"دار العجزة"، كلمة لطالما نسمع بها في مجتمعنا، فهذا يقول قد أدخلت والدي إلى دار العجزة الفلاني، وذاك قد أدخلت والدتي إلى دار الرّعاية الفلاني. ولدور العجزة مفهوم مرتبط بالقيم والتقاليد والتربية الشرقيّة التي تعيب على الأبناء التخلّي عن أهلهم ووضعهم في مكانٍ غريبٍ عنهم.
فهل هذا الأمر صحيح يا ترى؟
باحثون اجتماعيّون يعتبرون أنّ "مفهوم دور العجزة أساساً يشير إلى فئة الكهول الذين لا يملكون معيلاً، ويحتاجون إلى دور العجزة وتقديماتها، لا إلى الذين أسّسوا عائلةً وأنجبوا أطفالاً، ففي بعض الأوقات، هناك ظروفٌ قاهرة تدفع الأولاد إلى هذا الخيار الخطأ، لكنَّه بالطبع قرارٌ مستنكر، لأنّ أساس تكوين العائلة هو التّضحية المتبادلة بين الأهل والأولاد".
ويضيف هؤلاء بأنّ ما يفوت الأولاد دائماً، هو أنَّ "وضع العجزة في دارٍ، يزيد من سوء حالتهم النفسيّة التي تعتبر دقيقةً في مراحل العمر المتقدّمة، وهم يحتاجون إلى العطف والحنان في هذه المرحلة قبل الغذاء والنوم، وهذا ما لن يلاقوه في مكانٍ غريبٍ عنهم".
بعض الأبناء مكرهين يدفعون بأهلهم إلى دور العجزة، فبعضهم يقع تحت ضغط الزوجة مثلاً التي لا تتحمل عجز أهل الزّوج ورعايتهم، وحتى بعض الأبناء يقعون تحت تأثير أنفسهم وباختيارهم، فيدفعون بأهلهم إلى دور العجزة، متذرّعين بأنّ هذه الدور تقدم رعاية أفضل، وهم علاوة على ذلك، سيقومون بزيارة أهلهم، ولن يتخلوا عنهم تماماً، وهذا ما لا يحصل فعلاً عند البعض من الأبناء، ما يترك أثراً اجتماعياً ونفسيّاً ضاغطا على الأهل.
ويرى البعض أنَّ من أهمِّ وجوه البرِّ بالوالدين، رعايتهما وهما كبيران في السنّ، والرَّحمة بهما، تمثّلاً بقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، ويرفض هذا البعض تماماً وضعهما في دور للعجزة، ويعتبرون الأمر مشين ومعيب، ولا يبرز الخلق الكريم للإنسان تجاه من أفنى عمره في رعاية أبنائه.
إنّ الواجب الأخلاقيّ والإنسانيّ يستدعي أن نقوم برعاية الوالدين، وخصوصاً وهم كبار، إذ يحتاجون إلى مزيدٍ من الرعاية النفسيّة التي تؤمّن لهم الطّمأنينة والسّكينة والرّحمة، والتخلّي عنهما في أرذل العمر للإحساس بالعبء، هو شيء غير مقبول عند الله، ولا بالنّسبة إلى أبسط معايير الإنسانية والأخلاق.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
"دار العجزة"، كلمة لطالما نسمع بها في مجتمعنا، فهذا يقول قد أدخلت والدي إلى دار العجزة الفلاني، وذاك قد أدخلت والدتي إلى دار الرّعاية الفلاني. ولدور العجزة مفهوم مرتبط بالقيم والتقاليد والتربية الشرقيّة التي تعيب على الأبناء التخلّي عن أهلهم ووضعهم في مكانٍ غريبٍ عنهم.
فهل هذا الأمر صحيح يا ترى؟
باحثون اجتماعيّون يعتبرون أنّ "مفهوم دور العجزة أساساً يشير إلى فئة الكهول الذين لا يملكون معيلاً، ويحتاجون إلى دور العجزة وتقديماتها، لا إلى الذين أسّسوا عائلةً وأنجبوا أطفالاً، ففي بعض الأوقات، هناك ظروفٌ قاهرة تدفع الأولاد إلى هذا الخيار الخطأ، لكنَّه بالطبع قرارٌ مستنكر، لأنّ أساس تكوين العائلة هو التّضحية المتبادلة بين الأهل والأولاد".
ويضيف هؤلاء بأنّ ما يفوت الأولاد دائماً، هو أنَّ "وضع العجزة في دارٍ، يزيد من سوء حالتهم النفسيّة التي تعتبر دقيقةً في مراحل العمر المتقدّمة، وهم يحتاجون إلى العطف والحنان في هذه المرحلة قبل الغذاء والنوم، وهذا ما لن يلاقوه في مكانٍ غريبٍ عنهم".
بعض الأبناء مكرهين يدفعون بأهلهم إلى دور العجزة، فبعضهم يقع تحت ضغط الزوجة مثلاً التي لا تتحمل عجز أهل الزّوج ورعايتهم، وحتى بعض الأبناء يقعون تحت تأثير أنفسهم وباختيارهم، فيدفعون بأهلهم إلى دور العجزة، متذرّعين بأنّ هذه الدور تقدم رعاية أفضل، وهم علاوة على ذلك، سيقومون بزيارة أهلهم، ولن يتخلوا عنهم تماماً، وهذا ما لا يحصل فعلاً عند البعض من الأبناء، ما يترك أثراً اجتماعياً ونفسيّاً ضاغطا على الأهل.
ويرى البعض أنَّ من أهمِّ وجوه البرِّ بالوالدين، رعايتهما وهما كبيران في السنّ، والرَّحمة بهما، تمثّلاً بقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، ويرفض هذا البعض تماماً وضعهما في دور للعجزة، ويعتبرون الأمر مشين ومعيب، ولا يبرز الخلق الكريم للإنسان تجاه من أفنى عمره في رعاية أبنائه.
إنّ الواجب الأخلاقيّ والإنسانيّ يستدعي أن نقوم برعاية الوالدين، وخصوصاً وهم كبار، إذ يحتاجون إلى مزيدٍ من الرعاية النفسيّة التي تؤمّن لهم الطّمأنينة والسّكينة والرّحمة، والتخلّي عنهما في أرذل العمر للإحساس بالعبء، هو شيء غير مقبول عند الله، ولا بالنّسبة إلى أبسط معايير الإنسانية والأخلاق.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.