كتابات
01/11/2015

التَّاريخ وعاء ذاكرة الأمَّة

التَّاريخ وعاء ذاكرة الأمَّة

إنَّ كتابة التَّاريخ ليست بالأمر الهيِّن، فهو يحتاج إلى كتبةٍ ومؤرِّخين خُلَّص يفهمون واقعهم والأحداث وينقلونها بكلِّ مصداقيَّة وموضوعيَّة، دون تدخُّلٍ من انفعالاتهم الشَّخصيَّة والفئويَّة الَّتي تشوِّه الحقائق. وفي هذا المقام، لا بدَّ من التَّذكير بأنَّنا أمَّة أدمنت نقل ما يحدث وكتابته بحسب ميول النّاقلين وتصوّراتهم ودوافعهم، ولكنَّها لم تعتد ـ وهذا الأهمّ ـ أن تضع لنفسها معايير موضوعيَّة وعلميَّة سليمة لعرض التَّاريخ ونقله والتَّعامل معه.

فالتَّاريخ يحتاج نقداً موضوعيّاً يصحِّح الكثير من التّوجّهات والأحداث، ويوضح الكثير من الخلفيَّات والمعطيات التي يتمّ طمرها ودفنها في طيَّات التَّجاهل والنّسيان، ويا ليتنا نسجِّل ما يحدث كما هو دون تدخّلٍ من أيّ نوعٍ كان، لتظلّ الأحداث ماثلةً للعيان، وتأخذ فعلها وحجمها في الذّاكرة، كي تتعامل معها الأجيال وفق ما حدثت. فكم ترانا نسجِّل الكثير من الوقائع وفق ما يريد صانع الحدث وتبعاً لغاياته! وكم يتمّ فبركة الكثير من الأحداث لغاياتٍ معيَّنةٍ لا تعكس إرادة المجتمع وحركته نحو تحقيق وجوده الفعليّ!

فالتَّاريخ هو مرآةٌ للواقع وليس مرآةً لما يريده فلان وفلان، أو ترضيةً لجهةٍ هنا وجهةٍ هناك، إنَّك عندما تكتب تاريخاً، فإنَّك ملزَمٌ بأن تكون في أعلى درجات الأمانة والمسؤوليَّة، لأنَّ المهمَّة خطيرة ومقدَّسة، وتحتاج إلى أناسٍ مخلصين بعيدين عن الأهواء والمصالح وحسابات الذَّات والجماعة.

نحتاج فعلاً إلى كتابة التّاريخ عبر تنظيف ذاكرتنا الجماعيَّة من كلِّ الأنانيّات والعصبيّات والحسابات، لأنَّ التَّاريخ لا يكتبه إعلاميّ هنا، ومؤسَّسة هناك، ومؤرّخ يتبع بلاطاً هنالك، بل يكتبه أصحاب الكفوف النَّظيفة الواعية القادرة على أن تكون أكثر التصاقاً بالنّاس، وأكثر تعبيراً عن أوجاعهم وأوضاعهم، لا الَّذين يكتبون التَّاريخ المبنيّ على تصوّراتهم وتحليلاتهم المنطلقة من دوافعهم وحساباتهم، فالتَّاريخ هو وعاء ذاكرة الأمَّة بكلِّ آمالها وآلامها، فكم نحن بحاجةٍ إلى كتبةٍ وناقلين للتَّاريخ النَّظيف المنتصر للحقّ والحقيقة!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ كتابة التَّاريخ ليست بالأمر الهيِّن، فهو يحتاج إلى كتبةٍ ومؤرِّخين خُلَّص يفهمون واقعهم والأحداث وينقلونها بكلِّ مصداقيَّة وموضوعيَّة، دون تدخُّلٍ من انفعالاتهم الشَّخصيَّة والفئويَّة الَّتي تشوِّه الحقائق. وفي هذا المقام، لا بدَّ من التَّذكير بأنَّنا أمَّة أدمنت نقل ما يحدث وكتابته بحسب ميول النّاقلين وتصوّراتهم ودوافعهم، ولكنَّها لم تعتد ـ وهذا الأهمّ ـ أن تضع لنفسها معايير موضوعيَّة وعلميَّة سليمة لعرض التَّاريخ ونقله والتَّعامل معه.

فالتَّاريخ يحتاج نقداً موضوعيّاً يصحِّح الكثير من التّوجّهات والأحداث، ويوضح الكثير من الخلفيَّات والمعطيات التي يتمّ طمرها ودفنها في طيَّات التَّجاهل والنّسيان، ويا ليتنا نسجِّل ما يحدث كما هو دون تدخّلٍ من أيّ نوعٍ كان، لتظلّ الأحداث ماثلةً للعيان، وتأخذ فعلها وحجمها في الذّاكرة، كي تتعامل معها الأجيال وفق ما حدثت. فكم ترانا نسجِّل الكثير من الوقائع وفق ما يريد صانع الحدث وتبعاً لغاياته! وكم يتمّ فبركة الكثير من الأحداث لغاياتٍ معيَّنةٍ لا تعكس إرادة المجتمع وحركته نحو تحقيق وجوده الفعليّ!

فالتَّاريخ هو مرآةٌ للواقع وليس مرآةً لما يريده فلان وفلان، أو ترضيةً لجهةٍ هنا وجهةٍ هناك، إنَّك عندما تكتب تاريخاً، فإنَّك ملزَمٌ بأن تكون في أعلى درجات الأمانة والمسؤوليَّة، لأنَّ المهمَّة خطيرة ومقدَّسة، وتحتاج إلى أناسٍ مخلصين بعيدين عن الأهواء والمصالح وحسابات الذَّات والجماعة.

نحتاج فعلاً إلى كتابة التّاريخ عبر تنظيف ذاكرتنا الجماعيَّة من كلِّ الأنانيّات والعصبيّات والحسابات، لأنَّ التَّاريخ لا يكتبه إعلاميّ هنا، ومؤسَّسة هناك، ومؤرّخ يتبع بلاطاً هنالك، بل يكتبه أصحاب الكفوف النَّظيفة الواعية القادرة على أن تكون أكثر التصاقاً بالنّاس، وأكثر تعبيراً عن أوجاعهم وأوضاعهم، لا الَّذين يكتبون التَّاريخ المبنيّ على تصوّراتهم وتحليلاتهم المنطلقة من دوافعهم وحساباتهم، فالتَّاريخ هو وعاء ذاكرة الأمَّة بكلِّ آمالها وآلامها، فكم نحن بحاجةٍ إلى كتبةٍ وناقلين للتَّاريخ النَّظيف المنتصر للحقّ والحقيقة!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية