كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عطوفاً رحيماً رقيق القلب محبًّا للخير،
وقد قال الله في حقه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:
107].
وقد شملت أيضاً رحمته الحيوان، فكان يطعم القطّة ويضع لها الماء في الإناء لتشرب.
وهو قال : "دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل
من حشاش الأرض".
وجاء في حديث آخر: "إنَّ الله غفر لرجل رأى كلباً كان يلهث من شدّة العطش، فسقاه".
ورأى (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة شاةً جائعةً، وكان يأكل التمر، فأطعمها نوى
التّمر بيده الشّريفة.
ودخل يوماً بستاناً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى الجملُ النبيَّ (صلى
الله عليه وآله وسلم) ذرفت عيناه، فأتاه الرسول فمسح دموعه، فسكت! فقال (صلى الله
عليه وآله وسلم): من صاحب هذا الجمل؟ فجاء فتى الأنصار، فقال : هذا لي يا رسول الله.
فقال: "ألا تتّقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكاكَ أنّك
تجيعه وتدميه".
وقد سأل بعض الصحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): هل لنا في إطعام الحيوانات
أجر؟ فأجابهم: "في كلِّ كبدٍ حرّى أجر".
وقال عبد الله بن مسعود :كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر،
فانطلق لحاجته، فرأينا عصفورة معها فرخان، فأخذنا الفرخين.
فجاءت العصفورة وجعلت تعرّش (أي ترتفع وتظلّل بجناحيها على العشّ). فجاء النبي (صلى
الله عليه وآله وسلَّم) فقال: "من فجعَ هذه في ولدها؟ ردّوا وليدها إليها".
ورأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذا؟ قلنا
نحن .فقال: "لا ينبغي أن يعذِّب بالنّار إلا ربّ النار".
العبرة من هذه القصص:
تُبيّن هذه الشّواهد والأحاديث أنّ الإسلام قد أمر بمعاملة الحيوان معاملة حسنة،
ولا سيّما أنّه يقدّم لنا مساعدات جمّة. فبعضه نركبه، وبعضه نأكل لحمه أو بيضه أو
حليبه. فلا يجوز لنا أن نحرمه من الطعام أو الشّراب، أو نحمّله فوق طاقته، أو نؤذيه
أو نحرمه من أولاده.
وإذا كان الله قد أباح لنا ذبح بعض الحيوانات أو صيدها، فإنه أمرنا بأن نحسن
معاملتها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): "إنَّ الله تعالى كتب الإحسان على كلّ
شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته،
وليرح ذبيحته".
وإذا كانت الإساءة إلى الحيوان حراماً، فبالأحرى أن تكون الإساءة إلى الإنسان حراماً.
*من كتاب: قصص ومواعظ.
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عطوفاً رحيماً رقيق القلب محبًّا للخير،
وقد قال الله في حقه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:
107].
وقد شملت أيضاً رحمته الحيوان، فكان يطعم القطّة ويضع لها الماء في الإناء لتشرب.
وهو قال : "دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل
من حشاش الأرض".
وجاء في حديث آخر: "إنَّ الله غفر لرجل رأى كلباً كان يلهث من شدّة العطش، فسقاه".
ورأى (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة شاةً جائعةً، وكان يأكل التمر، فأطعمها نوى
التّمر بيده الشّريفة.
ودخل يوماً بستاناً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى الجملُ النبيَّ (صلى
الله عليه وآله وسلم) ذرفت عيناه، فأتاه الرسول فمسح دموعه، فسكت! فقال (صلى الله
عليه وآله وسلم): من صاحب هذا الجمل؟ فجاء فتى الأنصار، فقال : هذا لي يا رسول الله.
فقال: "ألا تتّقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكاكَ أنّك
تجيعه وتدميه".
وقد سأل بعض الصحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): هل لنا في إطعام الحيوانات
أجر؟ فأجابهم: "في كلِّ كبدٍ حرّى أجر".
وقال عبد الله بن مسعود :كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر،
فانطلق لحاجته، فرأينا عصفورة معها فرخان، فأخذنا الفرخين.
فجاءت العصفورة وجعلت تعرّش (أي ترتفع وتظلّل بجناحيها على العشّ). فجاء النبي (صلى
الله عليه وآله وسلَّم) فقال: "من فجعَ هذه في ولدها؟ ردّوا وليدها إليها".
ورأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذا؟ قلنا
نحن .فقال: "لا ينبغي أن يعذِّب بالنّار إلا ربّ النار".
العبرة من هذه القصص:
تُبيّن هذه الشّواهد والأحاديث أنّ الإسلام قد أمر بمعاملة الحيوان معاملة حسنة،
ولا سيّما أنّه يقدّم لنا مساعدات جمّة. فبعضه نركبه، وبعضه نأكل لحمه أو بيضه أو
حليبه. فلا يجوز لنا أن نحرمه من الطعام أو الشّراب، أو نحمّله فوق طاقته، أو نؤذيه
أو نحرمه من أولاده.
وإذا كان الله قد أباح لنا ذبح بعض الحيوانات أو صيدها، فإنه أمرنا بأن نحسن
معاملتها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): "إنَّ الله تعالى كتب الإحسان على كلّ
شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته،
وليرح ذبيحته".
وإذا كانت الإساءة إلى الحيوان حراماً، فبالأحرى أن تكون الإساءة إلى الإنسان حراماً.
*من كتاب: قصص ومواعظ.