الجيل الصامت، أو جيل "زد"، كناية عن شباب وشابات وأطفال ترعرعوا وولدوا وهم على تواصل وتفاعل كبيرين بالإنترنت والهواتف المحمولة، لا يتكلمون كثيراً مع محيطهم، مع أهلهم ورفاقهم، يقضون أغلب وقتهم والسمّاعات في آذانهم، أو هم مسمَّرون أمام شاشات لوحاتهم الإلكترونية المختلفة الأحجام، لا يهتمّون بما يجري حولهم، فهم ينغمسون في عالمهم الافتراضيّ وما فيه من صخب، ويستغرقون إلى درجة نسيان مسؤوليّاتهم وواجباتهم تجاه محيطهم وأنفسهم، حتى باتوا جيلاً صامتاً بعيداً من التفاعل الإيجابي مع المحيط، وبلا روح تُشعر بحضورها وأنسها.
تجدهم في كلّ مكان؛ في المنازل والشّوارع وسيارات نقل الطلّاب ووسائل النقل العامّة والخاصة وأوقات الفراغ في المدارس والجامعات، مطأطئي الرّؤوس، محنيي الظّهور، محدقي العيون، لكنها تحديقة من لا يلتفت كثيراً إلى ما يجري حوله، محلّقي الأفكار فيما يسمعون ويشاهدون، وكأنهم في عوالم وكواكب أخرى، فحتى الفرصة للطلاب والطالبات أضحت عوالم منفصلة؛ كلّ طالب أو طالبة يعيش الصّمت مع آلته، ورفيقه على مسافة أقلّ من متر منه.
دراسة صدرت قبل أيّام عن مؤسسة «أوفكوم» (هيئة بريطانيّة تنظيمية للاتصالات)، أشارت إلى أنّ 16 في المئة فقط من الشابات والشباب في بريطانيا بين سنّ 16 و24 عاماً، يعتبرون إجراء الاتصالات الهاتفيّة الوسيلة الأهمّ للاتّصال. في الوقت ذاته، قال 36 في المئة إنهم يفضّلون الرسائل النصيّة القصيرة، سواء عبر الهاتف أو «واتس آب» أو «مسنجر» وغيرها، إضافةً إلى التواصل عبر الفيديو والصّورة والّلقطات.
الدّراسة لفتت إلى أنَّ المراهقين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أقلّ من أقــرانهم، يحظون بعدد ساعات نوم أكثر، ومن ثم يستيقظون وهم أعلى قدرة على التحصيل الذهني والنشاط البدني.
نشاطات يقوم بها «الجيل الصّامت» عبر هذه الهواتف الصّغيرة، لا يعلم عنها الكثير من الأهل. والمقصود ليس الأنشطة غير الأخلاقيّة، أو الاتصالات بأشخاص قد يمثّلون خطورةً، أو حتى الاطّلاع على مواقع أو معلومات غير مناسبة، ولكنّها تعني عالماً كاملاً مغايراً لذلك الّذي يحيط بهم. وهو لم يعد عالماً افتراضياً، بل أصبح لكثيرين من أبناء الجيل الصّامت عالمهم الحقيقي.
هو عالم مختلف، وجيل مختلف يبدو منفصلاً، لكنّه في حقيقة الأمر متّصل، ولكن تبعاً لقواعد اتّصاله التي لا يعرفها سواه، ولا يملك إيقافها أو تغيير إيقاعها إلّا هو.
أمام هذا المشهد الذي لا هروب منه، فإن التذكير بالمسؤوليّات واجب أخلاقي واجتماعي، حيث لا بدّ للأهل من أن يدرّبوا أبناءهم ويثقّفوهم على أن يتحكموا بالآلة وما تعنيه لهم، وبألا يكونوا مستعبدين وخاضعين لها بلا إرادة ووعي، وأن يكون الأهل أيضاً في غاية المسؤوليّة والانتباه، وأن يعلّموا أولادهم الطريقة المثلى للتعامل مع الآلة وعالمها الافتراضيّ، وأن لا يسمحوا لهم بالحريّة القصوى في استعمالها بما يؤذيهم ويستحوذ على جلّ نشاطهم، إننا بحاجة إلى جيل ناطق متفاعل مع محيطه، يعبّر عن مشاعره، ويعزّز جسور تواصله مع الآخرين ومع الحياة، بما يبرز أصالة إنسانيّة الإنسان التي أضحت مغيَّبة عن المشهد العام، حيث غابت الحياة الفعلية المتميّزة بالألفة والتوادّ حتى بين الأسرة الواحدة، فترى بيوتاً وأسراً وساحات لا يميّزها سوى الصَّمت القاتل.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
الجيل الصامت، أو جيل "زد"، كناية عن شباب وشابات وأطفال ترعرعوا وولدوا وهم على تواصل وتفاعل كبيرين بالإنترنت والهواتف المحمولة، لا يتكلمون كثيراً مع محيطهم، مع أهلهم ورفاقهم، يقضون أغلب وقتهم والسمّاعات في آذانهم، أو هم مسمَّرون أمام شاشات لوحاتهم الإلكترونية المختلفة الأحجام، لا يهتمّون بما يجري حولهم، فهم ينغمسون في عالمهم الافتراضيّ وما فيه من صخب، ويستغرقون إلى درجة نسيان مسؤوليّاتهم وواجباتهم تجاه محيطهم وأنفسهم، حتى باتوا جيلاً صامتاً بعيداً من التفاعل الإيجابي مع المحيط، وبلا روح تُشعر بحضورها وأنسها.
تجدهم في كلّ مكان؛ في المنازل والشّوارع وسيارات نقل الطلّاب ووسائل النقل العامّة والخاصة وأوقات الفراغ في المدارس والجامعات، مطأطئي الرّؤوس، محنيي الظّهور، محدقي العيون، لكنها تحديقة من لا يلتفت كثيراً إلى ما يجري حوله، محلّقي الأفكار فيما يسمعون ويشاهدون، وكأنهم في عوالم وكواكب أخرى، فحتى الفرصة للطلاب والطالبات أضحت عوالم منفصلة؛ كلّ طالب أو طالبة يعيش الصّمت مع آلته، ورفيقه على مسافة أقلّ من متر منه.
دراسة صدرت قبل أيّام عن مؤسسة «أوفكوم» (هيئة بريطانيّة تنظيمية للاتصالات)، أشارت إلى أنّ 16 في المئة فقط من الشابات والشباب في بريطانيا بين سنّ 16 و24 عاماً، يعتبرون إجراء الاتصالات الهاتفيّة الوسيلة الأهمّ للاتّصال. في الوقت ذاته، قال 36 في المئة إنهم يفضّلون الرسائل النصيّة القصيرة، سواء عبر الهاتف أو «واتس آب» أو «مسنجر» وغيرها، إضافةً إلى التواصل عبر الفيديو والصّورة والّلقطات.
الدّراسة لفتت إلى أنَّ المراهقين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أقلّ من أقــرانهم، يحظون بعدد ساعات نوم أكثر، ومن ثم يستيقظون وهم أعلى قدرة على التحصيل الذهني والنشاط البدني.
نشاطات يقوم بها «الجيل الصّامت» عبر هذه الهواتف الصّغيرة، لا يعلم عنها الكثير من الأهل. والمقصود ليس الأنشطة غير الأخلاقيّة، أو الاتصالات بأشخاص قد يمثّلون خطورةً، أو حتى الاطّلاع على مواقع أو معلومات غير مناسبة، ولكنّها تعني عالماً كاملاً مغايراً لذلك الّذي يحيط بهم. وهو لم يعد عالماً افتراضياً، بل أصبح لكثيرين من أبناء الجيل الصّامت عالمهم الحقيقي.
هو عالم مختلف، وجيل مختلف يبدو منفصلاً، لكنّه في حقيقة الأمر متّصل، ولكن تبعاً لقواعد اتّصاله التي لا يعرفها سواه، ولا يملك إيقافها أو تغيير إيقاعها إلّا هو.
أمام هذا المشهد الذي لا هروب منه، فإن التذكير بالمسؤوليّات واجب أخلاقي واجتماعي، حيث لا بدّ للأهل من أن يدرّبوا أبناءهم ويثقّفوهم على أن يتحكموا بالآلة وما تعنيه لهم، وبألا يكونوا مستعبدين وخاضعين لها بلا إرادة ووعي، وأن يكون الأهل أيضاً في غاية المسؤوليّة والانتباه، وأن يعلّموا أولادهم الطريقة المثلى للتعامل مع الآلة وعالمها الافتراضيّ، وأن لا يسمحوا لهم بالحريّة القصوى في استعمالها بما يؤذيهم ويستحوذ على جلّ نشاطهم، إننا بحاجة إلى جيل ناطق متفاعل مع محيطه، يعبّر عن مشاعره، ويعزّز جسور تواصله مع الآخرين ومع الحياة، بما يبرز أصالة إنسانيّة الإنسان التي أضحت مغيَّبة عن المشهد العام، حيث غابت الحياة الفعلية المتميّزة بالألفة والتوادّ حتى بين الأسرة الواحدة، فترى بيوتاً وأسراً وساحات لا يميّزها سوى الصَّمت القاتل.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.