كتابات
13/09/2015

المرجع فضل الله: علينا أن ننتج النّور من عقولنا وقلوبنا

المرجع فضل الله: علينا أن ننتج النّور من عقولنا وقلوبنا

الإنسان المؤمن الرّساليّ هو ذاك الّذي يعيش الأمل في نفسه على الدَّوام، فينطلق في كلِّ ساحات الحياة مجاهداً صابراً، لا تضعفه التحدّيات، ولا تسقطه الضّغوطات، بل يظلّ القويّ الصّلب الحرّ والصّابر، إذ يعطيه إيمانه بربِّه طاقةً متجدّدةً، تجعل منه الإنسان الواعي لدوره وحجم مسؤوليَّاته، فيما هناك فئة من النَّاس تراها تسقط وتستسلم للتحدّيات، فتعيش اليأس في داخلها على الدَّوام، وبالتّالي، تنزوي وتتقوقع، فتحيا إذ ذاك مسلوبة الإرادة والحريّة والطّاقة، ويصبح دورها مغيَّباً، لا بل تصبح عالةً على محيطها.

فاليأس والأمل ليسا مجرَّد حالةٍ نفسيَّةٍ يعيشها الإنسان، بل إنّهما يكشفان عن مدى أصالة الشَّخص وعمق إيمانه، فالمؤمن يكون على الدَّوام واعياً ومدركاً لإيمانه، الّذي يجعله يواجه كلّ ما يعترضه من مشاكل بروح الأمل الّذي يمنح القدرة على التَّغيير والصّبر والتّضحية لبلوغ الغايات النّبيلة المرجوّة، الأمل الّذي يتحرّك العقل على أساسه، فينفتح على بقيّة العقول، ويعطي من عقله فكراً ومعرفةً نافعة، والأمل الّذي ينعش القلوب فيمنحها السّلامة والراحة والطمأنينة والأمان، فتنطلق لتحبّ الآخر، ولتحمل تجاهه كلّ مشاعر المودّة والرّحمة والخير.

وحتى لو أذنب المؤمن، فإنّه ينتبه إلى ذنوبه، ويطلب من ربّه المغفرة والتّوبة النّصوح، ويظلّ مؤمناً ومتأمّلاً لمغفرة الله ورحمته الّتي وسعت كلّ شيء، فهو لا ييأس من رحمة الله ولا يقنت منها، بل يبحث على الدّوام عن مواطن العفو والرّحمة.

أمَّا اليأس، فإنّه يحرم الإنسان من رحمة الله، ويجعله يستغرق في مشاكله الخانقة، إلى درجة أنَّ الشَّيطان ينسيه ذكر الله، ويستحوذ على قلبه وعقله، وفي ذلك خطورة كبيرة على حاضره ووجوده.

ويشير المرجع فضل الله(رض) إلى قصّة الأمل واليأس بقوله: "إنّ قصّة اليأس والأمل ليست مجرّد قصّة تتّصل بالحالة النفسيّة للإنسان من خلال نتائجها الإيجابيّة والسلبيّة، بل تتّصل من خلال كلام الله بالخطّ العقيدي، فأن تكون الإنسان الّذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك، يساوي أن تكون مؤمناً، وأن تكون الإنسان اليائس، يساوي أن تكون كافراً، وليس من الضّروريّ أن يكون الإيمان والكفر بشكلٍ مباشر، فقد يكونان بشكلٍ غير مباشر.

والله تعالى يريد من الإنسان أن لا ييأس من رحمته، وأن لا ييأس من غفرانه،  حتى إنّ اليأس من رحمة الله يعدّ من الكبائر، بل لا بدَّ له من أن يستنطق صفة العفو والرّحمة لدى ربّه، فهو الّذي عفوه أكثر من غضبه، وهو الّذي سبقت رحمته غضبه، وهو الغفور الرَّحيم {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: 156]. لذلك، لا بدَّ للإنسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذَّنب، من أن يفكّر أنَّ الله قد فتح التّوبة بأوسع مما بين السّماء والأرض".

ويتابع سماحته(رض): "ومن يتوكَّل على الله وهو يسعى لحلّ مشكلته، ومن يتوكَّل على الله وهو يعي طبيعة الواقع، ومن يتوكَّل على الله وهو يخطِّط للمستقبل {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}، فإذا أراد الله شيئاً بلغه {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3]، قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً، ولحلولها قدراً محدوداً، وفتح للإنسان أكثر من أفقٍ جديد، في عقله وفي قلبه ومشاعره، فأن نكون المؤمنين، يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا، وأن نبقى نحدِّق في الشَّمس عندما تميل إلى الغروب ويسيطر الظّلام، ونحدِّق في النّجوم وهي تشير إلينا أنَّ الظّلام ليس خالداً، وأنّ هناك إشراقة فجر تنطلق من كلِّ نقاط الضّوء..

فإذا كنت تشعر بالظّلام، ففكّر في نقاط الضّوء التي تجدها منتشرةً في الحياة، حتى تلتقي بالفجر، وفي قلبك أكثر من أمل، وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشّروق.. وأقولها للشّباب عندما ينطلقون في دراساتهم وفي مشاعرهم وفي عواطفهم.. وأقولها للثّائرين وللمجاهدين الّذي يواجهون التحدّيات، ليس هناك ظلام مطلق، علينا أن ننتج النّور من عقولنا، وأن ننتج النّور من قلوبنا، وأن ننتج النّور من جهدنا، لنلتقي بالنّور الّذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه".. [كتاب النّدوة، ج1، ص:229 - 232].

من هنا نعرف ما على الإنسان أن يتمتَّع به من آفاقٍ واسعة، ومن وعيٍ دقيقٍ وعميقٍ بحجم دوره ومسؤوليّاته في الحياة، فلا يستسلم بسرعةٍ لليأس الّذي ينحرف به عن طبيعته، ويجعله مسلوب الرّأي والقرار والإرادة، ويعيش في سلبيَّةٍ مدمّرة، فلم يكن اليأس في وقتٍ من الأوقات حلاً للمشاكل، لا بل يزيدها تعقيداً، عندما يخضع صاحبه للظلاميَّة والسوداويّة في النّظرة، فتصبح حركته إذ ذاك مشلولةً ومعدومة، ويبقى في تراجعٍ وسقوط مستمرّين.

ما علينا سوى أن نتمسَّك بالأمل، وأن نعيشه في أعماقنا، ونجعله البوصلة السليمة التي نتحرّك من خلالها، لأنَّك عندما تكون في رحمة الله وفي جنبه، فما من قوّة تجعلك يائساً، بل تعيش كلّ الأمل والرّضا والسَّعادة في جنب الله.

إنَّ الأمل هو سلاح المؤمن، وبه يستمرّ في مسيرة الحياة، مواجهاً تحدّياتها وصعوباتها. فلنربِّ أجيالنا على التمسّك بالأمل في الحياة، وتحصيل رضا الله في الدّنيا والآخرة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

الإنسان المؤمن الرّساليّ هو ذاك الّذي يعيش الأمل في نفسه على الدَّوام، فينطلق في كلِّ ساحات الحياة مجاهداً صابراً، لا تضعفه التحدّيات، ولا تسقطه الضّغوطات، بل يظلّ القويّ الصّلب الحرّ والصّابر، إذ يعطيه إيمانه بربِّه طاقةً متجدّدةً، تجعل منه الإنسان الواعي لدوره وحجم مسؤوليَّاته، فيما هناك فئة من النَّاس تراها تسقط وتستسلم للتحدّيات، فتعيش اليأس في داخلها على الدَّوام، وبالتّالي، تنزوي وتتقوقع، فتحيا إذ ذاك مسلوبة الإرادة والحريّة والطّاقة، ويصبح دورها مغيَّباً، لا بل تصبح عالةً على محيطها.

فاليأس والأمل ليسا مجرَّد حالةٍ نفسيَّةٍ يعيشها الإنسان، بل إنّهما يكشفان عن مدى أصالة الشَّخص وعمق إيمانه، فالمؤمن يكون على الدَّوام واعياً ومدركاً لإيمانه، الّذي يجعله يواجه كلّ ما يعترضه من مشاكل بروح الأمل الّذي يمنح القدرة على التَّغيير والصّبر والتّضحية لبلوغ الغايات النّبيلة المرجوّة، الأمل الّذي يتحرّك العقل على أساسه، فينفتح على بقيّة العقول، ويعطي من عقله فكراً ومعرفةً نافعة، والأمل الّذي ينعش القلوب فيمنحها السّلامة والراحة والطمأنينة والأمان، فتنطلق لتحبّ الآخر، ولتحمل تجاهه كلّ مشاعر المودّة والرّحمة والخير.

وحتى لو أذنب المؤمن، فإنّه ينتبه إلى ذنوبه، ويطلب من ربّه المغفرة والتّوبة النّصوح، ويظلّ مؤمناً ومتأمّلاً لمغفرة الله ورحمته الّتي وسعت كلّ شيء، فهو لا ييأس من رحمة الله ولا يقنت منها، بل يبحث على الدّوام عن مواطن العفو والرّحمة.

أمَّا اليأس، فإنّه يحرم الإنسان من رحمة الله، ويجعله يستغرق في مشاكله الخانقة، إلى درجة أنَّ الشَّيطان ينسيه ذكر الله، ويستحوذ على قلبه وعقله، وفي ذلك خطورة كبيرة على حاضره ووجوده.

ويشير المرجع فضل الله(رض) إلى قصّة الأمل واليأس بقوله: "إنّ قصّة اليأس والأمل ليست مجرّد قصّة تتّصل بالحالة النفسيّة للإنسان من خلال نتائجها الإيجابيّة والسلبيّة، بل تتّصل من خلال كلام الله بالخطّ العقيدي، فأن تكون الإنسان الّذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك، يساوي أن تكون مؤمناً، وأن تكون الإنسان اليائس، يساوي أن تكون كافراً، وليس من الضّروريّ أن يكون الإيمان والكفر بشكلٍ مباشر، فقد يكونان بشكلٍ غير مباشر.

والله تعالى يريد من الإنسان أن لا ييأس من رحمته، وأن لا ييأس من غفرانه،  حتى إنّ اليأس من رحمة الله يعدّ من الكبائر، بل لا بدَّ له من أن يستنطق صفة العفو والرّحمة لدى ربّه، فهو الّذي عفوه أكثر من غضبه، وهو الّذي سبقت رحمته غضبه، وهو الغفور الرَّحيم {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: 156]. لذلك، لا بدَّ للإنسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذَّنب، من أن يفكّر أنَّ الله قد فتح التّوبة بأوسع مما بين السّماء والأرض".

ويتابع سماحته(رض): "ومن يتوكَّل على الله وهو يسعى لحلّ مشكلته، ومن يتوكَّل على الله وهو يعي طبيعة الواقع، ومن يتوكَّل على الله وهو يخطِّط للمستقبل {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}، فإذا أراد الله شيئاً بلغه {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3]، قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً، ولحلولها قدراً محدوداً، وفتح للإنسان أكثر من أفقٍ جديد، في عقله وفي قلبه ومشاعره، فأن نكون المؤمنين، يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا، وأن نبقى نحدِّق في الشَّمس عندما تميل إلى الغروب ويسيطر الظّلام، ونحدِّق في النّجوم وهي تشير إلينا أنَّ الظّلام ليس خالداً، وأنّ هناك إشراقة فجر تنطلق من كلِّ نقاط الضّوء..

فإذا كنت تشعر بالظّلام، ففكّر في نقاط الضّوء التي تجدها منتشرةً في الحياة، حتى تلتقي بالفجر، وفي قلبك أكثر من أمل، وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشّروق.. وأقولها للشّباب عندما ينطلقون في دراساتهم وفي مشاعرهم وفي عواطفهم.. وأقولها للثّائرين وللمجاهدين الّذي يواجهون التحدّيات، ليس هناك ظلام مطلق، علينا أن ننتج النّور من عقولنا، وأن ننتج النّور من قلوبنا، وأن ننتج النّور من جهدنا، لنلتقي بالنّور الّذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه".. [كتاب النّدوة، ج1، ص:229 - 232].

من هنا نعرف ما على الإنسان أن يتمتَّع به من آفاقٍ واسعة، ومن وعيٍ دقيقٍ وعميقٍ بحجم دوره ومسؤوليّاته في الحياة، فلا يستسلم بسرعةٍ لليأس الّذي ينحرف به عن طبيعته، ويجعله مسلوب الرّأي والقرار والإرادة، ويعيش في سلبيَّةٍ مدمّرة، فلم يكن اليأس في وقتٍ من الأوقات حلاً للمشاكل، لا بل يزيدها تعقيداً، عندما يخضع صاحبه للظلاميَّة والسوداويّة في النّظرة، فتصبح حركته إذ ذاك مشلولةً ومعدومة، ويبقى في تراجعٍ وسقوط مستمرّين.

ما علينا سوى أن نتمسَّك بالأمل، وأن نعيشه في أعماقنا، ونجعله البوصلة السليمة التي نتحرّك من خلالها، لأنَّك عندما تكون في رحمة الله وفي جنبه، فما من قوّة تجعلك يائساً، بل تعيش كلّ الأمل والرّضا والسَّعادة في جنب الله.

إنَّ الأمل هو سلاح المؤمن، وبه يستمرّ في مسيرة الحياة، مواجهاً تحدّياتها وصعوباتها. فلنربِّ أجيالنا على التمسّك بالأمل في الحياة، وتحصيل رضا الله في الدّنيا والآخرة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية