التّواضع هو أن لا تشعر في خصائصك التي تتميّز فيها، سواءً كانت خصائص إيجابيّة خيّرة، أو كانت خصائص خلقيّة جماليّة أخرى يخيّل إليك أنّها خصائص مميّزة، أن لا تجعل خصائصك هذه مزايا تمتاز بها على النّاس، بل أن تدرك إذا كانت لك ميزة في جانب، أنّ للآخرين ميزة في جوانب أخرى، لأنَّ الله سبحانه وتعالى لم يجعل الكمال كلّه للنّاس العاديّين، بل إنّك قد تجد كمالاً في نفسك وترى نقصاً من جهةٍ أخرى، وإذا وجدت نقصاً في الآخرين، فإنّك قد تجد كمالاً فيهم من نواحي أخرى، ولهذا ورد في دعاء "مكارم الأخلاق"، أنَّ على الإنسان أن يستحضر الجوانب السلبيّة في شخصيّته إذا قفزت إلى ذهنه الجوانب الإيجابيّة، وإذا عاش حالة ضخامة الشخصيّة في المجتمع، فعليه أن ينظر إلى حالة تضاؤل الشخصيّة في واقعه: "اللّهمّ لا ترفعني في الناس درجة إلاّ حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها".
وعلى هذا الأساس، فإنّك عندما تتصوّر في الطرف الآخر عناصر الإنسانيّة وما فيه من نقاط القوّة، وتتصوّر ما عندك من نقاط الضّعف، فإنّ ذلك يدفعك إلى أن تتواضع. وثمّة فرق بين أن تتواضع وأن تذلّ.
ولقد جاء في "دعاء كميل": "وفي جميع الأحوال متواضعاً"، أن تكون متواضعاً في كلّ أحوالك، من خلال احترامك إنسانيّة الآخر. وقد ورد في حديث لأمير المؤمنين (ع) بأنّ على الإنسان إذا جالت في نفسه الأحاسيس والمشاعر التي تضخّم شخصيّته، أن يتواضع لله سبحانه وتعالى، فلا يتكبّر، ولا يعيش انتفاخ الشخصيّة، على أساس أن يعرف موقعه من ربّه، لينعكس ذلك على علاقته بعباد ربّه من الناس إيجابيّاً. [يقول (ع): "إنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظّم، فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته تعالى، أن يتواضعوا له"].
* المصدر: كتاب "النّدوة"، ج 2.
التّواضع هو أن لا تشعر في خصائصك التي تتميّز فيها، سواءً كانت خصائص إيجابيّة خيّرة، أو كانت خصائص خلقيّة جماليّة أخرى يخيّل إليك أنّها خصائص مميّزة، أن لا تجعل خصائصك هذه مزايا تمتاز بها على النّاس، بل أن تدرك إذا كانت لك ميزة في جانب، أنّ للآخرين ميزة في جوانب أخرى، لأنَّ الله سبحانه وتعالى لم يجعل الكمال كلّه للنّاس العاديّين، بل إنّك قد تجد كمالاً في نفسك وترى نقصاً من جهةٍ أخرى، وإذا وجدت نقصاً في الآخرين، فإنّك قد تجد كمالاً فيهم من نواحي أخرى، ولهذا ورد في دعاء "مكارم الأخلاق"، أنَّ على الإنسان أن يستحضر الجوانب السلبيّة في شخصيّته إذا قفزت إلى ذهنه الجوانب الإيجابيّة، وإذا عاش حالة ضخامة الشخصيّة في المجتمع، فعليه أن ينظر إلى حالة تضاؤل الشخصيّة في واقعه: "اللّهمّ لا ترفعني في الناس درجة إلاّ حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها".
وعلى هذا الأساس، فإنّك عندما تتصوّر في الطرف الآخر عناصر الإنسانيّة وما فيه من نقاط القوّة، وتتصوّر ما عندك من نقاط الضّعف، فإنّ ذلك يدفعك إلى أن تتواضع. وثمّة فرق بين أن تتواضع وأن تذلّ.
ولقد جاء في "دعاء كميل": "وفي جميع الأحوال متواضعاً"، أن تكون متواضعاً في كلّ أحوالك، من خلال احترامك إنسانيّة الآخر. وقد ورد في حديث لأمير المؤمنين (ع) بأنّ على الإنسان إذا جالت في نفسه الأحاسيس والمشاعر التي تضخّم شخصيّته، أن يتواضع لله سبحانه وتعالى، فلا يتكبّر، ولا يعيش انتفاخ الشخصيّة، على أساس أن يعرف موقعه من ربّه، لينعكس ذلك على علاقته بعباد ربّه من الناس إيجابيّاً. [يقول (ع): "إنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظّم، فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته تعالى، أن يتواضعوا له"].
* المصدر: كتاب "النّدوة"، ج 2.