كتابات
29/10/2015

تقديم محبَّة الله على سواه

تقديم محبَّة الله على سواه

إنَّ من أتمّ الأخلاق وأكمل الصِّفات والشَّمائل، أن يقدِّم الإنسان حبَّ الله تعالى على ما سواه، فيقبل عليه بفطرةٍ سليمةٍ وقلبٍ ينبض بالمحبَّة والرّحمة، وبعقلٍ يعي معرفة الله وحقيقته، فلا يكفي أن تقول إنّي أحبّ الله تعالى، ثم تنصرف بعد ذلك إلى محبّة غيره بالسّلوك والفعل، بحيث تحبّ الأشخاص وتقدِّسهم، وتحبّ المال وتعشقه، وتحبّ الجاه والسّلطة إلى درجة الانغماس والاستغراق بهما، فمن يعرف الله حقَّ معرفته، من يعرف صفات الله وعظمته ونعمائه اللامحدودة على النّاس، لا يسكن في قلبه سوى حبّ الله تعالى، فينطلق من خلال هذا الحبّ ليحبّ الحياة والنّاس من حوله.

فليس حبّ الله لذّة ذاتيَّة بقدر ما هو شعور ومسؤوليّة عن الحياة والنّاس والواقع، إذ إنَّ المؤمن يدفعه حبّ الله تعالى إلى الاستزادة من فعل الخيرات والحسنات، فيعطف على زوجته وأولاده، ويصلح بالهم وأوضاعهم، ويحترم أهله وجيرانه، ويساعد المحتاج، ويقف إلى جنب الحقّ، ويتحرّك في كلِّ صغيرة وكبيرة من مواقفه على أساس طاعة الله تعالى ومحبّته.

هو الإنسان الَّذي يعرف الله تعالى حقَّ معرفته، فهو الرّازق والمحيي والمميت، وهو المقيل للعثرات، فمن جميل الأخلاق وأحسنها، أن تبادر بالإحسان إلى ربّك كما أحسن إليك، وأن تحسن إلى الله، يعني أن تصلح علاقتك به، فتطيعه وتلتزم حدوده، وتمشي على هداه.

إنَّ الغبن كلَّ الغبن، والقبح كلّ القبح، هو أن تحبّ غير الله، لأنَّ من أحبّ غير الله خسر خسارةً لا تعوّض؛ خسر أهل التّقوى وأهل المغفرة والرّحمة والرّضوان. وكلّ الرّبح والفوز هو في القرب من الله وحبّه، والإقبال عليه بالتّوبة والعمل الصّالح، وأن نكون مصداقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام: 162]، وبينما نرى أنَّ الناس جميعاً مدعوّون إلى حبّ الله والإقبال عليه، ومدعوّون إلى أن يكونوا من أهل طاعته ومراضيه ورحمته، نرى البعض يكفر بالله ويجحد بنعمائه، ويتمادى في تكبّره واستعلائه على النّاس، وترى آخرين يعتدون على الحقّ وعلى أعراض النّاس وأموالهم وحقوقهم، فلا يحصدون سوى غضب الله وانتقامه في الدّنيا والآخرة.

فلنستفد من فرصة العمر، ونجعل الحياة مساحةً عامرةً بحبِّ الله، والسَّعي إلى أن نكون من أهل طاعته، وأن نحيا في ظلِّ عرشه ورحمته، فننظِّف مشاعرنا وقلوبنا وعقولنا من جميع الأدران والأمراض، لأنَّ القلوب والعقول المريضة لا تسكنها محبَّة الله أبداً.

فلنعمل بكلِّ جهدٍ ونشاطٍ على أن نربّي أولادنا وأجيالنا على تقوى الله ومحبّته، والإخلاص له في القرب والحبِّ والطاعة، كي يفوزوا برضوانه، ويعيشوا الحبَّ لله قيمةً ومضموناً وسلوكاً ورسالةً.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ من أتمّ الأخلاق وأكمل الصِّفات والشَّمائل، أن يقدِّم الإنسان حبَّ الله تعالى على ما سواه، فيقبل عليه بفطرةٍ سليمةٍ وقلبٍ ينبض بالمحبَّة والرّحمة، وبعقلٍ يعي معرفة الله وحقيقته، فلا يكفي أن تقول إنّي أحبّ الله تعالى، ثم تنصرف بعد ذلك إلى محبّة غيره بالسّلوك والفعل، بحيث تحبّ الأشخاص وتقدِّسهم، وتحبّ المال وتعشقه، وتحبّ الجاه والسّلطة إلى درجة الانغماس والاستغراق بهما، فمن يعرف الله حقَّ معرفته، من يعرف صفات الله وعظمته ونعمائه اللامحدودة على النّاس، لا يسكن في قلبه سوى حبّ الله تعالى، فينطلق من خلال هذا الحبّ ليحبّ الحياة والنّاس من حوله.

فليس حبّ الله لذّة ذاتيَّة بقدر ما هو شعور ومسؤوليّة عن الحياة والنّاس والواقع، إذ إنَّ المؤمن يدفعه حبّ الله تعالى إلى الاستزادة من فعل الخيرات والحسنات، فيعطف على زوجته وأولاده، ويصلح بالهم وأوضاعهم، ويحترم أهله وجيرانه، ويساعد المحتاج، ويقف إلى جنب الحقّ، ويتحرّك في كلِّ صغيرة وكبيرة من مواقفه على أساس طاعة الله تعالى ومحبّته.

هو الإنسان الَّذي يعرف الله تعالى حقَّ معرفته، فهو الرّازق والمحيي والمميت، وهو المقيل للعثرات، فمن جميل الأخلاق وأحسنها، أن تبادر بالإحسان إلى ربّك كما أحسن إليك، وأن تحسن إلى الله، يعني أن تصلح علاقتك به، فتطيعه وتلتزم حدوده، وتمشي على هداه.

إنَّ الغبن كلَّ الغبن، والقبح كلّ القبح، هو أن تحبّ غير الله، لأنَّ من أحبّ غير الله خسر خسارةً لا تعوّض؛ خسر أهل التّقوى وأهل المغفرة والرّحمة والرّضوان. وكلّ الرّبح والفوز هو في القرب من الله وحبّه، والإقبال عليه بالتّوبة والعمل الصّالح، وأن نكون مصداقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام: 162]، وبينما نرى أنَّ الناس جميعاً مدعوّون إلى حبّ الله والإقبال عليه، ومدعوّون إلى أن يكونوا من أهل طاعته ومراضيه ورحمته، نرى البعض يكفر بالله ويجحد بنعمائه، ويتمادى في تكبّره واستعلائه على النّاس، وترى آخرين يعتدون على الحقّ وعلى أعراض النّاس وأموالهم وحقوقهم، فلا يحصدون سوى غضب الله وانتقامه في الدّنيا والآخرة.

فلنستفد من فرصة العمر، ونجعل الحياة مساحةً عامرةً بحبِّ الله، والسَّعي إلى أن نكون من أهل طاعته، وأن نحيا في ظلِّ عرشه ورحمته، فننظِّف مشاعرنا وقلوبنا وعقولنا من جميع الأدران والأمراض، لأنَّ القلوب والعقول المريضة لا تسكنها محبَّة الله أبداً.

فلنعمل بكلِّ جهدٍ ونشاطٍ على أن نربّي أولادنا وأجيالنا على تقوى الله ومحبّته، والإخلاص له في القرب والحبِّ والطاعة، كي يفوزوا برضوانه، ويعيشوا الحبَّ لله قيمةً ومضموناً وسلوكاً ورسالةً.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية