كتابات
06/09/2015

الشخصيّة الإسلاميّة المتوازنة

الشخصيّة الإسلاميّة المتوازنة

إنّ الشخصيّة الإسلاميّة تفرض على الإنسان أن يتحلّى بمجموعة من العناصر والخصائص الّتي تجعل منه إنساناً جديراً بخطاب الله تعالى ورسالته، وجديراً بتحمّل المسؤوليّات الخاصّة والعامّة بالشَّكل الصَّحيح الذي يؤكّد حضوره النّاشط في ميادين الحياة المختلفة، فالله تعالى أراد للإنسان أن يستفيد من كلّ الخصائص التي وهبه إيّاها، وأهمُّ ذلك العقل، الّذي هو نعمة الله الفضلى على البشر، فبهِ يُسأَلون ويُحاسَبون، وبه يميّز الإنسان طريقه، وعبره يبصر دروب النّجاة ودروب السقوط والانحدار.

لذا، فإنّنا مسؤولون عن العقل، بمعنى أن ننفتح به على الحقّ والخير، ونغذّيه بالأفكار السّليمة المستقيمة الّتي ترفع من مستوى فعله، إذ يصبح عقلاً عمليّاً منتجاً، يتعامل مع كلّ المواقف والأحداث بكلّ وعي ومسؤوليّة وفاعليّة تحرِّك مجرى الحياة نحو الأحسن، ولا يبقى مجرّد عقلٍ نظريّ يسرح في التّنظير، ولا ينتج فكراً وحركةً وممارسةً سليمةً ترفع من مستوى الواقع.

ومن العناصر الأخرى، الإرادة؛ أن يكون المرء حرّاً صاحب إرادة راسخة وصلبة في وجه التحدّيات والمغريات، فلا يضعف ولا يسقط ولا يستكين، ولا يخضع لكلِّ ما يفرض عليه من قيودٍ تحدُّ من قدرته وحركته.. أن يكون المرء صاحب إرادة، يعني أن لا يتنازل عن كرامته وحقوقه، وأن يقف في وجه الظّلم والفساد، ولو تطلّب منه ذلك التّضحية، وأن يكون واقعيّاً يفكّر بواقعيّة لا بمثاليّة تصرفه عن رؤية الواقع كما هو.

وحول ما تقدّم، يقول سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض): "بناء الشخصيّة الإسلاميّة بفرض أن يعمل الإنسان من أجل توفير العناصر الذاتيّة التي تحقّق كلّ مهمّاته الإنسانيّة في الحياة، وأولى مهام الإنسان، مسؤوليّته عن نفسه، فيما هو جسد وعقل وإرادة وروح..

والله تعالى أوكل إليه إدارة شؤون نفسه من خلال العقل الّذي يستطيع به أن يفهم الحسَن والقبيح، ومن خلال الإرادة الّتي يستطيع الوقوف بها على الخطّ عبر الوسائل المستقيمة..

فالعقل إذاً يحتاج إلى أن يعيش الحركة دائماً في تفكيره، وفي ملاحقته للتجربة الّتي تواجهه في الحياة فيما يتعلّمه، وفيما يحاور به الآخرين.. وعلى الإنسان بعد ذلك أن يكون صاحب إرادة، وألا تسيطر عليه نقاط الضّعف الموجودة في نفسه، بمعنى أن يقودَ نفسه ولا تقودُه نفسه الخاضعة لنقاط الضّعف، وعليه أن يكون واقعيّاً في الحياة غير خياليّ، ولا مستسلم للأجواء الخياليّة. فليدرس الواقع، ويحاول أن يطوّره ولا يستسلم له، وذلك حسب الإمكانات المتوافرة، فالإنسان العاقل الواقعيّ يتحرّك من خلال هذه العناصر التي ذكرنا، ومن خلال ما أعطاه الله من طاقات، إلى جانب ما يمثّله الصّدق والأمانة والمسؤوليّة من عناصر مهمّة في تكوين شخصيّته...".[كتاب: للإنسان والحياة، ص:390-391].

من هنا، يتّضح لنا أهميّة ما يمثّله العقل في انفتاحه على كلّ التّجارب النّاجحة والمفيدة، ليعطي الحياة من عقله عقلاً، ومن فكره فكراً، وما للإرادة من أهميّة في تحصين النفوس في وجه المغريات والمظاهر الضّاغطة، وأهميّة ما يمكن أن تمثّله النظرة الواقعيّة للحياة كي يعيش المرء هذه الواقعيّة ويعطيها بحسب ما تحتاج، لا أن يكون مثاليّاً وسطحيّاً في نظرته، فالمؤمن عميق النّظر، دقيق الملاحظة، يتحرّك في كلّ الملمّات وفق وعيه وعقله وإرادته.

كم نحتاج اليوم إلى بناء الشخصيّة الإسلاميّة المتوازنة الّتي تسير وفق روح العقل والوعي، ووفق الإرادة القويّة الصّلبة، ووفق الواقعيّة، فإذا وجدت في الإنسان هذه العناصر، وإذا ما خلصت النّوايا وشحنت الإرادات وتحرّك العقل بفاعليَّة، فإنّه يصبح من الممكن أن نوجد حركةً وأجواءً لخلق شخصيّة إسلاميّة، تفعل فعلها المؤثّر في الحاضر والمستقبل.

إنّ الشخصيّة الإسلاميّة تفرض على الإنسان أن يتحلّى بمجموعة من العناصر والخصائص الّتي تجعل منه إنساناً جديراً بخطاب الله تعالى ورسالته، وجديراً بتحمّل المسؤوليّات الخاصّة والعامّة بالشَّكل الصَّحيح الذي يؤكّد حضوره النّاشط في ميادين الحياة المختلفة، فالله تعالى أراد للإنسان أن يستفيد من كلّ الخصائص التي وهبه إيّاها، وأهمُّ ذلك العقل، الّذي هو نعمة الله الفضلى على البشر، فبهِ يُسأَلون ويُحاسَبون، وبه يميّز الإنسان طريقه، وعبره يبصر دروب النّجاة ودروب السقوط والانحدار.

لذا، فإنّنا مسؤولون عن العقل، بمعنى أن ننفتح به على الحقّ والخير، ونغذّيه بالأفكار السّليمة المستقيمة الّتي ترفع من مستوى فعله، إذ يصبح عقلاً عمليّاً منتجاً، يتعامل مع كلّ المواقف والأحداث بكلّ وعي ومسؤوليّة وفاعليّة تحرِّك مجرى الحياة نحو الأحسن، ولا يبقى مجرّد عقلٍ نظريّ يسرح في التّنظير، ولا ينتج فكراً وحركةً وممارسةً سليمةً ترفع من مستوى الواقع.

ومن العناصر الأخرى، الإرادة؛ أن يكون المرء حرّاً صاحب إرادة راسخة وصلبة في وجه التحدّيات والمغريات، فلا يضعف ولا يسقط ولا يستكين، ولا يخضع لكلِّ ما يفرض عليه من قيودٍ تحدُّ من قدرته وحركته.. أن يكون المرء صاحب إرادة، يعني أن لا يتنازل عن كرامته وحقوقه، وأن يقف في وجه الظّلم والفساد، ولو تطلّب منه ذلك التّضحية، وأن يكون واقعيّاً يفكّر بواقعيّة لا بمثاليّة تصرفه عن رؤية الواقع كما هو.

وحول ما تقدّم، يقول سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض): "بناء الشخصيّة الإسلاميّة بفرض أن يعمل الإنسان من أجل توفير العناصر الذاتيّة التي تحقّق كلّ مهمّاته الإنسانيّة في الحياة، وأولى مهام الإنسان، مسؤوليّته عن نفسه، فيما هو جسد وعقل وإرادة وروح..

والله تعالى أوكل إليه إدارة شؤون نفسه من خلال العقل الّذي يستطيع به أن يفهم الحسَن والقبيح، ومن خلال الإرادة الّتي يستطيع الوقوف بها على الخطّ عبر الوسائل المستقيمة..

فالعقل إذاً يحتاج إلى أن يعيش الحركة دائماً في تفكيره، وفي ملاحقته للتجربة الّتي تواجهه في الحياة فيما يتعلّمه، وفيما يحاور به الآخرين.. وعلى الإنسان بعد ذلك أن يكون صاحب إرادة، وألا تسيطر عليه نقاط الضّعف الموجودة في نفسه، بمعنى أن يقودَ نفسه ولا تقودُه نفسه الخاضعة لنقاط الضّعف، وعليه أن يكون واقعيّاً في الحياة غير خياليّ، ولا مستسلم للأجواء الخياليّة. فليدرس الواقع، ويحاول أن يطوّره ولا يستسلم له، وذلك حسب الإمكانات المتوافرة، فالإنسان العاقل الواقعيّ يتحرّك من خلال هذه العناصر التي ذكرنا، ومن خلال ما أعطاه الله من طاقات، إلى جانب ما يمثّله الصّدق والأمانة والمسؤوليّة من عناصر مهمّة في تكوين شخصيّته...".[كتاب: للإنسان والحياة، ص:390-391].

من هنا، يتّضح لنا أهميّة ما يمثّله العقل في انفتاحه على كلّ التّجارب النّاجحة والمفيدة، ليعطي الحياة من عقله عقلاً، ومن فكره فكراً، وما للإرادة من أهميّة في تحصين النفوس في وجه المغريات والمظاهر الضّاغطة، وأهميّة ما يمكن أن تمثّله النظرة الواقعيّة للحياة كي يعيش المرء هذه الواقعيّة ويعطيها بحسب ما تحتاج، لا أن يكون مثاليّاً وسطحيّاً في نظرته، فالمؤمن عميق النّظر، دقيق الملاحظة، يتحرّك في كلّ الملمّات وفق وعيه وعقله وإرادته.

كم نحتاج اليوم إلى بناء الشخصيّة الإسلاميّة المتوازنة الّتي تسير وفق روح العقل والوعي، ووفق الإرادة القويّة الصّلبة، ووفق الواقعيّة، فإذا وجدت في الإنسان هذه العناصر، وإذا ما خلصت النّوايا وشحنت الإرادات وتحرّك العقل بفاعليَّة، فإنّه يصبح من الممكن أن نوجد حركةً وأجواءً لخلق شخصيّة إسلاميّة، تفعل فعلها المؤثّر في الحاضر والمستقبل.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية