لا يكفي أن تكون المجتمعات صاخبةً بالإنجازات الماديَّة والتقنيَّة، حتّى تكون متحضّرة ومتمدّنة، فمن شروط الحضارة، أن لا تعيش ذهنيَّة العقل المريض المتأثّر بحقبٍ تاريخيَّة، من أوصافها الرّجعيَّة والاستعمار والتخلّف والنّظرة الدّونيّة إلى النّاس والمجتمعات الأخرى.
نطلّ من هنا على ما قد نراه عقليَّةً رجعيَّةً للغرب، والّتي هي من مخلّفات العصور الوسطى، فالغرب الَّذي يحاول عند أيِّ موقفٍ أو حدثٍ استحضار ما يسمَّى اليوم بـ"الإسلاموفوبيا"، أوجد لنفسه عدوّاً داخليّاً وخارجيّاً، وعدوّاً لما يسمّى الحرية والديمقراطيّة، اسمه "الإسلام"، وبات ينظر إلى المسلمين في كثيرٍ من الأحيان على أنَّهم أعداء لأوروبّا والمجتمعات الغربيَّة، فيما هم ساهموا تاريخيّاً في بناء هذه المجتمعات وحركة نهضتها وعمرانها.
كثير من السّياسيّين والمثقَّفين أو حتى وسائل الإعلام، يستغلّون الأحداث لإشاعة مفهوم الإسلاموفوبيا وتركيزه في أذهان العامَّة. وليس هذا ما نقوله نحن، بل إنَّ العديد من الباحثين والأكاديميّين ممتعضون مما يحصل، فهذه الباحثة الدّكتورة "جولسين سيزاري"، مديرة برنامج الإسلام في جامعة "هارفرد" الأميركيَّة، ترى أنَّه لا وجود لدلائل علميَّة تجريبيَّة تدعم مشاعر خوف الغرب من الإسلام، وأنَّ نزعة الغرب لربط الإسلام بسلوكٍ غير مدنيّ، ورؤيته للمسلمين كعدوٍّ داخليّ وخارجيّ للدّيمقراطيّات الغربيّة اللّيبراليَّة، هي نزعة غير واقعيَّة، بل إنها متأثّرة بالتَّاريخ.
وتتابع قائلةً: "سوف يحتاج الأمر إلى تحالفٍ بين الفاعلين الدينيّين من المذاهب والدّيانات كافّة، ومن الّذين يستطيعون لعب دورٍ حاسمٍ في الترويج لنقاط التّماثل بين الإسلام وغيره من الدّيانات التوحيديّة.. وهذه مهمّة سياسيّة نبيلة للعقود المقبلة".
وإذا ما كنّا نتحدَّث عن شيءٍ اسمه حوار الحضارات والثّقافات، فلماذا ينمّي البعض روح الإسلاموفوبيا في المجتمعات، أليس هذا مناقضاً لكثير من هذه الادّعاءات؟!
إنَّ الحاجة ماسّة اليوم إلى التخلّي أوّلاً عن ذهنيَّة الاستعلاء والنّظرة الدونيَّة إلى الآخرين، وتحرير العقليَّة من مخلّفات العصور الرجعيَّة، ومدّ جسور التّواصل عبر الثّقة وعدم الخوف من الآخر، بل الانفتاح عليه بروح الهادف إلى إيجاد تفاهمٍ وتعاونٍ وأرضيّة مشتركة بين أفراد الشّعوب المختلفة.
إنَّ الإسلاموفوبيا باتت فزّاعةً بيد كثيرين، ممن لا يسيئون إلى الإسلام فقط، بل إلى أنفسهم، وإلى أيّة فرصة للتلاقي، خدمةً لأجنداتٍ هنا وهناك.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

لا يكفي أن تكون المجتمعات صاخبةً بالإنجازات الماديَّة والتقنيَّة، حتّى تكون متحضّرة ومتمدّنة، فمن شروط الحضارة، أن لا تعيش ذهنيَّة العقل المريض المتأثّر بحقبٍ تاريخيَّة، من أوصافها الرّجعيَّة والاستعمار والتخلّف والنّظرة الدّونيّة إلى النّاس والمجتمعات الأخرى.
نطلّ من هنا على ما قد نراه عقليَّةً رجعيَّةً للغرب، والّتي هي من مخلّفات العصور الوسطى، فالغرب الَّذي يحاول عند أيِّ موقفٍ أو حدثٍ استحضار ما يسمَّى اليوم بـ"الإسلاموفوبيا"، أوجد لنفسه عدوّاً داخليّاً وخارجيّاً، وعدوّاً لما يسمّى الحرية والديمقراطيّة، اسمه "الإسلام"، وبات ينظر إلى المسلمين في كثيرٍ من الأحيان على أنَّهم أعداء لأوروبّا والمجتمعات الغربيَّة، فيما هم ساهموا تاريخيّاً في بناء هذه المجتمعات وحركة نهضتها وعمرانها.
كثير من السّياسيّين والمثقَّفين أو حتى وسائل الإعلام، يستغلّون الأحداث لإشاعة مفهوم الإسلاموفوبيا وتركيزه في أذهان العامَّة. وليس هذا ما نقوله نحن، بل إنَّ العديد من الباحثين والأكاديميّين ممتعضون مما يحصل، فهذه الباحثة الدّكتورة "جولسين سيزاري"، مديرة برنامج الإسلام في جامعة "هارفرد" الأميركيَّة، ترى أنَّه لا وجود لدلائل علميَّة تجريبيَّة تدعم مشاعر خوف الغرب من الإسلام، وأنَّ نزعة الغرب لربط الإسلام بسلوكٍ غير مدنيّ، ورؤيته للمسلمين كعدوٍّ داخليّ وخارجيّ للدّيمقراطيّات الغربيّة اللّيبراليَّة، هي نزعة غير واقعيَّة، بل إنها متأثّرة بالتَّاريخ.
وتتابع قائلةً: "سوف يحتاج الأمر إلى تحالفٍ بين الفاعلين الدينيّين من المذاهب والدّيانات كافّة، ومن الّذين يستطيعون لعب دورٍ حاسمٍ في الترويج لنقاط التّماثل بين الإسلام وغيره من الدّيانات التوحيديّة.. وهذه مهمّة سياسيّة نبيلة للعقود المقبلة".
وإذا ما كنّا نتحدَّث عن شيءٍ اسمه حوار الحضارات والثّقافات، فلماذا ينمّي البعض روح الإسلاموفوبيا في المجتمعات، أليس هذا مناقضاً لكثير من هذه الادّعاءات؟!
إنَّ الحاجة ماسّة اليوم إلى التخلّي أوّلاً عن ذهنيَّة الاستعلاء والنّظرة الدونيَّة إلى الآخرين، وتحرير العقليَّة من مخلّفات العصور الرجعيَّة، ومدّ جسور التّواصل عبر الثّقة وعدم الخوف من الآخر، بل الانفتاح عليه بروح الهادف إلى إيجاد تفاهمٍ وتعاونٍ وأرضيّة مشتركة بين أفراد الشّعوب المختلفة.
إنَّ الإسلاموفوبيا باتت فزّاعةً بيد كثيرين، ممن لا يسيئون إلى الإسلام فقط، بل إلى أنفسهم، وإلى أيّة فرصة للتلاقي، خدمةً لأجنداتٍ هنا وهناك.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.