما نلتزم به وإلى ما ننتمي إليه، بل لا بدّ لنا أن نفتح عقولنا له، حتى نستطيع أن نواجه الفكرة بالفكرة، وأن نواجه النقد بالنقد، فلعلّنا نطّلع على ضوءٍ للحقيقة عنده كنّا قد افتقدناه، ولعلّنا نستطيع أن نعطيه ممّا عندنا من الحقيقة.
لذلك، على الإنسان أن يكون حيادياً أمام الفكرة، بمعنى أن لا تشعر بأنّ فكرك جزء من ذاتك، ففكرك هو عقيدة اعتقدتها، وفكرك التزام التزمته، ولكن من الممكن أن تخطئ في التزامك وفي فكرك. ومن هنا، فإنّ عليك أن تتقبّل الآخرين في ذلك، ولا تتعقّد منهم عندما تعيش هذا الجوّ، فلربّما منحك ذلك أن تجذب الآخرين إليك، وهذا ما علّمنا إيّاه القرآن.
وأحبّ أن لا تنسوا هذه الآية في القرآن الكريم: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}. لقد علّم الله رسوله أنّه إذا أراد أن يتحدّث مع الكفّار، أن يتحدّث معهم كما لو كان حياديّاً أمام الفكرة التي يلتزمها الآخر، ولذلك قال لهم، تعالوا لنتفاهم، فقد أكون على هدى وأنتم على ضلال، وقد أكون على ضلال وأنتم على هدى. وليس معنى ذلك أنّ الرسول (ص) الذي جاء بالصدق وصدّق به، يشكّ في أنّه على هدى وأنّهم على ضلال، ولكنّه أسلوب الحوار الّذي لا بدّ أن ينطلق من ذهنيّة موضوعيّة، بحيث تكون مستعدّة لتقبّل ما يعطيه الآخر إذا اقتنع به، وليكن الأسلوب أسلوباً موضوعيّاً.
لهذا، لا بدّ لنا أن نعرف أنّ الحقّ هو ملك الله، الله هو الحقّ، وهو الذي أنزل الحقّ، وهو الذي خلق السموات والأرض بالحقّ، ويريدنا أن نلتزم الحقّ، وقد نخطئ، فلماذا نتعقّد ممّن يأتينا ليحاورنا، وليعرّفنا ما هو الحقّ وما هو الباطل، أو ليعرف منّا ما هو الحقّ وما هو الباطل؟!.
*من كتاب "النّدوة"، ج 2.