حضانةُ الأولادِ بعدَ الطَّلاق

حضانةُ الأولادِ بعدَ الطَّلاق

[لماذا أعطى الإسلام الأب حقَّ حضانة الأولاد بعد الطَّلاق، علماً أنَّ الولد في مراحل عمره الأولى بحاجةٍ إلى أمِّه أكثر من أبيه؟].

تترتَّب على الطَّلاق الكثير من الالتزامات المادية والمعنوية تجاه الأولاد، وهي التزامات تعجز المرأة عن القيام بها. من هنا، فإنَّ الإسلام أعطى الأب حقَّ الحضانة، ذلك أنَّ وجود الولد معها قد يعطّل إمكانيَّة زواجها، أو يضرّ بالولد نفسه عندما يرفضه زوجها الجديد، وربّما كان الهدف من ذلك التَّشريع، إعطاء الولد فرصة أن ينمو نموّاً طبيعياً لا يتحقَّق إلَّا بوجود الأب الذي يمنحه الإحساس بالقوَّة أو الصَّلابة، وهو أمر قد لا تمنحه الأمّ له، ولا سيّما مع الفيضان العاطفي الذي تعيشه تجاه ولدها، وخصوصاً عندما ينفصل عن أبيه. إنَّ الأولاد الذين يتربّون في أحضان الأمَّهات المنفصلات عن أزواجهنَّ، قد يفتقرون إلى الإحساس بالتماسك والقوّة، فيغدون شخصيَّات ضعيفة أو مائعةـ ولكنّ هذا لا يمثّل ظاهرة عامّة بالتأكيد.

وعلى ضوء هذا، عندما يحصل الطلاق، وينفصل الأب عن الأُمّ، قد يكون الحكم الشَّرعي بالعقل البارد أنَّ الحضانة للأب، بعد السنين التي لا يستغني فيها الولد عن أُمِّه في الجانب الحياتي المباشر. هنا، في هذه الحالة، قد تكون هناك بعض الحيثيّات التشريعيَّة التي تجعل الولد في رعاية أبيه من ناحية المسؤوليَّات.

علماً أنّ إعطاء الأب حقّ الحضانة، يوجب عليه أن يوفّر كلّ الظروف الملائمة التي تجعل نموَّ الولد نموّاً طبيعياً، إمَّا من خلال جهده الذاتي، ولو اقتضى الأمر تقمّص شخصيَّة الأب والأُمّ معاً، أو بالاستعانة بزوجته الجديدة إذا ما تفاهم معها على تقمّص شخصيّة الأمّ بالنّسبة إلى ولده. وفي هذه الحال، لا يجوز له أن يحرم ولده من أُمِّه، وهذا هو قول الله تعالى: {لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا}[البقرة: 233]. فعلى الأب أنْ يترك الولد ليعيش بين أحضان والدته بين فترة وأخرى، أمَّا المدّة التي يقضيها الولد عند أُمّه، فلا بدّ أن تخضع لمدى حاجته إلى والدته من جهة، ومدى حاجة الأُمّ إلى ذلك، بنحو لا يضرّ بالولد ولا بالوالدة، وهو أمر لا يمكن وضع حدود قاطعة وثابتة له، بل يفترض أن يخضع لدراسة الحالة بشكلٍ منفرد لتحديد ذلك.

الحضانة مسؤوليَّة الحاضن، سواء أكان الأمّ والأب معاً في الحالة الطبيعية، أم كان أحدهما في حالة الطَّلاق، أو في حالة وفاة الأب أو الأمّ، وهي مسؤوليَّة تستدعي أنْ يُعطَى الولد كلّ الرعاية التي تبعده عن الضَّرر وتجلب له النفع، والتي تجعله ينمو في مناخ طبيعي يؤمّن كلّ ما يحتاجه لنموِّ شخصيّته بشكلٍ طبيعيّ.

* من كتاب "دنيا الطّفل".

[لماذا أعطى الإسلام الأب حقَّ حضانة الأولاد بعد الطَّلاق، علماً أنَّ الولد في مراحل عمره الأولى بحاجةٍ إلى أمِّه أكثر من أبيه؟].

تترتَّب على الطَّلاق الكثير من الالتزامات المادية والمعنوية تجاه الأولاد، وهي التزامات تعجز المرأة عن القيام بها. من هنا، فإنَّ الإسلام أعطى الأب حقَّ الحضانة، ذلك أنَّ وجود الولد معها قد يعطّل إمكانيَّة زواجها، أو يضرّ بالولد نفسه عندما يرفضه زوجها الجديد، وربّما كان الهدف من ذلك التَّشريع، إعطاء الولد فرصة أن ينمو نموّاً طبيعياً لا يتحقَّق إلَّا بوجود الأب الذي يمنحه الإحساس بالقوَّة أو الصَّلابة، وهو أمر قد لا تمنحه الأمّ له، ولا سيّما مع الفيضان العاطفي الذي تعيشه تجاه ولدها، وخصوصاً عندما ينفصل عن أبيه. إنَّ الأولاد الذين يتربّون في أحضان الأمَّهات المنفصلات عن أزواجهنَّ، قد يفتقرون إلى الإحساس بالتماسك والقوّة، فيغدون شخصيَّات ضعيفة أو مائعةـ ولكنّ هذا لا يمثّل ظاهرة عامّة بالتأكيد.

وعلى ضوء هذا، عندما يحصل الطلاق، وينفصل الأب عن الأُمّ، قد يكون الحكم الشَّرعي بالعقل البارد أنَّ الحضانة للأب، بعد السنين التي لا يستغني فيها الولد عن أُمِّه في الجانب الحياتي المباشر. هنا، في هذه الحالة، قد تكون هناك بعض الحيثيّات التشريعيَّة التي تجعل الولد في رعاية أبيه من ناحية المسؤوليَّات.

علماً أنّ إعطاء الأب حقّ الحضانة، يوجب عليه أن يوفّر كلّ الظروف الملائمة التي تجعل نموَّ الولد نموّاً طبيعياً، إمَّا من خلال جهده الذاتي، ولو اقتضى الأمر تقمّص شخصيَّة الأب والأُمّ معاً، أو بالاستعانة بزوجته الجديدة إذا ما تفاهم معها على تقمّص شخصيّة الأمّ بالنّسبة إلى ولده. وفي هذه الحال، لا يجوز له أن يحرم ولده من أُمِّه، وهذا هو قول الله تعالى: {لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا}[البقرة: 233]. فعلى الأب أنْ يترك الولد ليعيش بين أحضان والدته بين فترة وأخرى، أمَّا المدّة التي يقضيها الولد عند أُمّه، فلا بدّ أن تخضع لمدى حاجته إلى والدته من جهة، ومدى حاجة الأُمّ إلى ذلك، بنحو لا يضرّ بالولد ولا بالوالدة، وهو أمر لا يمكن وضع حدود قاطعة وثابتة له، بل يفترض أن يخضع لدراسة الحالة بشكلٍ منفرد لتحديد ذلك.

الحضانة مسؤوليَّة الحاضن، سواء أكان الأمّ والأب معاً في الحالة الطبيعية، أم كان أحدهما في حالة الطَّلاق، أو في حالة وفاة الأب أو الأمّ، وهي مسؤوليَّة تستدعي أنْ يُعطَى الولد كلّ الرعاية التي تبعده عن الضَّرر وتجلب له النفع، والتي تجعله ينمو في مناخ طبيعي يؤمّن كلّ ما يحتاجه لنموِّ شخصيّته بشكلٍ طبيعيّ.

* من كتاب "دنيا الطّفل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية