هل سأل الأب أو الأمّ يوماً نفسيهما عن مقدار استثمارهما لثقافتهما وعلمهما في عمليّة تربية الأولاد وتحصين الأسرة وتعزيزها؟
سؤال يطرح نفسه اليوم مع وجود أمّهات متعلِّمات ومثقَّفات، وكذلك آباء مثقّفين ومتعلّمين، على عكس ما كان قديماً من غياب العلم والثّقافة نسبياً عن مجتمعاتنا، بفعل ظروف وتحدّيات كانت موجودة اجتماعياً واقتصادياً وغير ذلك.
العلم والثقافة في الأصل ينسحبان على شخصيّة الأب والأم مزيداً من الانفتاح والوعي لأساليب تربية الولد ومعالجة مشاكله، والتعرّف أكثر إلى شخصيّته وظروفه، بغية التفاعل معه بشكل صحيح يغرس فيه مزيداً من النضج والإدارك وتحسّس المسؤوليّة.
البعض من الآباء والأمّهات لا يستفيدون من ثقافتهم، ولا يوظّفونها في تربية أبنائهم، فتراهم متهرّبين من مسؤوليّاتهم، ولا يتواصلون مع أولادهم، ولا يتفاعلون معهم، فإمّا يتشدَّدون معهم ويخنقونهم بفعل رقابتهم المتطرّفة، وفرضهم للطاعة العمياء لهم، وإمّا يسمحون لأولادهم بالانفلات ولا يراقبون تصرّفاتهم، ولا يتحسّسون مشاكلهم أو يهتمون لأمرهم، وفي كلتا الحالتين، يعيش الأولاد مأزقاً شخصيّاً ينعكس مزيداً من التشتّت والضّياع، جرّاء غياب دور الأهل المطلوب.
في المقابل، هناك أهل يسخّرون طاقاتهم العلمية والثقافية في خدمة التربية السليمة، فتراهم يستمعون إلى أولادهم، ويتركون لهم متنفّساً، ويراقبونهم بشكل متوازن، ويستعملون الأسلوب الحكيم الذي ينمّي شخصية الولد، ويزرع فيها كلّ الثقة بالذّات، وكلّ ما يعينه على تشكيل شخصيّته واحترام مشاعره ورأيه، وتعويده على حبّ إبداء الرأي واحترام الآخرين، والتخلق بالأخلاق العالية، وتحذيره من الكذب ومن سوء الخلق والنفاق والغشّ وغير ذلك.
إنّ العلم والثقافة ليسا شيئين منعزلين عن نمط سلوكنا وتربيتنا، بل يؤثران إيجاباً في رفع منسوب وعينا الاجتماعي والأسري، بما يقوّي الروابط الأسريّة والاجتماعيّة.
أمام الضغوطات التي تتعرَّض لها الأسرة، وما يتعرَّض له الأولاد، فإنّ علينا الإفادة من ثقافتنا وعلمنا في خلق جوٍّ متماسك للأسرة، والأهمّ، معرفة الأساليب التي نعمل من خلالها على تربية أجيالنا، بغية ربطها بقيمها ومفاهيمها الإسلامية والرسالية والإنسانية، وحمايتها من الفراغ والتهميش، أو من التعاملات الخاطئة من قبل بعض الأهل، التي تترك بصمات سلبية على نفسياتهم.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
هل سأل الأب أو الأمّ يوماً نفسيهما عن مقدار استثمارهما لثقافتهما وعلمهما في عمليّة تربية الأولاد وتحصين الأسرة وتعزيزها؟
سؤال يطرح نفسه اليوم مع وجود أمّهات متعلِّمات ومثقَّفات، وكذلك آباء مثقّفين ومتعلّمين، على عكس ما كان قديماً من غياب العلم والثّقافة نسبياً عن مجتمعاتنا، بفعل ظروف وتحدّيات كانت موجودة اجتماعياً واقتصادياً وغير ذلك.
العلم والثقافة في الأصل ينسحبان على شخصيّة الأب والأم مزيداً من الانفتاح والوعي لأساليب تربية الولد ومعالجة مشاكله، والتعرّف أكثر إلى شخصيّته وظروفه، بغية التفاعل معه بشكل صحيح يغرس فيه مزيداً من النضج والإدارك وتحسّس المسؤوليّة.
البعض من الآباء والأمّهات لا يستفيدون من ثقافتهم، ولا يوظّفونها في تربية أبنائهم، فتراهم متهرّبين من مسؤوليّاتهم، ولا يتواصلون مع أولادهم، ولا يتفاعلون معهم، فإمّا يتشدَّدون معهم ويخنقونهم بفعل رقابتهم المتطرّفة، وفرضهم للطاعة العمياء لهم، وإمّا يسمحون لأولادهم بالانفلات ولا يراقبون تصرّفاتهم، ولا يتحسّسون مشاكلهم أو يهتمون لأمرهم، وفي كلتا الحالتين، يعيش الأولاد مأزقاً شخصيّاً ينعكس مزيداً من التشتّت والضّياع، جرّاء غياب دور الأهل المطلوب.
في المقابل، هناك أهل يسخّرون طاقاتهم العلمية والثقافية في خدمة التربية السليمة، فتراهم يستمعون إلى أولادهم، ويتركون لهم متنفّساً، ويراقبونهم بشكل متوازن، ويستعملون الأسلوب الحكيم الذي ينمّي شخصية الولد، ويزرع فيها كلّ الثقة بالذّات، وكلّ ما يعينه على تشكيل شخصيّته واحترام مشاعره ورأيه، وتعويده على حبّ إبداء الرأي واحترام الآخرين، والتخلق بالأخلاق العالية، وتحذيره من الكذب ومن سوء الخلق والنفاق والغشّ وغير ذلك.
إنّ العلم والثقافة ليسا شيئين منعزلين عن نمط سلوكنا وتربيتنا، بل يؤثران إيجاباً في رفع منسوب وعينا الاجتماعي والأسري، بما يقوّي الروابط الأسريّة والاجتماعيّة.
أمام الضغوطات التي تتعرَّض لها الأسرة، وما يتعرَّض له الأولاد، فإنّ علينا الإفادة من ثقافتنا وعلمنا في خلق جوٍّ متماسك للأسرة، والأهمّ، معرفة الأساليب التي نعمل من خلالها على تربية أجيالنا، بغية ربطها بقيمها ومفاهيمها الإسلامية والرسالية والإنسانية، وحمايتها من الفراغ والتهميش، أو من التعاملات الخاطئة من قبل بعض الأهل، التي تترك بصمات سلبية على نفسياتهم.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.