كتابات
21/04/2016

ثواب إهداء الأعمال الصَّالحة

ثواب إهداء الأعمال الصَّالحة

في الحديث عن الرّسول الأكرم محمّد بن عبد الله(ص): "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، يعني ينقطع عمل المرء الَّذي يجري عليه أجرها بعد الموت إلا من هذه الثّلاث: "صدقة جارية" قد وفِّق لها، كأن يبني مسجداً يصلّي النّاس فيه، أو يمتلك عمارةً يؤجِّرها ويتصدَّق بأجرتها على الفقراء والمحتاجين، أو أراضي زراعيّة يتصدّق بما يحصل منها من نفعٍ أو ما أشبه ذلك، فهذه صدقة جارية يجري عليه أجرها بعد وفاته، ما دام النّاس ينتفعون بها.

"أو علم ينتفع به"، إمّا كتب نافعة ألَّفها واستفاد بها النّاس، أو اشتراها ووقفها وانتفع بها النّاس، أو ما نشره بين النّاس وانتفع به المسلمون وتعلَّموا منه، وتعلَّم بقيّة الناس من تلاميذه، فهذا علم ينفعه، فإنَّ العلم الّذي نشره بين النَّاس ينفعه الله به أيضاً كما ينفعهم أيضاً.

"أو ولد صالح يدعو له"، فإنَّ دعوة ولده الصَّالح تنفعه، كما ينفعه ما يقوم به عنه من أعمالٍ صالحه يهديه إيّاها، أو صدقة يتصدَّق بها عنه، أو عبادة نيابيّة كصومٍ وحجٍّ وصلاة، كما تنفعه دعوة المسلمين أيضاً ودعوة إخوانه له وصدقتهم.

ويقول العلماء إنَّ من يهدي أعمالاً صالحةً للموتى أو الأحياء، سيؤجر بكلّ تأكيد، بل يظهر من مراجعة الأحاديث، أنَّ الأجر الأوّل والثّواب الأعظم يكون لمن باشر العمل، كمن ينوب في الحجّ والعمرة وغيرها من الأعمال عن غيره، ثم يكون الثّواب في الدّرجة الثّانية للمنوب عنه أو للمهدى له.

ثم إنّ الإنسان لو أهدى ما عمله إلى جماعةٍ من النّاس، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ سيعطيهم جميعهم ثواباً كاملاً دون نقصان، فقد سئل الصَّادق(ع) عن الرّجل يحجّ عن آخر، ما له من ثواب؟ قال: "للّذي يحجّ عن رجلٍ أجر وثواب عشر حججٍ". وروي "أنَّ للميّت حجّةً بما أنفق من ماله، وللنَّائب‏ تسع حججٍ بما أتعب من بدنه". وروي "أنَّ له مثل أجره ولا ينقص من أجره شي‏ءٌ".

وقال(ع): "للّذي يحجّ عن الرَّجل أجرٌ وثواب عشر حججٍ، ويغفر له ولأبيه ولأمِّه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته [ولعمِّه ولعمّته ولخاله ولخالته، إنَّ الله واسعٌ كريمٌ‏]".

وأعطى(ع) رجلاً ثلاثين ديناراً، فقال: "حجّ به‏ عن إسماعيل، وافعل ولك تسعٌ وله واحدةٌ".

فالعمل مطلوب لتحصيل الأجر والمثوبة من الله تعالى بمتابعة الأعمال الصَّالحة عن أمواتنا وعن الأحياء، فذلك يعبّر عن أصالة انتمائنا إلى الإسلام العظيم في أخلاقيَّاته وقيمه ومفاهيمه، الّتي تريد تأصيل الإنسان وجعله يعيش على الدّوام في دائرة السّعي في طلب الأجر والثّواب، وممارسة التَّواصل الحيّ والفاعل والتراحم الفعليّ مع الأموات والأحياء على السّواء.

كم يحتاج مجتمعنا إلى تعميم ثقافة إهداء الأعمال الصَّالحة الّتي تهذّب نفوسنا وتربّيها على الخير والفلاح، وتربطها بقيم المحبَّة والتّراحم من خلال القرب من الله تعالى.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

في الحديث عن الرّسول الأكرم محمّد بن عبد الله(ص): "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، يعني ينقطع عمل المرء الَّذي يجري عليه أجرها بعد الموت إلا من هذه الثّلاث: "صدقة جارية" قد وفِّق لها، كأن يبني مسجداً يصلّي النّاس فيه، أو يمتلك عمارةً يؤجِّرها ويتصدَّق بأجرتها على الفقراء والمحتاجين، أو أراضي زراعيّة يتصدّق بما يحصل منها من نفعٍ أو ما أشبه ذلك، فهذه صدقة جارية يجري عليه أجرها بعد وفاته، ما دام النّاس ينتفعون بها.

"أو علم ينتفع به"، إمّا كتب نافعة ألَّفها واستفاد بها النّاس، أو اشتراها ووقفها وانتفع بها النّاس، أو ما نشره بين النّاس وانتفع به المسلمون وتعلَّموا منه، وتعلَّم بقيّة الناس من تلاميذه، فهذا علم ينفعه، فإنَّ العلم الّذي نشره بين النَّاس ينفعه الله به أيضاً كما ينفعهم أيضاً.

"أو ولد صالح يدعو له"، فإنَّ دعوة ولده الصَّالح تنفعه، كما ينفعه ما يقوم به عنه من أعمالٍ صالحه يهديه إيّاها، أو صدقة يتصدَّق بها عنه، أو عبادة نيابيّة كصومٍ وحجٍّ وصلاة، كما تنفعه دعوة المسلمين أيضاً ودعوة إخوانه له وصدقتهم.

ويقول العلماء إنَّ من يهدي أعمالاً صالحةً للموتى أو الأحياء، سيؤجر بكلّ تأكيد، بل يظهر من مراجعة الأحاديث، أنَّ الأجر الأوّل والثّواب الأعظم يكون لمن باشر العمل، كمن ينوب في الحجّ والعمرة وغيرها من الأعمال عن غيره، ثم يكون الثّواب في الدّرجة الثّانية للمنوب عنه أو للمهدى له.

ثم إنّ الإنسان لو أهدى ما عمله إلى جماعةٍ من النّاس، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ سيعطيهم جميعهم ثواباً كاملاً دون نقصان، فقد سئل الصَّادق(ع) عن الرّجل يحجّ عن آخر، ما له من ثواب؟ قال: "للّذي يحجّ عن رجلٍ أجر وثواب عشر حججٍ". وروي "أنَّ للميّت حجّةً بما أنفق من ماله، وللنَّائب‏ تسع حججٍ بما أتعب من بدنه". وروي "أنَّ له مثل أجره ولا ينقص من أجره شي‏ءٌ".

وقال(ع): "للّذي يحجّ عن الرَّجل أجرٌ وثواب عشر حججٍ، ويغفر له ولأبيه ولأمِّه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته [ولعمِّه ولعمّته ولخاله ولخالته، إنَّ الله واسعٌ كريمٌ‏]".

وأعطى(ع) رجلاً ثلاثين ديناراً، فقال: "حجّ به‏ عن إسماعيل، وافعل ولك تسعٌ وله واحدةٌ".

فالعمل مطلوب لتحصيل الأجر والمثوبة من الله تعالى بمتابعة الأعمال الصَّالحة عن أمواتنا وعن الأحياء، فذلك يعبّر عن أصالة انتمائنا إلى الإسلام العظيم في أخلاقيَّاته وقيمه ومفاهيمه، الّتي تريد تأصيل الإنسان وجعله يعيش على الدّوام في دائرة السّعي في طلب الأجر والثّواب، وممارسة التَّواصل الحيّ والفاعل والتراحم الفعليّ مع الأموات والأحياء على السّواء.

كم يحتاج مجتمعنا إلى تعميم ثقافة إهداء الأعمال الصَّالحة الّتي تهذّب نفوسنا وتربّيها على الخير والفلاح، وتربطها بقيم المحبَّة والتّراحم من خلال القرب من الله تعالى.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية