يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: 27].
في هذه الآية المباركة، دعوة إلى تحمُّل مسؤوليَّة الأمانة في الحياة، والالتزام بقيم الصِّدق والإخلاص مع الله والرّسول وجميع النّاس.
فالإنسان الملتزم مع الله، هو من يخلص له في عبادته وتوحيده، فلا يشرك معه أحداً من أصنام المال أو الجاه أو السّلطة، والملتزم مع الرَّسول(ص)، هو الّذي ينفتح على روح الشَّريعة وروح المفاهيم الإسلاميّة التي تخاطب القلب لتجعل منه صافياً ومحبّاً، وتخاطب العقل لتجعل منه عقلاً منفتحاً على آفاق الكون، والّذي يتحرّك في خطّ الاستقامة والأفكار الّتي تنضج الشخصيّة وتقوّي الإيمان والإرادة.
إنَّ الحياة التي منحنا الله إيّاها هي مسؤوليَّة كبيرة على عاتقنا، فالتزامنا مع الله يفترض منَّا أن نكون مبدعين ومنتجين وفاعلين ومؤثّرين في واقعنا؛ نفعل الخير، ونسعى في طريق البرّ والتَّكافل والتَّعاون، ونحفظ عهد الله إلينا بأن نكون الخلفاء الحقيقيّين على أرضه، والعباد المستقيمين على خطّه الّذين لا يحيدون عنه، يقول تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[البقرة: 40] {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصِّلت: 30]..
فعندما يعاهدنا الله، فمعنى ذلك أنَّه يقدِّرنا ويحترمنا، ويطلب منّا أن نكون ممّن يُحسن حفظ العهد وحفظ الأمانة، كتعبيرٍ عن حفظ المسؤوليّة تجاه الحياة، وعندما يقول الله تعالى هذا عهدٌ بيني وبينك، فمعنى ذلك أنّه يؤكّد إنسانيّتك وحرّيتك في الاختيار المفترض أن يتحرّك في خطّ الوعي والدّراسة للأمور.
من هنا، علينا أن ندرس ونتأمَّل ما منحنا الله إيّاه من نِعَمٍ لا تُحصى، وأن ندرس مواقع عظمته لنخلص له في كلّ شيء.
وحفظ أمانة إيماننا الواعي، بأن نكون على مستوى هذا الإيمان، بأن نعي حقيقة الرِّسالة، وأهداف التَّعاليم الإسلاميَّة والقيم الرساليَّة، بما يضمن لنا سلامة الموقف والحركة والمصير..
ويشير المرجع السيِّد فضل الله(رض) إلى أهمّيّة الإيمان المبنيّ على الوعي، وما يتَّصل بذلك، بقوله: "كونوا مؤمنين، والإيمان وعيٌ في العقل، وخفقة في القلب، وإقرارٌ باللّسان وحركةٌ في الواقع. أيّها المؤمنون، لا تخونوا الله الَّذي أعطاكم كلَّ شيء وأعطيتموه عهدكم.. فالتزامنا أمام الله بفطرتنا، هو أن نوحِّده وأن نعبده، لأنَّ عمق وجودنا هو النَّافذة التي تنفتح على وجود الله، ولأنَّ وجودنا ظلٌّ لوجوده، فهو الوجود ونحن الظلّ، لا تخونوا الله في توحيده، ولا تخونوا الله في عبادته لتعبدوا غيره في معصيته، ولا تخونوا الله في الاستغراق في غيره لتتعبَّدوا له لا شعوريّاً {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}...".[كتاب النّدوة، ج1، ص:199-200].
ما أجمل أن نعيش الإيمان روحاً ومعنًى وموقفاً وحركةً، نتحرّك على خطّ حفظ عهد الله، وممارسة إنسانيَّتنا بما يليق بها، عندها تزهو الحياة بنا، ونكون من الأمناء على الرِّسالة والأمناء على المسؤوليَّة، إنَّ المسؤوليَّة ليست تنظيراً يعيش في دائرة التَّجريد والهواء الطلق، بل موقفاً عندما يطلبك الحقّ لتنصره، وحركةً في مواجهة الباطل عندما تشتبك الأمور وتتعقَّد.
أيّها الأحبَّة، إنَّ منطق الأمانة يدعونا أن ننفتح على الله بوعي، وأن نحفظ أمانة أنفسنا، فلا نعرِّضها للاهتزاز والانحراف، وأن نحفظ أمانة الرِّسالة، فنتعلَّم من قيمها ومبادئها ما يعيننا على التَّعامل مع أوضاعنا، وأن نحفظ أمانة الله فينا بأن جعلنا مستخلفين في هذه الحياة، فنخلص له تمام الإخلاص والتّوحيد، فالإيمان قوَّة تدفعنا إلى العطاء الإيجابي المؤثِّر، وحافز لنا كي نستزيد من قربنا إلى الله ومن محبَّتنا له، فلنكن من المحبّين المؤتمنين.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: 27].
في هذه الآية المباركة، دعوة إلى تحمُّل مسؤوليَّة الأمانة في الحياة، والالتزام بقيم الصِّدق والإخلاص مع الله والرّسول وجميع النّاس.
فالإنسان الملتزم مع الله، هو من يخلص له في عبادته وتوحيده، فلا يشرك معه أحداً من أصنام المال أو الجاه أو السّلطة، والملتزم مع الرَّسول(ص)، هو الّذي ينفتح على روح الشَّريعة وروح المفاهيم الإسلاميّة التي تخاطب القلب لتجعل منه صافياً ومحبّاً، وتخاطب العقل لتجعل منه عقلاً منفتحاً على آفاق الكون، والّذي يتحرّك في خطّ الاستقامة والأفكار الّتي تنضج الشخصيّة وتقوّي الإيمان والإرادة.
إنَّ الحياة التي منحنا الله إيّاها هي مسؤوليَّة كبيرة على عاتقنا، فالتزامنا مع الله يفترض منَّا أن نكون مبدعين ومنتجين وفاعلين ومؤثّرين في واقعنا؛ نفعل الخير، ونسعى في طريق البرّ والتَّكافل والتَّعاون، ونحفظ عهد الله إلينا بأن نكون الخلفاء الحقيقيّين على أرضه، والعباد المستقيمين على خطّه الّذين لا يحيدون عنه، يقول تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[البقرة: 40] {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصِّلت: 30]..
فعندما يعاهدنا الله، فمعنى ذلك أنَّه يقدِّرنا ويحترمنا، ويطلب منّا أن نكون ممّن يُحسن حفظ العهد وحفظ الأمانة، كتعبيرٍ عن حفظ المسؤوليّة تجاه الحياة، وعندما يقول الله تعالى هذا عهدٌ بيني وبينك، فمعنى ذلك أنّه يؤكّد إنسانيّتك وحرّيتك في الاختيار المفترض أن يتحرّك في خطّ الوعي والدّراسة للأمور.
من هنا، علينا أن ندرس ونتأمَّل ما منحنا الله إيّاه من نِعَمٍ لا تُحصى، وأن ندرس مواقع عظمته لنخلص له في كلّ شيء.
وحفظ أمانة إيماننا الواعي، بأن نكون على مستوى هذا الإيمان، بأن نعي حقيقة الرِّسالة، وأهداف التَّعاليم الإسلاميَّة والقيم الرساليَّة، بما يضمن لنا سلامة الموقف والحركة والمصير..
ويشير المرجع السيِّد فضل الله(رض) إلى أهمّيّة الإيمان المبنيّ على الوعي، وما يتَّصل بذلك، بقوله: "كونوا مؤمنين، والإيمان وعيٌ في العقل، وخفقة في القلب، وإقرارٌ باللّسان وحركةٌ في الواقع. أيّها المؤمنون، لا تخونوا الله الَّذي أعطاكم كلَّ شيء وأعطيتموه عهدكم.. فالتزامنا أمام الله بفطرتنا، هو أن نوحِّده وأن نعبده، لأنَّ عمق وجودنا هو النَّافذة التي تنفتح على وجود الله، ولأنَّ وجودنا ظلٌّ لوجوده، فهو الوجود ونحن الظلّ، لا تخونوا الله في توحيده، ولا تخونوا الله في عبادته لتعبدوا غيره في معصيته، ولا تخونوا الله في الاستغراق في غيره لتتعبَّدوا له لا شعوريّاً {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}...".[كتاب النّدوة، ج1، ص:199-200].
ما أجمل أن نعيش الإيمان روحاً ومعنًى وموقفاً وحركةً، نتحرّك على خطّ حفظ عهد الله، وممارسة إنسانيَّتنا بما يليق بها، عندها تزهو الحياة بنا، ونكون من الأمناء على الرِّسالة والأمناء على المسؤوليَّة، إنَّ المسؤوليَّة ليست تنظيراً يعيش في دائرة التَّجريد والهواء الطلق، بل موقفاً عندما يطلبك الحقّ لتنصره، وحركةً في مواجهة الباطل عندما تشتبك الأمور وتتعقَّد.
أيّها الأحبَّة، إنَّ منطق الأمانة يدعونا أن ننفتح على الله بوعي، وأن نحفظ أمانة أنفسنا، فلا نعرِّضها للاهتزاز والانحراف، وأن نحفظ أمانة الرِّسالة، فنتعلَّم من قيمها ومبادئها ما يعيننا على التَّعامل مع أوضاعنا، وأن نحفظ أمانة الله فينا بأن جعلنا مستخلفين في هذه الحياة، فنخلص له تمام الإخلاص والتّوحيد، فالإيمان قوَّة تدفعنا إلى العطاء الإيجابي المؤثِّر، وحافز لنا كي نستزيد من قربنا إلى الله ومن محبَّتنا له، فلنكن من المحبّين المؤتمنين.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.