كتابات
18/04/2016

ما هو الفقه؟ وما دور الفقيه؟

ما هو الفقه؟ وما دور الفقيه؟

الفقه لغةً يعني الفهم، وقد أشير إلى ذلك في حكاية الله تعالى عن قوم شعيب(ع): {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ}[هود: 91]، والفهم هنا ليس مختصّاً بمجال محدَّد، إذ إنَّ الفقه في اللّغة هو الفهم مطلقاً، فكما يكون الفهم للحكم الشّرعي المستنبط، يكون أيضاً في علم التّفسير والحديث وغير ذلك.

وفي لسان العرب لابن منظور: "الفقه العلم بالشّيء والفهم له، وغلب على علم الدّين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم".

وفي الاصطلاح، عرّفه العلماء، ومنهم الشَّهيد الأوَّل، بقوله: "العلم بالأحكام الشرعيَّة العمليَّة عن أدلّتها التفصيليَّة لتحصيل السَّعادة الأخرويّة".

ويطلق علم الفقه في اصطلاح العلماء على معنيين، هما:

1 ـ العلم بالأحكام الشَّرعيَّة العمليَّة، المكتسب من أدلتها التفصيليَّة، وفي معناه قول ابن خلدون في مقدّمته: "الفقه: معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلّفين بالوجوب والحظر والنَّدب والكراهة والإباحة، وهي متلقَّاة من الكتاب والسنَّة، وما نصّبه الشَّارع لمعرفتها من الأدلّة، فإذا استخرجت من تلك الأدلّة قيل لها: فقه".

2 ـ مجموعة الأحكام العمليَّة المشروعة في الإسلام.

يتبيّن لنا مما سبق، أنَّ علم الفقه يُبحَث فيه عن الأوصاف الشَّرعيَّة لأفعال المكلّفين من الحلّ والحرمة والوجوب والنّدب والكراهة وغير ذلك، فقد أجمع المسلمون على أنّه لا يخلو فعل للمكلّف من حكمٍ لله تعالى فيه، فكان لا بدَّ من علمٍ يبيّن أحكام الله في كلّ فعل يصدر عن المكلّف حال حياته.

وما دام الإنسان مؤمناً بشريعة الله تعالى، فلا بدَّ من أن يسير في كلّ شأن من شؤون الحياة وفق ما تقتضيه الشّريعة الإسلاميَّة.

أمَّا موضوع علم الفقه، فهو الأحكام الشَّرعيَّة العمليَّة وأدلّتها، والمتعلِّقة بأفعال المكلَّفين، وما يعرض لها من حلية وحرمة ووجوب وكراهة وندب.

وللفقيه ـ بناءً على ما تقدَّم ـ دور ووظيفة، ليس على صعيد دراسة الحكم الشّرعي وما يتّصل به، بل على صعيد الدّائرة الرساليّة للإسلام، بما يؤصِّل حركة الإنسان في الواقع، فيصبح الفقيه بالتّالي ليس مجرّد مستنبِطٍ للحكم الشّرعيّ، بل أيضاً داعيةً إلى منهج الإسلام في الحياة، بحيث يبرز روح الإسلام، وليس فقط الأحكام وإطلاقها بطريقة ميكانيكيَّة جافّة.

وحول هذه النّقطة، يقول العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض): "للحديث عن الفقيه والمثقّف دائرتان تتّصلان بالخطّ الّذي يتحرّك فيه الفقيه الإسلامي في مسؤوليّاته الذاتيّة والرساليّة، إذ ترتكز الدراسة في علم الفقه على توثيق النّصّ في سنده وألفاظه، وتحقيق المضمون في مدلوله وأبعاده، للوصول إلى مرحلة الاستنتاج في استخراج الحكم الشّرعيّ من مصادره الموثوقة...

وهناك الدّائرة الرساليّة لامتداد الإسلام في حركة الإنسان في الواقع، من حيث هو منهج للحياة، وحلٌّ لمشاكلها، وانفتاحٌ على آفاقها، ومواجهةٌ لتحدّياتها.. فيكون الفقيه رسولاً مرحليّاً في معنى الرسالة، وذلك في دائرة الامتداد لحركيّة الرسول...". [كتاب: الاجتهاد، ص105].

من هنا، نعرف خصوصيّة دور الفقيه ووظيفته ومدى أهميّته، إذ نحتاج فعلاً إلى فقهاء للإسلام يعيشون روحه، ويبثّون الحياة في جسمه، عبر قيامهم بدور الفقيه الرَّسول في مرحلته، في مواجهة كلّ الصِّراعات والتّحدّيات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

الفقه لغةً يعني الفهم، وقد أشير إلى ذلك في حكاية الله تعالى عن قوم شعيب(ع): {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ}[هود: 91]، والفهم هنا ليس مختصّاً بمجال محدَّد، إذ إنَّ الفقه في اللّغة هو الفهم مطلقاً، فكما يكون الفهم للحكم الشّرعي المستنبط، يكون أيضاً في علم التّفسير والحديث وغير ذلك.

وفي لسان العرب لابن منظور: "الفقه العلم بالشّيء والفهم له، وغلب على علم الدّين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم".

وفي الاصطلاح، عرّفه العلماء، ومنهم الشَّهيد الأوَّل، بقوله: "العلم بالأحكام الشرعيَّة العمليَّة عن أدلّتها التفصيليَّة لتحصيل السَّعادة الأخرويّة".

ويطلق علم الفقه في اصطلاح العلماء على معنيين، هما:

1 ـ العلم بالأحكام الشَّرعيَّة العمليَّة، المكتسب من أدلتها التفصيليَّة، وفي معناه قول ابن خلدون في مقدّمته: "الفقه: معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلّفين بالوجوب والحظر والنَّدب والكراهة والإباحة، وهي متلقَّاة من الكتاب والسنَّة، وما نصّبه الشَّارع لمعرفتها من الأدلّة، فإذا استخرجت من تلك الأدلّة قيل لها: فقه".

2 ـ مجموعة الأحكام العمليَّة المشروعة في الإسلام.

يتبيّن لنا مما سبق، أنَّ علم الفقه يُبحَث فيه عن الأوصاف الشَّرعيَّة لأفعال المكلّفين من الحلّ والحرمة والوجوب والنّدب والكراهة وغير ذلك، فقد أجمع المسلمون على أنّه لا يخلو فعل للمكلّف من حكمٍ لله تعالى فيه، فكان لا بدَّ من علمٍ يبيّن أحكام الله في كلّ فعل يصدر عن المكلّف حال حياته.

وما دام الإنسان مؤمناً بشريعة الله تعالى، فلا بدَّ من أن يسير في كلّ شأن من شؤون الحياة وفق ما تقتضيه الشّريعة الإسلاميَّة.

أمَّا موضوع علم الفقه، فهو الأحكام الشَّرعيَّة العمليَّة وأدلّتها، والمتعلِّقة بأفعال المكلَّفين، وما يعرض لها من حلية وحرمة ووجوب وكراهة وندب.

وللفقيه ـ بناءً على ما تقدَّم ـ دور ووظيفة، ليس على صعيد دراسة الحكم الشّرعي وما يتّصل به، بل على صعيد الدّائرة الرساليّة للإسلام، بما يؤصِّل حركة الإنسان في الواقع، فيصبح الفقيه بالتّالي ليس مجرّد مستنبِطٍ للحكم الشّرعيّ، بل أيضاً داعيةً إلى منهج الإسلام في الحياة، بحيث يبرز روح الإسلام، وليس فقط الأحكام وإطلاقها بطريقة ميكانيكيَّة جافّة.

وحول هذه النّقطة، يقول العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض): "للحديث عن الفقيه والمثقّف دائرتان تتّصلان بالخطّ الّذي يتحرّك فيه الفقيه الإسلامي في مسؤوليّاته الذاتيّة والرساليّة، إذ ترتكز الدراسة في علم الفقه على توثيق النّصّ في سنده وألفاظه، وتحقيق المضمون في مدلوله وأبعاده، للوصول إلى مرحلة الاستنتاج في استخراج الحكم الشّرعيّ من مصادره الموثوقة...

وهناك الدّائرة الرساليّة لامتداد الإسلام في حركة الإنسان في الواقع، من حيث هو منهج للحياة، وحلٌّ لمشاكلها، وانفتاحٌ على آفاقها، ومواجهةٌ لتحدّياتها.. فيكون الفقيه رسولاً مرحليّاً في معنى الرسالة، وذلك في دائرة الامتداد لحركيّة الرسول...". [كتاب: الاجتهاد، ص105].

من هنا، نعرف خصوصيّة دور الفقيه ووظيفته ومدى أهميّته، إذ نحتاج فعلاً إلى فقهاء للإسلام يعيشون روحه، ويبثّون الحياة في جسمه، عبر قيامهم بدور الفقيه الرَّسول في مرحلته، في مواجهة كلّ الصِّراعات والتّحدّيات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية