كتابات
05/02/2019

كيف يصنع الإنسان نفسه إسلاميّاً؟

كيف يصنع الإنسان نفسه إسلاميّاً؟

إنَّ للإنسان مرحلتين من مراحل عمره فيما يمكن أن يتمثَّله من فكر يمثّل عقيدته، أو من عاطفة تمثّل إحساسه وشعوره، أو من سلوك في الحياة يمثّل خطّ سيره، أو في الأخلاق التي تمثّل أسلوب علاقته بنفسه وبالحياة وبالآخرين.

فالمرحلة الأولى هي (المرحلة التقليديّة) التي يتمثّل فيها الإنسان كلّ هذه الأمور، من خلال ما يتلقّنه ممن يعلّمه كأبويه، أو مما يمتصّه من بيئته، وبذلك ينشأ كلّ واحد منّا وهو يحمل فكراً معيناً، لأنّ الأجواء التي أحاطت به هي التي أدخلت هذا الفكر في عقله.

وهكذا يحمل عاطفة معيّنة، بحيث يحبّ هذا أو يبغض ذاك، لأنَّ البيئة التي عاش في داخلها أوحت إليه هذا الحبّ أو هذا البغض، وهكذا نجد أنّه يحمل أخلاقاً معيَّنة وعادات معيَّنة تصنع شخصيّته، ولكنَّها شخصيّة ليس له أيّ دخل في صناعتها، فلقد صُنعت وصاغها الآخرون.

وعندما يبدأ الإنسان بالتفكير، وينمو فكره بالمستوى الذي يستطيع فيه أن يتساءل وأن يبحث عن الجواب، وعندما تنفتح تجربته في الحياة ليعيد النظر فيمن يحبّ وفيمن يبغض على أساس وعيه لشخصيّة من أحبّ أو من أبغض، أو من يُراد له أن يحبّه أو أن يبغضه، وعندما تتحرَّك العادات أمام وعيه ليتساءل: هل هي عادات خير أو شرّ، وعندما تبرز التّقاليد، ليتساءل: هل هي تقاليد التخلّف أو تقاليد التقدّم، وعندما يندفع إلى الحياة ليؤيّد خطاً سياسياً أو اجتماعياً أو يرفضه، فقد يبدأ فكره ـ حينذاك ـ يتساءل: كيف يرفض ما أيَّد، أو كيف يؤيِّد ما رفض، أو كيف يقف في موقف الشّكّ بين الرّفض والتّأييد.

وقد يكون الإنسان معذوراً في المرحلة الأولى، لأنّه لا يملك فكراً ولا يملك شخصيّة مستقلة، وربما يعذر الإنسان لو امتدّت به الغفلة فيما لو كان ما آمن به موافقاً للحقّ بالصّدفة، ولكنّ الله لا يعذر الذي يملك أن يفكّر إذا لم يفكّر، ويملك أن يبحث إذا لم يعمل على البحث والتّفتيش، بحيث إنه لو اختار له قومه فكراً ليدخلوه في شخصيّته، وكان هذا الفكر خطأً، أو اختاروا له منهجاً وكان هذا المنهج منحرفاً، أو زرعوا في داخله عاطفة وكانت هذه العاطفة بعيدة من الواقع، فإنّ الله لا يعذره غداً، لأنّ الله تعالى أراد له أن يفكر عندما ينفتح عل اختلاف الفكر.

*من كتاب النّدوة ،ج4.

إنَّ للإنسان مرحلتين من مراحل عمره فيما يمكن أن يتمثَّله من فكر يمثّل عقيدته، أو من عاطفة تمثّل إحساسه وشعوره، أو من سلوك في الحياة يمثّل خطّ سيره، أو في الأخلاق التي تمثّل أسلوب علاقته بنفسه وبالحياة وبالآخرين.

فالمرحلة الأولى هي (المرحلة التقليديّة) التي يتمثّل فيها الإنسان كلّ هذه الأمور، من خلال ما يتلقّنه ممن يعلّمه كأبويه، أو مما يمتصّه من بيئته، وبذلك ينشأ كلّ واحد منّا وهو يحمل فكراً معيناً، لأنّ الأجواء التي أحاطت به هي التي أدخلت هذا الفكر في عقله.

وهكذا يحمل عاطفة معيّنة، بحيث يحبّ هذا أو يبغض ذاك، لأنَّ البيئة التي عاش في داخلها أوحت إليه هذا الحبّ أو هذا البغض، وهكذا نجد أنّه يحمل أخلاقاً معيَّنة وعادات معيَّنة تصنع شخصيّته، ولكنَّها شخصيّة ليس له أيّ دخل في صناعتها، فلقد صُنعت وصاغها الآخرون.

وعندما يبدأ الإنسان بالتفكير، وينمو فكره بالمستوى الذي يستطيع فيه أن يتساءل وأن يبحث عن الجواب، وعندما تنفتح تجربته في الحياة ليعيد النظر فيمن يحبّ وفيمن يبغض على أساس وعيه لشخصيّة من أحبّ أو من أبغض، أو من يُراد له أن يحبّه أو أن يبغضه، وعندما تتحرَّك العادات أمام وعيه ليتساءل: هل هي عادات خير أو شرّ، وعندما تبرز التّقاليد، ليتساءل: هل هي تقاليد التخلّف أو تقاليد التقدّم، وعندما يندفع إلى الحياة ليؤيّد خطاً سياسياً أو اجتماعياً أو يرفضه، فقد يبدأ فكره ـ حينذاك ـ يتساءل: كيف يرفض ما أيَّد، أو كيف يؤيِّد ما رفض، أو كيف يقف في موقف الشّكّ بين الرّفض والتّأييد.

وقد يكون الإنسان معذوراً في المرحلة الأولى، لأنّه لا يملك فكراً ولا يملك شخصيّة مستقلة، وربما يعذر الإنسان لو امتدّت به الغفلة فيما لو كان ما آمن به موافقاً للحقّ بالصّدفة، ولكنّ الله لا يعذر الذي يملك أن يفكّر إذا لم يفكّر، ويملك أن يبحث إذا لم يعمل على البحث والتّفتيش، بحيث إنه لو اختار له قومه فكراً ليدخلوه في شخصيّته، وكان هذا الفكر خطأً، أو اختاروا له منهجاً وكان هذا المنهج منحرفاً، أو زرعوا في داخله عاطفة وكانت هذه العاطفة بعيدة من الواقع، فإنّ الله لا يعذره غداً، لأنّ الله تعالى أراد له أن يفكر عندما ينفتح عل اختلاف الفكر.

*من كتاب النّدوة ،ج4.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية