وظيفة الإعلام تجاه الطّفولة

وظيفة الإعلام تجاه الطّفولة

في ظلِّ التطوّر التقني والإعلامي الحاصل على الصعيد العالمي، هناك بعض المجتمعات التي تحاول استثمار هذا التقدّم من أجل خدمة الطفولة والمراهقين، والعمل على النماء الذهني والإبداعي لديهم، بما يشكّل لهم شخصيتهم على أسس قوية وقادرة على المواجهة لكلّ من يريد تسلعيها وإبقاءها في دائرة الاستهلاك الرّخيص.

كان لافتاً في هذا السياق، ما ورد في تقرير صحفي عن إنشاء «مجلس الإذاعة والاتصالات الكندي» مؤسّسة «راديو الطفل»، كناطقة بلسان الأطفال والمراهقين ممن تترواح أعمارهم ما بين 10 و17 سنة.

على أن يعهد إليهم أمر الإشراف عليها إشرافاً كاملاً، في كلّ ما يتعلّق بالنواحي التثقيفية والفنية والتقنية وتقديم البرامج.

ويتمّ ذلك عبر خطة تربوية إعلامية قوامها أساتذة وتقنيّون يتولّون تأهيل التلامذة في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وتدريبهم وإعدادهم من خلال إذاعات خاصّة تُنشأ لهذا الغرض.

"راديو الطفل" كمؤسّسة إعلاميّة متخصّصة، تهدف إلى إسماع الجمهور صوتاً جديداً ووجهات نظر جديدة لا علـم له فيها من قبل، علاوةً على أنها تؤسس لجيل إعلامي ناشئ.

ويلفت خبراء إعلاميون إلى أن وسائل الإعلام لا تتذكّر الأطفال إلا في المناسبات والأعياد، وتستخدمهم كواجهة لثقافة الاستهلاك والإعلانات التجارية.

نطلّ من هذا الخبر لنتساءل عن وضعية الطفولة العربية والإسلامية اليوم، وأين حجمها في التغطية الإعلامية السليمة؟

هناك بالفعل، إذا ما طالعنا إعلامنا، تقصير فاضح على مستوى البرامج الإعلاميّة المختصّة بالطفولة، التي تهتمّ بالتَّأثير الإيجابي في تكوين شخصيَّتهم، عبر برامج تثقيفيّة وتعليميّة وترفيهيّة متكافئة وهادفة، ترتكز إلى ذهنيّة تسعى لجعل الطّفل بمنأى عن كلِّ ما يجري عرضه من برامج هابطة ورخيصة تبتغي استغلال الطفولة من أجل الاستهلاك فقط.

بما أنَّ الطفولة اليوم في مجتمعاتنا تعاني ويلات الصّراعات والأزمات الاجتماعيّة والأخلاقيّة، وتعيش وضعاً نفسيّاً ضاغطاً، فإنّ الحاجة ملحّة إلى خطاب هذه الفئة العمريّة، ووضع برامج مناسبة لها ومتوافقة مع هويّتها وتراثها الأصيل، واستثمار كلّ الإمكانات الإعلامية، من راديو ومسرح وتلفزيون وسينما، من أجل توعيتها وتعريفها بحقوقها وتاريخها وثقافتها، وإبعادها من الاستغلال ومنطق الاستهلاك لدى البعض.

إن أجيالنا بخطر محدق، تتقاذفها الضغوطات والمغريات من هنا وهناك، وهناك الكثير من الانتهازيين الّذين يجدون في الطفولة والمراهقين فرصةً لهم كي يمارسوا أنانيّاتهم وأطماعهم، وهذا لا بدَّ من أن يأخذه المعنيّون على المستوى الإعلامي والاجتماعي والثقافي العام على محمل الجدّ، وأن يتمّ التنسيق بين المؤسّسات الإعلامية الفاعلة كي تقوم بدروها في خلق طفولة تتحسّس إبداعاتها، وتنمّي طاقاتها، وتحفظ حقوقها وشخصيَّتها، بعيداً من التأثّر بالأجواء الخليعة والأجواء الماديّة التي تركِّز على المظهر والشَّكل، وتعمل على تفريغ الجيل من المضمون والقيمة الّتي يحتاجها كي يواجه تحدّيات الحياة لاحقاً.

لا بدَّ لنا من أخذ العبرة، والنّظر جدّياً بما يجري حولنا، وما وصلت إليه أجيالنا وأطفالنا التي نريدها واعيةً مبدعةً منفتحةً واثقةً بنفسها، على علم بحقوقها وواجباتها.

ونحن نرى كثيراً من البرامج التي تستورد بثقافتها الخاصّة من غير مجتمعاتنا، بحكم عالم التّواصل المنفتح اليوم، وهو ما يترك بصماته على شخصية الأطفال، ويؤثّر في تفاعلهم المطلوب مع ثقافتهم وعاداتهم وتاريخهم وهويتهم، ويجعلهم أكثر عرضة للابتعاد شيئاً فشيئاً عن فعلها وتأثيرها.

وعلى البرامج الإعلاميّة في زحمة ما يعرض ويسوّق له، أن تتوجَّه إلى الأطفال، وأن تفسح لهم المجال في المشاركة ببرامج يبرزون بها طاقاتهم، ويجعلهم يعون أكثر وينضجون أكثر بشكل صحّي ومستقيم.

إنّ الطفل والمراهق بحاجة إلى من يخاطبه ويأخذ بيده، ويعمل على نماء شخصيّته بشكل طبيعيّ. فماذا فعلت وتفعل مؤسّساتنا الإعلامية والثقافية الرسمية وغيرها على صعيد الطّفولة وجيل المراهقين في ظلّ ما يجري؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

في ظلِّ التطوّر التقني والإعلامي الحاصل على الصعيد العالمي، هناك بعض المجتمعات التي تحاول استثمار هذا التقدّم من أجل خدمة الطفولة والمراهقين، والعمل على النماء الذهني والإبداعي لديهم، بما يشكّل لهم شخصيتهم على أسس قوية وقادرة على المواجهة لكلّ من يريد تسلعيها وإبقاءها في دائرة الاستهلاك الرّخيص.

كان لافتاً في هذا السياق، ما ورد في تقرير صحفي عن إنشاء «مجلس الإذاعة والاتصالات الكندي» مؤسّسة «راديو الطفل»، كناطقة بلسان الأطفال والمراهقين ممن تترواح أعمارهم ما بين 10 و17 سنة.

على أن يعهد إليهم أمر الإشراف عليها إشرافاً كاملاً، في كلّ ما يتعلّق بالنواحي التثقيفية والفنية والتقنية وتقديم البرامج.

ويتمّ ذلك عبر خطة تربوية إعلامية قوامها أساتذة وتقنيّون يتولّون تأهيل التلامذة في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وتدريبهم وإعدادهم من خلال إذاعات خاصّة تُنشأ لهذا الغرض.

"راديو الطفل" كمؤسّسة إعلاميّة متخصّصة، تهدف إلى إسماع الجمهور صوتاً جديداً ووجهات نظر جديدة لا علـم له فيها من قبل، علاوةً على أنها تؤسس لجيل إعلامي ناشئ.

ويلفت خبراء إعلاميون إلى أن وسائل الإعلام لا تتذكّر الأطفال إلا في المناسبات والأعياد، وتستخدمهم كواجهة لثقافة الاستهلاك والإعلانات التجارية.

نطلّ من هذا الخبر لنتساءل عن وضعية الطفولة العربية والإسلامية اليوم، وأين حجمها في التغطية الإعلامية السليمة؟

هناك بالفعل، إذا ما طالعنا إعلامنا، تقصير فاضح على مستوى البرامج الإعلاميّة المختصّة بالطفولة، التي تهتمّ بالتَّأثير الإيجابي في تكوين شخصيَّتهم، عبر برامج تثقيفيّة وتعليميّة وترفيهيّة متكافئة وهادفة، ترتكز إلى ذهنيّة تسعى لجعل الطّفل بمنأى عن كلِّ ما يجري عرضه من برامج هابطة ورخيصة تبتغي استغلال الطفولة من أجل الاستهلاك فقط.

بما أنَّ الطفولة اليوم في مجتمعاتنا تعاني ويلات الصّراعات والأزمات الاجتماعيّة والأخلاقيّة، وتعيش وضعاً نفسيّاً ضاغطاً، فإنّ الحاجة ملحّة إلى خطاب هذه الفئة العمريّة، ووضع برامج مناسبة لها ومتوافقة مع هويّتها وتراثها الأصيل، واستثمار كلّ الإمكانات الإعلامية، من راديو ومسرح وتلفزيون وسينما، من أجل توعيتها وتعريفها بحقوقها وتاريخها وثقافتها، وإبعادها من الاستغلال ومنطق الاستهلاك لدى البعض.

إن أجيالنا بخطر محدق، تتقاذفها الضغوطات والمغريات من هنا وهناك، وهناك الكثير من الانتهازيين الّذين يجدون في الطفولة والمراهقين فرصةً لهم كي يمارسوا أنانيّاتهم وأطماعهم، وهذا لا بدَّ من أن يأخذه المعنيّون على المستوى الإعلامي والاجتماعي والثقافي العام على محمل الجدّ، وأن يتمّ التنسيق بين المؤسّسات الإعلامية الفاعلة كي تقوم بدروها في خلق طفولة تتحسّس إبداعاتها، وتنمّي طاقاتها، وتحفظ حقوقها وشخصيَّتها، بعيداً من التأثّر بالأجواء الخليعة والأجواء الماديّة التي تركِّز على المظهر والشَّكل، وتعمل على تفريغ الجيل من المضمون والقيمة الّتي يحتاجها كي يواجه تحدّيات الحياة لاحقاً.

لا بدَّ لنا من أخذ العبرة، والنّظر جدّياً بما يجري حولنا، وما وصلت إليه أجيالنا وأطفالنا التي نريدها واعيةً مبدعةً منفتحةً واثقةً بنفسها، على علم بحقوقها وواجباتها.

ونحن نرى كثيراً من البرامج التي تستورد بثقافتها الخاصّة من غير مجتمعاتنا، بحكم عالم التّواصل المنفتح اليوم، وهو ما يترك بصماته على شخصية الأطفال، ويؤثّر في تفاعلهم المطلوب مع ثقافتهم وعاداتهم وتاريخهم وهويتهم، ويجعلهم أكثر عرضة للابتعاد شيئاً فشيئاً عن فعلها وتأثيرها.

وعلى البرامج الإعلاميّة في زحمة ما يعرض ويسوّق له، أن تتوجَّه إلى الأطفال، وأن تفسح لهم المجال في المشاركة ببرامج يبرزون بها طاقاتهم، ويجعلهم يعون أكثر وينضجون أكثر بشكل صحّي ومستقيم.

إنّ الطفل والمراهق بحاجة إلى من يخاطبه ويأخذ بيده، ويعمل على نماء شخصيّته بشكل طبيعيّ. فماذا فعلت وتفعل مؤسّساتنا الإعلامية والثقافية الرسمية وغيرها على صعيد الطّفولة وجيل المراهقين في ظلّ ما يجري؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية