الدين يقتحم الحياة بالتحدي

الدين يقتحم الحياة بالتحدي


الدّين بما هو مجموعة من الأحكام الشرعيّة والمفاهيم والقواعد العقيدية والأخلاقية والروحية والفكرية، ليس كما يتوهم البعض أنّه حصراً الامتناع عن المحرَّمات والنّواهي، على أهمية ذلك، بل تتمظهر روحيّته وفعاليّته وتأثيره البارز والأساسي، عندما يقتحم أصحاب الدين ساحات الحياة، ويتحدّون إغراءاتها ومشاكلها وضغوطاتها.
هذه الأحكام والقيم الدينية تتّضح فعاليتها عندما يمارس المتديّن فعله المسؤول في الحياة، فيكون العادل في حقّ نفسه، فلا يظلمها بالجهالات والوقوع في الانحرافات والمفاسد، ويكون العادل في حقّ زوجته، فلا يظلمها ويعتدي على كرامتها، ويكون العادل مع أولاده، فلا يظلمهم ويحرمهم من حقوقهم في التربية السّليمة والتّوجيه الذي ينضج شخصيّاتهم، ولا يعتدي على حقوق جيرانه وحريتهم وكراماتهم.
الدّين قوّة دافعة للمرء حتى يواجه كلَّ باطل وانحراف وفساد، مهما كان شكله ونوعه، بأن يقف الإنسان الملتزم من قضايا المجتمع السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة موقفاً يصحِّح فيه كلّ غبن وفساد واستغلال لواقع النّاس وحاجاتهم وأوضاعهم، بأن يدفع الدّين المتديّن أن يقول كلمة الحقّ أمام الحاكم وأمام النّاس جميعاً، بلا مداراة ومهادنة، وأن يقف موقف المتحدّي والمواجه لكلّ المتلاعبين بأحوال النّاس ومقدّراتهم، وكلّ الجشعين والمستغلّين لبساطة الناس وطيبتهم، الذين يلجأون إلى أساليب شيطانيّة من أجل تجهيل الناس وتسطيح وعيهم، والذين يحاربون العلم ويحاولون التّنقيص من قدر العلماء المجاهدين والربّانيّين.
لا يريد الله لنا ديناً منعزلاً عن تحدِّيات الحياة، ولا يريد ديناً نقضي كلّ وقتنا فيه بالانشغال بأمور الطّهارة والنّجاسة فقط، بل يريدنا أن نقتحم ساحات الحياة، ونلتزم فيها بحدوده، مع كلّ الوعي والحكمة في ذلك، هذا الالتزام الذي يتطلّب جهاداً للنفس وصبراً وتضحية ومواجهةً وعملاً صالحاً ومخلصاً لوجه الله، ونضجاً وحكمةً وموقفاً مشرّفاً يفصل فيه الإنسان بين الحقّ والباطل، فيكون همّنا أن نحيي الحقَّ ونزهق الباطل، وهذا جوهر الدِّين.
لا نريد أناساً يمتنعون عن الحرام أمام أنفسهم وأمام النَّاس، ثم إذا تعرّضوا لمواقف وتجارب، سقط إيمانهم، واستسلموا لرغباتهم، ووقعوا في الشّبهات والانحرافات.
فكم يا ترى هي نسبة اقتحام روح الدّين لساحاتنا في الحياة؟ وهل تحوَّل الحلال والحرام إلى مسائل نمارسها بشكلٍ آليّ من دون تأثير حقيقيّ في مجريات واقعنا؟!
سؤال ينبغي أن نقف عنده ونراجعه ونتعرّف إلى ما نحن فيه، علّنا نعيد التّفكير في حساباتنا وما نحن عليه.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.


الدّين بما هو مجموعة من الأحكام الشرعيّة والمفاهيم والقواعد العقيدية والأخلاقية والروحية والفكرية، ليس كما يتوهم البعض أنّه حصراً الامتناع عن المحرَّمات والنّواهي، على أهمية ذلك، بل تتمظهر روحيّته وفعاليّته وتأثيره البارز والأساسي، عندما يقتحم أصحاب الدين ساحات الحياة، ويتحدّون إغراءاتها ومشاكلها وضغوطاتها.
هذه الأحكام والقيم الدينية تتّضح فعاليتها عندما يمارس المتديّن فعله المسؤول في الحياة، فيكون العادل في حقّ نفسه، فلا يظلمها بالجهالات والوقوع في الانحرافات والمفاسد، ويكون العادل في حقّ زوجته، فلا يظلمها ويعتدي على كرامتها، ويكون العادل مع أولاده، فلا يظلمهم ويحرمهم من حقوقهم في التربية السّليمة والتّوجيه الذي ينضج شخصيّاتهم، ولا يعتدي على حقوق جيرانه وحريتهم وكراماتهم.
الدّين قوّة دافعة للمرء حتى يواجه كلَّ باطل وانحراف وفساد، مهما كان شكله ونوعه، بأن يقف الإنسان الملتزم من قضايا المجتمع السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة موقفاً يصحِّح فيه كلّ غبن وفساد واستغلال لواقع النّاس وحاجاتهم وأوضاعهم، بأن يدفع الدّين المتديّن أن يقول كلمة الحقّ أمام الحاكم وأمام النّاس جميعاً، بلا مداراة ومهادنة، وأن يقف موقف المتحدّي والمواجه لكلّ المتلاعبين بأحوال النّاس ومقدّراتهم، وكلّ الجشعين والمستغلّين لبساطة الناس وطيبتهم، الذين يلجأون إلى أساليب شيطانيّة من أجل تجهيل الناس وتسطيح وعيهم، والذين يحاربون العلم ويحاولون التّنقيص من قدر العلماء المجاهدين والربّانيّين.
لا يريد الله لنا ديناً منعزلاً عن تحدِّيات الحياة، ولا يريد ديناً نقضي كلّ وقتنا فيه بالانشغال بأمور الطّهارة والنّجاسة فقط، بل يريدنا أن نقتحم ساحات الحياة، ونلتزم فيها بحدوده، مع كلّ الوعي والحكمة في ذلك، هذا الالتزام الذي يتطلّب جهاداً للنفس وصبراً وتضحية ومواجهةً وعملاً صالحاً ومخلصاً لوجه الله، ونضجاً وحكمةً وموقفاً مشرّفاً يفصل فيه الإنسان بين الحقّ والباطل، فيكون همّنا أن نحيي الحقَّ ونزهق الباطل، وهذا جوهر الدِّين.
لا نريد أناساً يمتنعون عن الحرام أمام أنفسهم وأمام النَّاس، ثم إذا تعرّضوا لمواقف وتجارب، سقط إيمانهم، واستسلموا لرغباتهم، ووقعوا في الشّبهات والانحرافات.
فكم يا ترى هي نسبة اقتحام روح الدّين لساحاتنا في الحياة؟ وهل تحوَّل الحلال والحرام إلى مسائل نمارسها بشكلٍ آليّ من دون تأثير حقيقيّ في مجريات واقعنا؟!
سؤال ينبغي أن نقف عنده ونراجعه ونتعرّف إلى ما نحن فيه، علّنا نعيد التّفكير في حساباتنا وما نحن عليه.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية