عندما يتحرّك الظلم في أيِّ مجتمع، فإنّه يُضعف قواعده وتوازنه وتماسكه وأمنه واقتصاده وسياسته، ويفصله عن بعضه البعض؛ يفصل القاعدة عن الارتباط الرّوحي بالقمّة، ويفصل القمّة عن الشعور بالمسؤوليّة تجاه القاعدة، ويفصل القاعدة عن اللّقاء بعضها ببعض، عندما يمنعها الظّلم من اللّقاء.
ولذلك، فإنَّ الظلم عندما يستمرّ في واقع أيّ أُمّة، سواء كان ظلم النّفس أو ظلم الآخرين، فإنَّ الله يدمّر هذه الأُمّة. ولذا، كان السّقوط مصير الحضارات والأُمم السابقة التي انفتحت على الظّلم.
وقبل أن يسقطهم الله {وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ}، لم يهلكهم بغتة، إنَّما بعد أن أرسل لهم الرُّسل، وقدَّموا لهم البيّنات التي تؤكّد لهم الحقائق التي ينبغي أن ينفتحوا عليها في عقولهم فيما يعتقدون ويفكِّرون، أو الحقائق الّتي ينبغي أن ينفتحوا عليها في حياتهم فيما يعيشون ويتحرَّكون.
{وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ}، لا لأنَّ هناك ضعفاً في البيّنات التي قدَّمها الرّسل، ولكن لأنَّهم أغلقوا قلوبهم عن الإيمان فرفضوه.
{كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}[يونس: 13] أهلكناهم، لأنَّ الهلاك جزاء المجرمين. والجريمة على أنواع، فهناك الجريمة الفكريّة، وذلك عندما يجعل الظّالمُ النّاس يعيشون الفكرَ المنحرف في حياتهم، وهناك الجريمة العمليَّة التي تدفع الناس إلى كلِّ ما يسيء إلى حياتهم العامّة والخاصّة.
ولذلك، فإنَّ القرآن يقول لنا: اِقرأوا التّاريخ وافهموه جيِّداً، انظروا نقاط ضعف الماضين التي قوَّضت بنيانَهم، ادرسوا السلبيّات التي كانت تتحكَّم في مجتمعاتهم، والعناصر التي استطاعت أن تزلزل قواعدهم حتّى هلكوا، تماماً كما يهلك الإنسان بشكلٍ طبيعيّ من خلال عناصر الهلاك التي تتجمَّع في شخصيّته. ادرسوا ذلك، ثم لا تتوقَّفوا عند التّاريخ، لأنّه كان تجربة فاشلة للكافرين، وتجربة ناجحة للمؤمنين، تلك تجاربهم نجحوا أو فشلوا.
{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم} الدّورُ دورُكم أنتم، أنتم خلفاء الماضين، جئتم بعدهم، ورثتم أرضهم، أخذتم دورهم، سيطرتم على الأجواء التي كانوا يسيطرون عليها، سرتم في الدروب التي ساروا فيها، نزلت عليكم الرّسالات كما نزلتم عليهم.. لا تجلسوا لتتجمَّدوا أمام تجاربهم، خذوا الدرس منهم، واستغرقوا في دوركم أنتم، هل تُخلصون لدوركم ولمسؤوليَّاتكم أم لا؟ انظروا إلى تجربتكم فيما حمَّلكم الله من مسؤوليّة ودور، هل تنجحون في التّجربة أم لا؟ فالله جعلكم وجهاً لوجه أمام التجربة.
{لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}[يونس: 14]. أيُّها الجيل الذي يعيش في هذه المرحلة، في أيِّ بلدٍ سكنت، وأيِّ درب سلكت، أنتَ موضع رقابة عين الله، تفحَّص فكرك كيف يتحرَّك، وتفحَّص دوافعك كيف تنطلق، وتفحَّص حركتك في الواقع وممارستَك لمسؤوليَّتك، وانطلق على أساس وعي داخليّ تشعر فيه بأنَّ الله يلاحق كلّ خطواتك، خطوات فكرك وعاطفتك، وأقمْ قواعد العمل على أُسسٍ ثابتة، وانظرْ كيف يمكن لك أن تنجح في التّجربة. فالسّاحة جاهزة ومفتوحة، والسباق جاهزٌ ومفتوح.. والسؤال: مَنِ الذي يفوز في السباق؟!
* من كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف".
عندما يتحرّك الظلم في أيِّ مجتمع، فإنّه يُضعف قواعده وتوازنه وتماسكه وأمنه واقتصاده وسياسته، ويفصله عن بعضه البعض؛ يفصل القاعدة عن الارتباط الرّوحي بالقمّة، ويفصل القمّة عن الشعور بالمسؤوليّة تجاه القاعدة، ويفصل القاعدة عن اللّقاء بعضها ببعض، عندما يمنعها الظّلم من اللّقاء.
ولذلك، فإنَّ الظلم عندما يستمرّ في واقع أيّ أُمّة، سواء كان ظلم النّفس أو ظلم الآخرين، فإنَّ الله يدمّر هذه الأُمّة. ولذا، كان السّقوط مصير الحضارات والأُمم السابقة التي انفتحت على الظّلم.
وقبل أن يسقطهم الله {وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ}، لم يهلكهم بغتة، إنَّما بعد أن أرسل لهم الرُّسل، وقدَّموا لهم البيّنات التي تؤكّد لهم الحقائق التي ينبغي أن ينفتحوا عليها في عقولهم فيما يعتقدون ويفكِّرون، أو الحقائق الّتي ينبغي أن ينفتحوا عليها في حياتهم فيما يعيشون ويتحرَّكون.
{وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ}، لا لأنَّ هناك ضعفاً في البيّنات التي قدَّمها الرّسل، ولكن لأنَّهم أغلقوا قلوبهم عن الإيمان فرفضوه.
{كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}[يونس: 13] أهلكناهم، لأنَّ الهلاك جزاء المجرمين. والجريمة على أنواع، فهناك الجريمة الفكريّة، وذلك عندما يجعل الظّالمُ النّاس يعيشون الفكرَ المنحرف في حياتهم، وهناك الجريمة العمليَّة التي تدفع الناس إلى كلِّ ما يسيء إلى حياتهم العامّة والخاصّة.
ولذلك، فإنَّ القرآن يقول لنا: اِقرأوا التّاريخ وافهموه جيِّداً، انظروا نقاط ضعف الماضين التي قوَّضت بنيانَهم، ادرسوا السلبيّات التي كانت تتحكَّم في مجتمعاتهم، والعناصر التي استطاعت أن تزلزل قواعدهم حتّى هلكوا، تماماً كما يهلك الإنسان بشكلٍ طبيعيّ من خلال عناصر الهلاك التي تتجمَّع في شخصيّته. ادرسوا ذلك، ثم لا تتوقَّفوا عند التّاريخ، لأنّه كان تجربة فاشلة للكافرين، وتجربة ناجحة للمؤمنين، تلك تجاربهم نجحوا أو فشلوا.
{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم} الدّورُ دورُكم أنتم، أنتم خلفاء الماضين، جئتم بعدهم، ورثتم أرضهم، أخذتم دورهم، سيطرتم على الأجواء التي كانوا يسيطرون عليها، سرتم في الدروب التي ساروا فيها، نزلت عليكم الرّسالات كما نزلتم عليهم.. لا تجلسوا لتتجمَّدوا أمام تجاربهم، خذوا الدرس منهم، واستغرقوا في دوركم أنتم، هل تُخلصون لدوركم ولمسؤوليَّاتكم أم لا؟ انظروا إلى تجربتكم فيما حمَّلكم الله من مسؤوليّة ودور، هل تنجحون في التّجربة أم لا؟ فالله جعلكم وجهاً لوجه أمام التجربة.
{لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}[يونس: 14]. أيُّها الجيل الذي يعيش في هذه المرحلة، في أيِّ بلدٍ سكنت، وأيِّ درب سلكت، أنتَ موضع رقابة عين الله، تفحَّص فكرك كيف يتحرَّك، وتفحَّص دوافعك كيف تنطلق، وتفحَّص حركتك في الواقع وممارستَك لمسؤوليَّتك، وانطلق على أساس وعي داخليّ تشعر فيه بأنَّ الله يلاحق كلّ خطواتك، خطوات فكرك وعاطفتك، وأقمْ قواعد العمل على أُسسٍ ثابتة، وانظرْ كيف يمكن لك أن تنجح في التّجربة. فالسّاحة جاهزة ومفتوحة، والسباق جاهزٌ ومفتوح.. والسؤال: مَنِ الذي يفوز في السباق؟!
* من كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف".