كتابات
12/11/2018

كيف نفهم معنى الوجاهة؟

كيف نفهم معنى الوجاهة؟

نسمع بكلمة "وجيه" في وصفنا لفلان من الناس، أو بأنَّ فلاناً صاحب وجاهة. وقد يفهم منها البعض الغنى الماديّ أو النفوذ أو السلطة ماديّة كانت أو معنوية. ولكن، بأيّ معنى وردت في القرآن الكريم؟

ووَجْه القوم هو: سيّدهم، وشريفهم، والجمع وُجُوه. والوَجيه هو: ذو الجاه، وسيد القوم، والجمع وُجَهاء. والوَجَاهَة هي: الجاه، والسيادة، والشرف، والحُرْمة.

قال الله تعالى في كتابه العزيز : ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾[آل عمران : 45].

من هنا، فإن الإنسان الوجيه هو الذي يتسيّد نفسه، بمعنى يجاهد هواه ويتجنب نزواته وأطماعه، ويعمل على التحكم بانفعالاته وتصرفاته، ويضبط كلّ ذلك وفق إرادة الله، وانسجاماً مع حدوده وتشريعاته. وهو الإنسان صاحب الشرف والكرامة، العفيف في نفسه ومواقفه، فلا يخاصم، ولا ينازع، ولا يفسد بين الناس، ولا يعتدي على حقوق الناس وحرماتهم وأموالهم، إنه صاحب الضمير الحيّ والصاحي دوماً، فلا يفرّط في الحقّ، ولا يتنازل لصالح مكسبٍ هنا أو هناك.

من كان وجيهاً في الدنيا، فهو الذي يثبت ذلك فعلاً لا قولاً، بحيث تكون نواياه نوايا فيها كلّ الخير تجاه الغير، وتكون مشاعره فيها كلّ الرّحمة للغير، وفيها كلّ المحبّة والعاطفة، وتكون مواقفه مشرّفة، بحيث يسعى لوأد الفتن، ورفض أذى الناس، بل هو الساعي دوماً إلى حفظ مصالحهم وكراماتهم.

ليس الجاه بما تملك من مال أو سلطة أو نفوذ، بل الجاه الحقيقي في أن تكون عند الله صاحب حظوة وقيمة ودرجة، من خلال قلبك وعملك ومواقفك الّتي تسير على درب الاستقامة التي يرتضيها الخالق الّذي أراد لنا أن نكون الوجهاء بحقّ في الدنيا، حتى نكون من السعداء والوجهاء في الآخرة أيضاً، بما نحصل عليه من أجر وقرب منه ورضوان وفوز.

أن نكون الوجهاء ليس بالأمر الهيّن، ولكنّه ليس مستحيلاً، فهو يتطلب منّا الإرادة والعزيمة والصبر والتضحية والوعي ونفاذ البصيرة، والتحلّي بالإيمان والانفتاح على الله، ومراقبة النفس ومحاسبتها وتربيتها على التزامك الحقّ وابتاع الهدى.

إنَّ المجتمع الذي يعيش صحوة الضَّمير، ويحفظ الحقّ، ويعيش الشرف والكرامة والسيادة الحقيقيّة، هو المجتمع الجدير بالحياة، والجدير بتحمّل المسؤولية والأمانة، والجدير بأن يكون محلّ رعاية الله وألطافه وبركاته.

يحتاج مجتمعنا فعلاً في كلّ عصر ومكان، إلى فهم روح الوجاهة وحسن تمثّلها في السياسة وفي الاقتصاد، وفي الحوار وفي الثقافة وفي الاجتماع، وفي عالم المعاملات فيما بيننا، كي يصبح هذا المجتمع صاحب قدر وقيمة أمام التاريخ وأمام الله تعالى.

نسمع بكلمة "وجيه" في وصفنا لفلان من الناس، أو بأنَّ فلاناً صاحب وجاهة. وقد يفهم منها البعض الغنى الماديّ أو النفوذ أو السلطة ماديّة كانت أو معنوية. ولكن، بأيّ معنى وردت في القرآن الكريم؟

ووَجْه القوم هو: سيّدهم، وشريفهم، والجمع وُجُوه. والوَجيه هو: ذو الجاه، وسيد القوم، والجمع وُجَهاء. والوَجَاهَة هي: الجاه، والسيادة، والشرف، والحُرْمة.

قال الله تعالى في كتابه العزيز : ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾[آل عمران : 45].

من هنا، فإن الإنسان الوجيه هو الذي يتسيّد نفسه، بمعنى يجاهد هواه ويتجنب نزواته وأطماعه، ويعمل على التحكم بانفعالاته وتصرفاته، ويضبط كلّ ذلك وفق إرادة الله، وانسجاماً مع حدوده وتشريعاته. وهو الإنسان صاحب الشرف والكرامة، العفيف في نفسه ومواقفه، فلا يخاصم، ولا ينازع، ولا يفسد بين الناس، ولا يعتدي على حقوق الناس وحرماتهم وأموالهم، إنه صاحب الضمير الحيّ والصاحي دوماً، فلا يفرّط في الحقّ، ولا يتنازل لصالح مكسبٍ هنا أو هناك.

من كان وجيهاً في الدنيا، فهو الذي يثبت ذلك فعلاً لا قولاً، بحيث تكون نواياه نوايا فيها كلّ الخير تجاه الغير، وتكون مشاعره فيها كلّ الرّحمة للغير، وفيها كلّ المحبّة والعاطفة، وتكون مواقفه مشرّفة، بحيث يسعى لوأد الفتن، ورفض أذى الناس، بل هو الساعي دوماً إلى حفظ مصالحهم وكراماتهم.

ليس الجاه بما تملك من مال أو سلطة أو نفوذ، بل الجاه الحقيقي في أن تكون عند الله صاحب حظوة وقيمة ودرجة، من خلال قلبك وعملك ومواقفك الّتي تسير على درب الاستقامة التي يرتضيها الخالق الّذي أراد لنا أن نكون الوجهاء بحقّ في الدنيا، حتى نكون من السعداء والوجهاء في الآخرة أيضاً، بما نحصل عليه من أجر وقرب منه ورضوان وفوز.

أن نكون الوجهاء ليس بالأمر الهيّن، ولكنّه ليس مستحيلاً، فهو يتطلب منّا الإرادة والعزيمة والصبر والتضحية والوعي ونفاذ البصيرة، والتحلّي بالإيمان والانفتاح على الله، ومراقبة النفس ومحاسبتها وتربيتها على التزامك الحقّ وابتاع الهدى.

إنَّ المجتمع الذي يعيش صحوة الضَّمير، ويحفظ الحقّ، ويعيش الشرف والكرامة والسيادة الحقيقيّة، هو المجتمع الجدير بالحياة، والجدير بتحمّل المسؤولية والأمانة، والجدير بأن يكون محلّ رعاية الله وألطافه وبركاته.

يحتاج مجتمعنا فعلاً في كلّ عصر ومكان، إلى فهم روح الوجاهة وحسن تمثّلها في السياسة وفي الاقتصاد، وفي الحوار وفي الثقافة وفي الاجتماع، وفي عالم المعاملات فيما بيننا، كي يصبح هذا المجتمع صاحب قدر وقيمة أمام التاريخ وأمام الله تعالى.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية