لمعادلة القوّة والضعف دور مهمّ في صياغة التاريخ، وخصوصاً على المستوى المادي
والجسدي. وبما أن الرجل أقوى جسدياً من المرأة، وبما أنّ الأمومة، بما يترتب عليها
من حمل وولادة ورضاع، تشكّل ثقلاً لا يستهان به على المرأة، وبما أنّ الرجل على
مستوى علاقته الخاصّة بالمرأة هو العنصر الفاعل وهي العنصر المنفعل، وهو أمر قد
يوحي بقوّته مقابل ضعفها، فإنّ هذه الأمور مجتمعة، فتحت أمام الرّجل باب ظلم المرأة
على مدى التاريخ، وهو ظلم ناتج من الضعف والاستقواء في آن معاً، فلولا الضعف، لما
كان الاستقواء الذي مارسه الرّجل ضدّ المرأة.
ولكن هذا لا يعني بالطبع أن الضعف هو قدر المرأة الذي لا مهرب منه، أو أنه صفة
ملازمة للأنوثة، فحركة الإنسان في نظر الإسلام ليست محكومة إلا على المستوى
التكويني لجسده كرجل أو كامرأة، حيث لا يمكن للرجل أن يؤدي وظائف المرأة البيولوجية
مهما بذل من جهد، كما لا تستطيع المرأة تأدية وظائف الرجل البيولوجية أيضاً.
أما ما يخرج عن الإطار التكويني للجسد كرجل أو كامرأة، فبيد الإنسان تغييره والتحكم
به إلى حدٍّ بعيد إذا ما بذل الجهد اللازم لذلك.
على هذه القاعدة، تقوم فلسفة تساوي الناس في المسؤولية أمام الله في الآخرة، سواء
كانوا رجالاً أو نساءً. وإذا ما كانت بعض الظروف الخارجية أو الموروثات تتحكم بسلوك
الإنسان إلى حدّ ما وتعيق حركته، فإن تلك الأمور لا تخرج عن كونها مجرد معيقات يمكن
تجاوزها بمضاعفة الجهد، وليست محددات حتمية لقدرته في الحياة. من هنا، فإن ضعف
المرأة ـ الذي أشرنا إليه ـ المتأتي عن بعض المعيقات الواقعية لحركتها جسدياً
وتاريخياً، لا يمثل قدراً محتوماً عليها، بل إنّ باستطاعة المرأة الانتصار على كلّ
ما أعاق حركتها ويعيقها في الحياة، والتحوّل من خانة الضعفاء التي حبست فيها طويلاً،
إلى خانة الأقوياء الذين يصنعون قدرهم بأيديهم.
*من كتاب "دنيا المرأة".
لمعادلة القوّة والضعف دور مهمّ في صياغة التاريخ، وخصوصاً على المستوى المادي
والجسدي. وبما أن الرجل أقوى جسدياً من المرأة، وبما أنّ الأمومة، بما يترتب عليها
من حمل وولادة ورضاع، تشكّل ثقلاً لا يستهان به على المرأة، وبما أنّ الرجل على
مستوى علاقته الخاصّة بالمرأة هو العنصر الفاعل وهي العنصر المنفعل، وهو أمر قد
يوحي بقوّته مقابل ضعفها، فإنّ هذه الأمور مجتمعة، فتحت أمام الرّجل باب ظلم المرأة
على مدى التاريخ، وهو ظلم ناتج من الضعف والاستقواء في آن معاً، فلولا الضعف، لما
كان الاستقواء الذي مارسه الرّجل ضدّ المرأة.
ولكن هذا لا يعني بالطبع أن الضعف هو قدر المرأة الذي لا مهرب منه، أو أنه صفة
ملازمة للأنوثة، فحركة الإنسان في نظر الإسلام ليست محكومة إلا على المستوى
التكويني لجسده كرجل أو كامرأة، حيث لا يمكن للرجل أن يؤدي وظائف المرأة البيولوجية
مهما بذل من جهد، كما لا تستطيع المرأة تأدية وظائف الرجل البيولوجية أيضاً.
أما ما يخرج عن الإطار التكويني للجسد كرجل أو كامرأة، فبيد الإنسان تغييره والتحكم
به إلى حدٍّ بعيد إذا ما بذل الجهد اللازم لذلك.
على هذه القاعدة، تقوم فلسفة تساوي الناس في المسؤولية أمام الله في الآخرة، سواء
كانوا رجالاً أو نساءً. وإذا ما كانت بعض الظروف الخارجية أو الموروثات تتحكم بسلوك
الإنسان إلى حدّ ما وتعيق حركته، فإن تلك الأمور لا تخرج عن كونها مجرد معيقات يمكن
تجاوزها بمضاعفة الجهد، وليست محددات حتمية لقدرته في الحياة. من هنا، فإن ضعف
المرأة ـ الذي أشرنا إليه ـ المتأتي عن بعض المعيقات الواقعية لحركتها جسدياً
وتاريخياً، لا يمثل قدراً محتوماً عليها، بل إنّ باستطاعة المرأة الانتصار على كلّ
ما أعاق حركتها ويعيقها في الحياة، والتحوّل من خانة الضعفاء التي حبست فيها طويلاً،
إلى خانة الأقوياء الذين يصنعون قدرهم بأيديهم.
*من كتاب "دنيا المرأة".