كتابات
01/02/2019

ضرورة ضبط المعاملات الماليَّة وتوثيقها

ضرورة ضبط المعاملات الماليَّة وتوثيقها

في قصة عن (سليمان بن جعفر الجعفري) قال: "كنتُ مع الرّضا(ع) في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلى منزلي، فقال لي انصرف معي، فبِت عندي الليلة. فانطلقتُ معه، فدخل إلى داره مع المغيب، فنظر إلى غلمانه يعملون بالطّين أواري الدواب ـ وأواري يعني محلّ سكن الدواب أو محابس الدّواب ـ أو غير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم، فقال: ما هذا الرجل معكم؟ قالوا يعاوننا ونعطيه شيئاً. قال: قاطعتموه على أجرته؟ ـ أي هل اتّفقتم معه على الأجرة؟ ـ قالوا: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه. فأقبل عليهم ليضربهم بالسوط، وغضب لذلك غضباً شديداً. فقلتُ: جعلتُ فداك، لمَ تدخل على نفسك؟ ـ أي لماذا تزعج نفسك ـ قال: إني نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته.

واعلم أنّ ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة، ثم زده لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته، إلا ظنّ أنك نقصت، يقول لك هذا لا يكفي، أنا أستأهل أكثر، وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته، حمدك على الوفاء، فإن زدته حبّة، عرف ذلك لك، ورأى أنّك قد زدته".

هذا يعطينا فكرة، أنّ على الإنسان عندما يتفق مع شخصٍ ما في عمل، أن يركّز التعامل على قاعدة أن لا ينتهي إلى أيّة مشكلة نفسيّة أو اجتماعيّة.

وهذا هو الخط الإسلامي في عملية التعامل مع الناس، وهو أن تسدّ أيّة ثغرة في العمل يمكن أن تنفذ منها مشكلة. فنحن نلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى يتحدث عن الدَّين في آية الدَّين في قوله تعالى: {إذا تدايَنْتُم بدَيْنٍ إلى أجَلٍ مسمَّى فاكتُبوهُ وليكتُب بينَكُم كاتِبٌ بالعدلِ... وإن كنتُم على سفَرٍ ولَمْ تجِدوا كاتِباً فرِهانٌ مقبوضة}، فهل إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يفقدنا الثقة ببعضنا البعض كما قد يخيَّل إلى بعض الناس، حيث يقول أحدهم نحن أصدقاء أو أقرباء، فلا حاجة لكتابة الدَّين.. لكن الله أراد أن يقول لك إنّك عندما تدخل في هذه المعاملة مع أيّ شخص، وثّق المعاملة، فقد يكون الشّخص ثقة، ولكن ربما ينحرف، كالكثير من الناس الذين إذا لم يجدوا وثيقة الدّيون عليهم، أنكروها في لحظات الضعف، أو ربما يموت ويجيء بعده ورثته، فإذا لم يجدوا وثيقة، أنكروا عليك حقك.

وبهذا، يريد الإسلام في التعامل أن تكون هناك حدود مضبوطة، بحيث تعمل على منع حدوث أيّة مشكلة ولو بنسبة (10%)، وفي هذه الحالة، يكون الناس أقرب إلى الإسلام في دائرة التعامل، وتخفّ الكثير من النتائج السلبيّة.

من كتاب "النّدوة"، ج5.

في قصة عن (سليمان بن جعفر الجعفري) قال: "كنتُ مع الرّضا(ع) في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلى منزلي، فقال لي انصرف معي، فبِت عندي الليلة. فانطلقتُ معه، فدخل إلى داره مع المغيب، فنظر إلى غلمانه يعملون بالطّين أواري الدواب ـ وأواري يعني محلّ سكن الدواب أو محابس الدّواب ـ أو غير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم، فقال: ما هذا الرجل معكم؟ قالوا يعاوننا ونعطيه شيئاً. قال: قاطعتموه على أجرته؟ ـ أي هل اتّفقتم معه على الأجرة؟ ـ قالوا: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه. فأقبل عليهم ليضربهم بالسوط، وغضب لذلك غضباً شديداً. فقلتُ: جعلتُ فداك، لمَ تدخل على نفسك؟ ـ أي لماذا تزعج نفسك ـ قال: إني نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته.

واعلم أنّ ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة، ثم زده لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته، إلا ظنّ أنك نقصت، يقول لك هذا لا يكفي، أنا أستأهل أكثر، وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته، حمدك على الوفاء، فإن زدته حبّة، عرف ذلك لك، ورأى أنّك قد زدته".

هذا يعطينا فكرة، أنّ على الإنسان عندما يتفق مع شخصٍ ما في عمل، أن يركّز التعامل على قاعدة أن لا ينتهي إلى أيّة مشكلة نفسيّة أو اجتماعيّة.

وهذا هو الخط الإسلامي في عملية التعامل مع الناس، وهو أن تسدّ أيّة ثغرة في العمل يمكن أن تنفذ منها مشكلة. فنحن نلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى يتحدث عن الدَّين في آية الدَّين في قوله تعالى: {إذا تدايَنْتُم بدَيْنٍ إلى أجَلٍ مسمَّى فاكتُبوهُ وليكتُب بينَكُم كاتِبٌ بالعدلِ... وإن كنتُم على سفَرٍ ولَمْ تجِدوا كاتِباً فرِهانٌ مقبوضة}، فهل إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يفقدنا الثقة ببعضنا البعض كما قد يخيَّل إلى بعض الناس، حيث يقول أحدهم نحن أصدقاء أو أقرباء، فلا حاجة لكتابة الدَّين.. لكن الله أراد أن يقول لك إنّك عندما تدخل في هذه المعاملة مع أيّ شخص، وثّق المعاملة، فقد يكون الشّخص ثقة، ولكن ربما ينحرف، كالكثير من الناس الذين إذا لم يجدوا وثيقة الدّيون عليهم، أنكروها في لحظات الضعف، أو ربما يموت ويجيء بعده ورثته، فإذا لم يجدوا وثيقة، أنكروا عليك حقك.

وبهذا، يريد الإسلام في التعامل أن تكون هناك حدود مضبوطة، بحيث تعمل على منع حدوث أيّة مشكلة ولو بنسبة (10%)، وفي هذه الحالة، يكون الناس أقرب إلى الإسلام في دائرة التعامل، وتخفّ الكثير من النتائج السلبيّة.

من كتاب "النّدوة"، ج5.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية