كتابات
20/11/2018

مرحلة الطّفولة وصياغة الشّخصيّة

مرحلة الطّفولة وصياغة الشّخصيّة

تكتسب مرحلة الطفولة أهميّة بالغة في تشكيل بعض معالم شخصية الولد المستقبلية، فهو يخضع لأنماط من السلوك والعادات والخبرات التي تعيش في عمق شخصيّته وتساهم في بنائها وصياغتها، فالطفل يمتاز في هذه المرحلة بأنه سريع التقبّل لما يسمع، وسريع التطبع بما يألف... إنه يمتاز بسرعة التلقي والتقليد والامتصاص الذاتي، بحيث يستطيع اختزان الكثير من المشاعر والأحاسيس والأفكار والعادات والتقاليد، بالسرعة التي لا يستطيع الإنسان الحصول عليها بعد تجاوز هذه المرحلة.

وربما يعود ذلك إلى أنّ الأرضيّة الإنسانية للطّفل، بما فيها الأرضية التقوية والنفسية والروحية والشعورية، خالية من أيّ تعقيد ومن أيّ مؤثّر خارج دائرة الوراثة. لذلك، فإن مرحلة الطفولة سريعة الالتقاط. وهذا ما يعبّر عنه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع) في وصيّته للإمام الحسن(ع) بقوله: "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شي‏ء قبلته"، فهي إذاً مستعدة لأن تتقبّل البذور بشكل سريع جداً، لعدم وجود ما يمنع هذه البذور من النموّ في أرضها، ولعدم وجود ما يمنع تلك الأرض من أن تقبل تلك البذور.

وقد نستفيد أيضاً من الحديث الشّريف: "كلّ مولود يولد على الفطرة، إلا أنَّ أبويه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجسّانه"، نستفيد أن التركيبة الفطرية للإنسان، تختزن من بداياتها الإحساس السليم بالأشياء والقدرة على اكتشاف الحقائق، بحيث إنها لو انطلقت بشكل طبيعيّ، لاستطاعت أن تكتشف الحقائق الأصيلة، كقضية التوحيد، وقانون السببية وما إلى ذلك.. وهذا ما تدلّ عليه الآية القرآنية {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}[الرّوم: 30].

إننا نفهم من كلّ ذلك، أن في تكوين الطفل فطرة نقيّة تتفتح على الحقائق الأساسيّة بسهولة إذا أتيح لها ذلك.

*من كتاب "دنيا الطفل".

تكتسب مرحلة الطفولة أهميّة بالغة في تشكيل بعض معالم شخصية الولد المستقبلية، فهو يخضع لأنماط من السلوك والعادات والخبرات التي تعيش في عمق شخصيّته وتساهم في بنائها وصياغتها، فالطفل يمتاز في هذه المرحلة بأنه سريع التقبّل لما يسمع، وسريع التطبع بما يألف... إنه يمتاز بسرعة التلقي والتقليد والامتصاص الذاتي، بحيث يستطيع اختزان الكثير من المشاعر والأحاسيس والأفكار والعادات والتقاليد، بالسرعة التي لا يستطيع الإنسان الحصول عليها بعد تجاوز هذه المرحلة.

وربما يعود ذلك إلى أنّ الأرضيّة الإنسانية للطّفل، بما فيها الأرضية التقوية والنفسية والروحية والشعورية، خالية من أيّ تعقيد ومن أيّ مؤثّر خارج دائرة الوراثة. لذلك، فإن مرحلة الطفولة سريعة الالتقاط. وهذا ما يعبّر عنه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع) في وصيّته للإمام الحسن(ع) بقوله: "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شي‏ء قبلته"، فهي إذاً مستعدة لأن تتقبّل البذور بشكل سريع جداً، لعدم وجود ما يمنع هذه البذور من النموّ في أرضها، ولعدم وجود ما يمنع تلك الأرض من أن تقبل تلك البذور.

وقد نستفيد أيضاً من الحديث الشّريف: "كلّ مولود يولد على الفطرة، إلا أنَّ أبويه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجسّانه"، نستفيد أن التركيبة الفطرية للإنسان، تختزن من بداياتها الإحساس السليم بالأشياء والقدرة على اكتشاف الحقائق، بحيث إنها لو انطلقت بشكل طبيعيّ، لاستطاعت أن تكتشف الحقائق الأصيلة، كقضية التوحيد، وقانون السببية وما إلى ذلك.. وهذا ما تدلّ عليه الآية القرآنية {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}[الرّوم: 30].

إننا نفهم من كلّ ذلك، أن في تكوين الطفل فطرة نقيّة تتفتح على الحقائق الأساسيّة بسهولة إذا أتيح لها ذلك.

*من كتاب "دنيا الطفل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية