كتابات
16/09/2019

العلماء ليسوا معصومين

العلماء ليسوا معصومين

عندما ندرس فتاوى العلماء وآراءهم، فإنما ندرس الحجَّة الّتي احتجّوا بها، والأجواء الَّتي انطلقوا فيها، فلذلك، عندما نقول لا حجَّة في ذلك، فعلى أساس أنَّ ما قدَّموه من أدلّةٍ لا يشكّل حجّة ملزمة، وحتى ما أجمعوا عليه، فإنَّ الإجماع إنما يكون حجّةً إذا كان كاشفاً عن قول معصومٍ وفعله وتقريره، أمَّا إذا قلنا إنَّ المجمعين انطلقوا من خلال حديثٍ هنا أو قاعدةٍ هناك، فإنها لا تكون كاشفةً عن قول المعصوم أو فعله، ولا تكون حجّةً حتى على من يقول إنَّ الإجماع حجَّة. لذلك، فإنَّ الحجَّة عندنا تقوم بما يصل إلينا عن أهل البيت (ع)، وأمّا العلماء، فليسوا معصومين، وإذا لم يكونوا معصومين (هم رجال ونحن رجال)، فإنّ ما يقدّمونه لنا إن اقتنعنا به، نؤمن ونفتي به ونلتزم به، وإذا لم نقتنع به، فتكون لنا قناعاتنا الّتي هي حجّة علينا أمام الله، فلا تقليد في الفقه، يعني أنَّ العلماء ليس لهم أن يقلِّدوا بعضهم البعض...

كما أنَّ العلماء السّابقين يرفضون آراء بعضهم البعض، فترى عندما تقرأ كتاب "تصحيح الاعتقاد" للشّيخ المفيد، أنّه ينقد الشّيخ الصّدوق، حيث يقول له في بعض كلماته، إنَّ هذا الموضوع الّذي تعالجه ليس من اختصاصك، فعملك نقل الحديث لا أن تتكلَّم بالفلسفة، والشّيخ الطوسي يختلف مع الشّيخ المفيد، وكذلك السيّد المرتضى، وهكذا، فلماذا يجوز لأولئك أن يختلفوا مع بعضهم البعض، وأن يرفضوا بعضهم البعض، ولا يكون لنا الحقّ في أن نختلف معهم ونرفض بعض آرائهم؟ فنحن نقول إنَّ مجرَّد القدم لا يعطي القديم قداسة، فقداسة الرّأي هي الحجَّة.

نعم، قداستنا فيما قال الله، والقداسة فيما قاله النبيّ (ص)، وفيما قاله أهل البيت (ع) مما صحَّ عنهم وعن النّبيّ، وأمّا قداسة العلماء، فليس لدينا دليل بأنّهم مقدَّسون، فليس علينا أن نخضع لآرائهم، بل إنَّ تعظيمنا لهم هو أن نناقش آراءهم.

*من كتاب "النّدوة"، ج 1، ص 414، 415.

عندما ندرس فتاوى العلماء وآراءهم، فإنما ندرس الحجَّة الّتي احتجّوا بها، والأجواء الَّتي انطلقوا فيها، فلذلك، عندما نقول لا حجَّة في ذلك، فعلى أساس أنَّ ما قدَّموه من أدلّةٍ لا يشكّل حجّة ملزمة، وحتى ما أجمعوا عليه، فإنَّ الإجماع إنما يكون حجّةً إذا كان كاشفاً عن قول معصومٍ وفعله وتقريره، أمَّا إذا قلنا إنَّ المجمعين انطلقوا من خلال حديثٍ هنا أو قاعدةٍ هناك، فإنها لا تكون كاشفةً عن قول المعصوم أو فعله، ولا تكون حجّةً حتى على من يقول إنَّ الإجماع حجَّة. لذلك، فإنَّ الحجَّة عندنا تقوم بما يصل إلينا عن أهل البيت (ع)، وأمّا العلماء، فليسوا معصومين، وإذا لم يكونوا معصومين (هم رجال ونحن رجال)، فإنّ ما يقدّمونه لنا إن اقتنعنا به، نؤمن ونفتي به ونلتزم به، وإذا لم نقتنع به، فتكون لنا قناعاتنا الّتي هي حجّة علينا أمام الله، فلا تقليد في الفقه، يعني أنَّ العلماء ليس لهم أن يقلِّدوا بعضهم البعض...

كما أنَّ العلماء السّابقين يرفضون آراء بعضهم البعض، فترى عندما تقرأ كتاب "تصحيح الاعتقاد" للشّيخ المفيد، أنّه ينقد الشّيخ الصّدوق، حيث يقول له في بعض كلماته، إنَّ هذا الموضوع الّذي تعالجه ليس من اختصاصك، فعملك نقل الحديث لا أن تتكلَّم بالفلسفة، والشّيخ الطوسي يختلف مع الشّيخ المفيد، وكذلك السيّد المرتضى، وهكذا، فلماذا يجوز لأولئك أن يختلفوا مع بعضهم البعض، وأن يرفضوا بعضهم البعض، ولا يكون لنا الحقّ في أن نختلف معهم ونرفض بعض آرائهم؟ فنحن نقول إنَّ مجرَّد القدم لا يعطي القديم قداسة، فقداسة الرّأي هي الحجَّة.

نعم، قداستنا فيما قال الله، والقداسة فيما قاله النبيّ (ص)، وفيما قاله أهل البيت (ع) مما صحَّ عنهم وعن النّبيّ، وأمّا قداسة العلماء، فليس لدينا دليل بأنّهم مقدَّسون، فليس علينا أن نخضع لآرائهم، بل إنَّ تعظيمنا لهم هو أن نناقش آراءهم.

*من كتاب "النّدوة"، ج 1، ص 414، 415.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية