كتابات
06/02/2019

ابني يستهزئ من إخوته وأصدقائه

ابني يستهزئ من إخوته وأصدقائه

اعتدنا أن نسمع عن مشكلة طفل تتمّ السّخرية منه، يسخر منه الكبار ورفاقه الصغار، ولكن هل لنا أن نتكلّم عن الطفل الذي يسخر من الآخرين، يسخر من الكبار ومن الصّغار، وقد يسخر من أهله؟ ما سبب هذه الظاهرة؟

لماذا في هذا العصر بالتّحديد، نشاهد الأطفال يزدادون سخريةً من الآخرين؟

لأنّه في العصور السّابقة، كان الولد قد نشأ، ونشأنا نحن وإيّاه أيضاً، على أنّ الكبار محترمون دائماً، وبالتّالي، علينا ألا نتقدَّم إليهم أو نسيء لهم بأيّ شكل من الأشكال.

فما سرّ هذه الظّاهرة؟

ثمة خاصيّة لهذا العصر تقوم على أنّ الولد يشعر بمزيد من الحريّة، بمزيد من الاستقلاليّة، وبالتالي، بمزيد من الشّعور بأنه كلّما عبَّر بشكل مستقلّ، حاز انجذاباً من الآخرين لخاصياته الشخصيّة...

وليس بالضَّرورة أن يخطّط الولد لهذا الأمر، فهو يفكّر فيه بشكل غير واع، فنجد أنَّ الولد قد ينطلق في ذلك من تقليده لأهله، إذ يشاهد أنَّ من يسخر من الآخرين، أو يطرح طرفةً عليهم، يضحك له الحاضرون، فيأخذ الولد هذا المنحى، آملاً أن يلفت الاهتمام إليه ويشغل الآخرين به، فيطرح نكاتاً، لأنَّ هذه الطريقة هي الوسيلة الفضلى لاجتذاب الاهتمام...

فالجانب الأوَّل لهذا الموضوع، إذاً، هو السخرية من الآخرين انطلاقاً من التّماهي.

ثانياً: البرامج التلفزيونيَّة. فكم من ولدٍ نراه الآن يردِّد بعض العبارات الّتي يستخدمها بعض النجوم التلفزيونيّين في مسلسل ما أو برنامج ما، بحيث يستخدمون العبارات التي فيها الكثير من السخرية ويسقطونها على آخرين، وبالتّالي، يعتاد الولد أن يسخر من الآخرين ليحوز على قدر الأكبر من الاهتمام...

أيضاً وأيضاً، حين يُسخر من هذا الولد من قبل أهله، أو يبخَّس من جهده، أو يساء إليه بشكلٍ من الأشكال من رفاق المدرسة، فيحاول أن يعبّر من خلال ردّ فعله على السخرية منه، بالسخرية من الآخرين، وغالباً ما يذهب إلى السخرية أو الاستهزاء بآخرين لا يشعر منهم خطراً، لأنّه حين يُهزَأ به من موقع من المواقع، من رفيقٍ من الرفاق في المدرسة، ولا يستطيع الردّ عليه لسببٍ من الأسباب، يسعى الولد أن يسقط مكبوتاته هذه على أفراد آخرين.

هذا هو المشهد العام على مستوى السخرية والاستهزاء. فكيف يمكن لنا كأهل أن نتصدَّى لهذه الظاهرة؟

كيف يمكن لنا أن نضبط سلوك ولدنا، ليبقى محترماً بعين الناس، ويبقى أيضاً سليماً في إطار تعاطيه معنا؟

ثمة مجموعة من الإجراءات.

أوّلاً: الحوار والنّصح. والنّصح تكون لغته مرتبطة بالسنّ الخاصّة بالولد، لا أتكلّم عن مواعظ كليّة، بل عن مفردات أوّلية تشير إلى أنّ هذا السلوك هو سلوك خاطئ.

ثانياً: إجراء عقاب معيَّن للولد ربطاً بهذا الخطأ.

ثالثاً: بسؤال الولد: هل ترغب بالاستهزاء بك؟ هل تقبل أن يقال لك هذه الكلمة أو هذه الفكرة؟

رابعاً: بتعزيز فكرة الولد المحترم، الولد الودود مع الآخرين، بإبراز هذا النموذج الجميل المحبوب المقدَّر من الجميع، وبالتالي، وصف الولد أمام الكبار وأمام الرّفاق والمعلّمين بأنّه ولد محترم ومهذَّب وما إلى ذلك، فحين نصف الولد بالصفة المحمودة، يسعى إلى التمثّل بهذه الصفة.

وأن نسعى أيضاً بألا يحضر الولد مجلساً فيه سخرية، وألا نفعل نحن هذا الأمر، وأن نبعد الولد عن البيئات التي فيها استهزاء، وعدم الابتسام لمن استهزأ، سواء كان ولدنا أو ولداً آخر أو شخصاً كبيراً، أي أن لا يشعر من استهزأ بأنّه قد حاز تنويهاً أو مدحاً لأنّه استهزأ بآخر.. ولأنّ الولد يسعى للاهتمام، سيشعر بأنّه لن ينال مكافأة على استهزائه بالآخرين، وأن يشعر الولد بأنّه قد عوقب ولن يثاب لأنّه استهزأ...

كلّ هذه العوامل تؤدّي، في رأيي، إلى أن لا يبقى الولد سائراً في هذا المسار، وأن يبتعد بالتّدريج عن الاستهزاء بالآخرين، وخصوصاً إذا كنّا نحتويه بشكل عاطفيّ، ونضعه في موقع ألا يُساء إليه، لأنّ الولد يسعى للابتعاد عن الإساءة إليه، وبالتالي نحظر عليه الإساءة للآخرين، لكي لا يكون في يوم من الأيّام في الموقع نفسه.

اعتدنا أن نسمع عن مشكلة طفل تتمّ السّخرية منه، يسخر منه الكبار ورفاقه الصغار، ولكن هل لنا أن نتكلّم عن الطفل الذي يسخر من الآخرين، يسخر من الكبار ومن الصّغار، وقد يسخر من أهله؟ ما سبب هذه الظاهرة؟

لماذا في هذا العصر بالتّحديد، نشاهد الأطفال يزدادون سخريةً من الآخرين؟

لأنّه في العصور السّابقة، كان الولد قد نشأ، ونشأنا نحن وإيّاه أيضاً، على أنّ الكبار محترمون دائماً، وبالتّالي، علينا ألا نتقدَّم إليهم أو نسيء لهم بأيّ شكل من الأشكال.

فما سرّ هذه الظّاهرة؟

ثمة خاصيّة لهذا العصر تقوم على أنّ الولد يشعر بمزيد من الحريّة، بمزيد من الاستقلاليّة، وبالتالي، بمزيد من الشّعور بأنه كلّما عبَّر بشكل مستقلّ، حاز انجذاباً من الآخرين لخاصياته الشخصيّة...

وليس بالضَّرورة أن يخطّط الولد لهذا الأمر، فهو يفكّر فيه بشكل غير واع، فنجد أنَّ الولد قد ينطلق في ذلك من تقليده لأهله، إذ يشاهد أنَّ من يسخر من الآخرين، أو يطرح طرفةً عليهم، يضحك له الحاضرون، فيأخذ الولد هذا المنحى، آملاً أن يلفت الاهتمام إليه ويشغل الآخرين به، فيطرح نكاتاً، لأنَّ هذه الطريقة هي الوسيلة الفضلى لاجتذاب الاهتمام...

فالجانب الأوَّل لهذا الموضوع، إذاً، هو السخرية من الآخرين انطلاقاً من التّماهي.

ثانياً: البرامج التلفزيونيَّة. فكم من ولدٍ نراه الآن يردِّد بعض العبارات الّتي يستخدمها بعض النجوم التلفزيونيّين في مسلسل ما أو برنامج ما، بحيث يستخدمون العبارات التي فيها الكثير من السخرية ويسقطونها على آخرين، وبالتّالي، يعتاد الولد أن يسخر من الآخرين ليحوز على قدر الأكبر من الاهتمام...

أيضاً وأيضاً، حين يُسخر من هذا الولد من قبل أهله، أو يبخَّس من جهده، أو يساء إليه بشكلٍ من الأشكال من رفاق المدرسة، فيحاول أن يعبّر من خلال ردّ فعله على السخرية منه، بالسخرية من الآخرين، وغالباً ما يذهب إلى السخرية أو الاستهزاء بآخرين لا يشعر منهم خطراً، لأنّه حين يُهزَأ به من موقع من المواقع، من رفيقٍ من الرفاق في المدرسة، ولا يستطيع الردّ عليه لسببٍ من الأسباب، يسعى الولد أن يسقط مكبوتاته هذه على أفراد آخرين.

هذا هو المشهد العام على مستوى السخرية والاستهزاء. فكيف يمكن لنا كأهل أن نتصدَّى لهذه الظاهرة؟

كيف يمكن لنا أن نضبط سلوك ولدنا، ليبقى محترماً بعين الناس، ويبقى أيضاً سليماً في إطار تعاطيه معنا؟

ثمة مجموعة من الإجراءات.

أوّلاً: الحوار والنّصح. والنّصح تكون لغته مرتبطة بالسنّ الخاصّة بالولد، لا أتكلّم عن مواعظ كليّة، بل عن مفردات أوّلية تشير إلى أنّ هذا السلوك هو سلوك خاطئ.

ثانياً: إجراء عقاب معيَّن للولد ربطاً بهذا الخطأ.

ثالثاً: بسؤال الولد: هل ترغب بالاستهزاء بك؟ هل تقبل أن يقال لك هذه الكلمة أو هذه الفكرة؟

رابعاً: بتعزيز فكرة الولد المحترم، الولد الودود مع الآخرين، بإبراز هذا النموذج الجميل المحبوب المقدَّر من الجميع، وبالتالي، وصف الولد أمام الكبار وأمام الرّفاق والمعلّمين بأنّه ولد محترم ومهذَّب وما إلى ذلك، فحين نصف الولد بالصفة المحمودة، يسعى إلى التمثّل بهذه الصفة.

وأن نسعى أيضاً بألا يحضر الولد مجلساً فيه سخرية، وألا نفعل نحن هذا الأمر، وأن نبعد الولد عن البيئات التي فيها استهزاء، وعدم الابتسام لمن استهزأ، سواء كان ولدنا أو ولداً آخر أو شخصاً كبيراً، أي أن لا يشعر من استهزأ بأنّه قد حاز تنويهاً أو مدحاً لأنّه استهزأ بآخر.. ولأنّ الولد يسعى للاهتمام، سيشعر بأنّه لن ينال مكافأة على استهزائه بالآخرين، وأن يشعر الولد بأنّه قد عوقب ولن يثاب لأنّه استهزأ...

كلّ هذه العوامل تؤدّي، في رأيي، إلى أن لا يبقى الولد سائراً في هذا المسار، وأن يبتعد بالتّدريج عن الاستهزاء بالآخرين، وخصوصاً إذا كنّا نحتويه بشكل عاطفيّ، ونضعه في موقع ألا يُساء إليه، لأنّ الولد يسعى للابتعاد عن الإساءة إليه، وبالتالي نحظر عليه الإساءة للآخرين، لكي لا يكون في يوم من الأيّام في الموقع نفسه.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية