إذا ما طالعنا سيرة الرّسول الأكرم محمّد(ص) والأئمّة الأطهار(ع)، نجد كيف كانوا يستغلّون الوقت ويوزّعونه بين النّوم والراحة والقيام والعبادة والعمل والدَّعوة والجهاد، حتى كأنهم يجعلون من الوقت مساحةً للبذل والعطاء، وفرصةً لإعادة تجديد العلاقة والارتباط بالله تعالى في لحظات سامية صافية، إذ إنَّ لكلِّ لحظةٍ ووقتٍ قيمة، وعلى الإنسان أن يبادر إلى وعي هذه القيمة، وما يمكن أن يستفيد منها لتعزيز حضوره وتواصله مع ربّه.
ولنقارب الفكرة أكثر، فاليوم، مَن منّا لا يظلّ في حالة السَّهر واستهلاك الوقت بوسائل مختلفة حتى منتصف اللّيل، وحتى ربما عند البعض حتى الفجر؟! وينسى أنَّ هذه الأوقات هي من أفضل أوقات بثّ الرّوح في العلاقة مع الله تعالى، من خلال الدّعاء وقراءة القرآن، فآخر اللّيل ووسطه هما لحظات مقدَّسة في ميزان الله تعالى، ومن أروع اللّحظات لقراءة القرآن وتدبّره.
هذا ما قرأناه في سيرة الرّسول الأعظم(ص) والأئمَّة الأطهار(ع)، حيث كانوا ينامون أوَّل اللَّيل ويستيقظون آخره، ويقبلون على قراءة القرآن الكريم والتذكّر والتفكّر، {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}[المزّمِّل: 1 ـ 4]، ولنا في رسول الله(ص) والأئمّة(ع) القدوة الحسنة لمن أراد الله واليوم الآخر، فلنراجع أحوالنا ونقتدِ بسيرة الرّسول(ص) والأئمّة(ع) في تعاملنا مع اللّحظات والوقت، بأن نجعل جزءاً من اللّيل للعبادة، وأن نعرف أنَّ للسَّهر غير المجدي حدوداً، فعلينا أن لا نستغرق فيه إلى درجة نفقد معها توازننا، ونتلف أعصابنا، بل أن نتعوَّد على الاستيقاظ، ولو في جزء يسير من اللَّيل، للصّلاة والدّعاء وتلاوة الكتاب العزيز، لما في ذلك من فوائد روحيّة وأخلاقيّة وتربويّة، تسمو بالنّفس وترتفع بها.
يقول الشَّهيد الشَّيخ مرتضى مطهَّري: "استقرّت سيرة النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله، والأئمّة عليهم السلام، والمسلمون الأوائل، على النّوم أوَّل اليوم والاستيقاظ آخره، تماماً على العكس من واقعنا الحالي، إذ قليل منّا من لا يبقى ساهراً حتى منتصف اللّيل، والنتيجة أنّ الآناء واللّحظات التي لم يعهد القرآن الكريم أقدس منها، باتت مواعيد سبات المسلمين المعاصرين ونومهم".[من كلام الشهيد مرتضى مطهّري].
نحن نعلم ما هي عليه أحوال أجيال اليوم من الاستهتار بالوقت والخنوع والاستكانة للنَّوم الطّويل والسَّهر حتى أواخر اللّيل أحياناً، ولكن لا بدَّ من تربية هذه الأجيال وتوعيتها حول قيمة اللّحظات، وما يجب أن نزرعه فيها من قيمةٍ أصيلةٍ تهذِّب نفوسنا ووجداننا، وهذه قضيَّة أساسيَّة تحتاج إلى النَّظر والاهتمام.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

إذا ما طالعنا سيرة الرّسول الأكرم محمّد(ص) والأئمّة الأطهار(ع)، نجد كيف كانوا يستغلّون الوقت ويوزّعونه بين النّوم والراحة والقيام والعبادة والعمل والدَّعوة والجهاد، حتى كأنهم يجعلون من الوقت مساحةً للبذل والعطاء، وفرصةً لإعادة تجديد العلاقة والارتباط بالله تعالى في لحظات سامية صافية، إذ إنَّ لكلِّ لحظةٍ ووقتٍ قيمة، وعلى الإنسان أن يبادر إلى وعي هذه القيمة، وما يمكن أن يستفيد منها لتعزيز حضوره وتواصله مع ربّه.
ولنقارب الفكرة أكثر، فاليوم، مَن منّا لا يظلّ في حالة السَّهر واستهلاك الوقت بوسائل مختلفة حتى منتصف اللّيل، وحتى ربما عند البعض حتى الفجر؟! وينسى أنَّ هذه الأوقات هي من أفضل أوقات بثّ الرّوح في العلاقة مع الله تعالى، من خلال الدّعاء وقراءة القرآن، فآخر اللّيل ووسطه هما لحظات مقدَّسة في ميزان الله تعالى، ومن أروع اللّحظات لقراءة القرآن وتدبّره.
هذا ما قرأناه في سيرة الرّسول الأعظم(ص) والأئمَّة الأطهار(ع)، حيث كانوا ينامون أوَّل اللَّيل ويستيقظون آخره، ويقبلون على قراءة القرآن الكريم والتذكّر والتفكّر، {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}[المزّمِّل: 1 ـ 4]، ولنا في رسول الله(ص) والأئمّة(ع) القدوة الحسنة لمن أراد الله واليوم الآخر، فلنراجع أحوالنا ونقتدِ بسيرة الرّسول(ص) والأئمّة(ع) في تعاملنا مع اللّحظات والوقت، بأن نجعل جزءاً من اللّيل للعبادة، وأن نعرف أنَّ للسَّهر غير المجدي حدوداً، فعلينا أن لا نستغرق فيه إلى درجة نفقد معها توازننا، ونتلف أعصابنا، بل أن نتعوَّد على الاستيقاظ، ولو في جزء يسير من اللَّيل، للصّلاة والدّعاء وتلاوة الكتاب العزيز، لما في ذلك من فوائد روحيّة وأخلاقيّة وتربويّة، تسمو بالنّفس وترتفع بها.
يقول الشَّهيد الشَّيخ مرتضى مطهَّري: "استقرّت سيرة النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله، والأئمّة عليهم السلام، والمسلمون الأوائل، على النّوم أوَّل اليوم والاستيقاظ آخره، تماماً على العكس من واقعنا الحالي، إذ قليل منّا من لا يبقى ساهراً حتى منتصف اللّيل، والنتيجة أنّ الآناء واللّحظات التي لم يعهد القرآن الكريم أقدس منها، باتت مواعيد سبات المسلمين المعاصرين ونومهم".[من كلام الشهيد مرتضى مطهّري].
نحن نعلم ما هي عليه أحوال أجيال اليوم من الاستهتار بالوقت والخنوع والاستكانة للنَّوم الطّويل والسَّهر حتى أواخر اللّيل أحياناً، ولكن لا بدَّ من تربية هذه الأجيال وتوعيتها حول قيمة اللّحظات، وما يجب أن نزرعه فيها من قيمةٍ أصيلةٍ تهذِّب نفوسنا ووجداننا، وهذه قضيَّة أساسيَّة تحتاج إلى النَّظر والاهتمام.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.