إنّها القسمة والنّصيب.. هذا حظّنا ونصيبنا.. هذا ما قدّره الله وكتبه لنا...؛ عبارات وعبارات نسمعها بشكل دائم من الكثيرين، لتبرير فشل الزّواج، أو إذا كان على غير القدر المتوقَّع، أو للتهرّب من المسؤوليّة عن النّتائج الّتي لا تكون على مستوى الآمال والتمنّيات.
وما بين النَّصيب والاختيار، أين يقع الزَّواج؟ هل يتزوَّج الإنسان وفقًا لما هو مقدَّر له، كما يقال، وهو بذلك يكون مسيّرًا، وما يحدث بعد ذلك لا يتحمَّل هو مسؤوليّته، أم أنَّه يسير إلى هذه الخطوة باختياره وقراراه ومشيئته؟
من المؤكَّد أنَّ هذا النِّقاش ليس مستجدًّا، بل هو موضوع قديم انشغل به الكثيرون، ودخل من ضمن الجدل الدَّائر حول هل الإنسان مسيَّر في أعماله أم مخيَّر.
وبعيدًا من هذا الجدل الفلسفيّ الفكريّ والدِّينيّ المستمرّ، فما نريد توكيده من وجهة نظرنا، هو أنَّ كلَّ ما يُقدِم عليه الإنسان، إنّما يكون باختياره ويتحمَّل مسؤوليَّته، إلّا ما كان خارجًا عن إرادته، أو مغصوبًا عليه، وما عدا ذلك، فليس هناك من عناصر غيبيَّة تجبر أحدًا على سلوك طريقٍ لا يريده، أو الارتباط بشخصٍ تحت عنوان النَّصيب والقسمة، والّذي هو عنوان مبهم في أغلب الأحيان، ويُستخدَم من قبل النَّاس كيفما اتّفق، وخصوصًا عندما تكون النّتيجة سلبيّة، ويقف المعنيّون مكتوفي الأيدي، محاولين إبعاد المسؤوليَّة عن أنفسهم، بحجَّة القدر أو القسمة والنّصيب.
هل معنى ذلك أنَّ الله مغيَّب عمّا يقوم به الإنسان؟
لقد خلق الله الكون وسيّره وفق قانون محدَّد هو قانون السببيَّة، وذلك يعني أنّ لكلّ سبب مسبّبًا، وأنَّ كلّ مقدِّماتٍ توصل إلى نتيجة معيّنة، وبذلك، يكون دور الله في الزّواج هو ذاته دوره في كلّ ما يجري في الكون، أي أنّه يكون بعلمه المسبق ومشيئته، ولكن دون التدخّل المباشر بأفعال العباد.
من هنا، فإنَّ على كلّ إنسان أن يدرك أنَّ الزّواج هو مرحلة تحوّل مهمَّة وأساسيّة في حياته، وأنَّ الارتباط يتطلّب الكثير من التَّفكير والبحث وحسن الاختيار للشَّريك المناسب، الّذي يملك المؤهِّلات الضَّروريَّة والصّفات الملائمة للانسجام والعيش معًا، وأن لا يغضَّ النّظر عن العيوب والمشاكل في الطّرف الآخر الّتي يمكن أن تكون حجر عثرة أمام ديمومة الزّواج أو نجاحه، وأن يبتعد عن العشوائيّة وتغليب العاطفة على حساب العقل، حتّى لا يقع ضحيّة هذه العشوائيّة في الاختيار، وحتّى لا يلقي باللّائمة في حال فشله على الغيب وما يسمّيه النّصيب.
ونحن الّذين نصنع نصيبنا وقدرنا في أغلب الأوقات، ونحن الّذين بإمكاننا أن نحسّن من طريقة عيشنا وقدرنا ومصيرنا، بالاعتماد على الأسس الصَّحيحة والمعايير الواضحة في كلّ خطوة مهمّة من خطوات حياتنا، وكلّ مشروع نقدم عليه، وأهمُّ المشاريع مشروع الزّواج، لأنّه لا يعني فقط الاستقرار للزّوجين، بل يعني أنّنا نؤسّس أسرة ونعدّها للانطلاق في الحياة.
نعم، إنّ الزّواج اختيار، وعلى كلّ منّا أن يتحمّل مسؤوليّة اختياره في الحياة.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
إنّها القسمة والنّصيب.. هذا حظّنا ونصيبنا.. هذا ما قدّره الله وكتبه لنا...؛ عبارات وعبارات نسمعها بشكل دائم من الكثيرين، لتبرير فشل الزّواج، أو إذا كان على غير القدر المتوقَّع، أو للتهرّب من المسؤوليّة عن النّتائج الّتي لا تكون على مستوى الآمال والتمنّيات.
وما بين النَّصيب والاختيار، أين يقع الزَّواج؟ هل يتزوَّج الإنسان وفقًا لما هو مقدَّر له، كما يقال، وهو بذلك يكون مسيّرًا، وما يحدث بعد ذلك لا يتحمَّل هو مسؤوليّته، أم أنَّه يسير إلى هذه الخطوة باختياره وقراراه ومشيئته؟
من المؤكَّد أنَّ هذا النِّقاش ليس مستجدًّا، بل هو موضوع قديم انشغل به الكثيرون، ودخل من ضمن الجدل الدَّائر حول هل الإنسان مسيَّر في أعماله أم مخيَّر.
وبعيدًا من هذا الجدل الفلسفيّ الفكريّ والدِّينيّ المستمرّ، فما نريد توكيده من وجهة نظرنا، هو أنَّ كلَّ ما يُقدِم عليه الإنسان، إنّما يكون باختياره ويتحمَّل مسؤوليَّته، إلّا ما كان خارجًا عن إرادته، أو مغصوبًا عليه، وما عدا ذلك، فليس هناك من عناصر غيبيَّة تجبر أحدًا على سلوك طريقٍ لا يريده، أو الارتباط بشخصٍ تحت عنوان النَّصيب والقسمة، والّذي هو عنوان مبهم في أغلب الأحيان، ويُستخدَم من قبل النَّاس كيفما اتّفق، وخصوصًا عندما تكون النّتيجة سلبيّة، ويقف المعنيّون مكتوفي الأيدي، محاولين إبعاد المسؤوليَّة عن أنفسهم، بحجَّة القدر أو القسمة والنّصيب.
هل معنى ذلك أنَّ الله مغيَّب عمّا يقوم به الإنسان؟
لقد خلق الله الكون وسيّره وفق قانون محدَّد هو قانون السببيَّة، وذلك يعني أنّ لكلّ سبب مسبّبًا، وأنَّ كلّ مقدِّماتٍ توصل إلى نتيجة معيّنة، وبذلك، يكون دور الله في الزّواج هو ذاته دوره في كلّ ما يجري في الكون، أي أنّه يكون بعلمه المسبق ومشيئته، ولكن دون التدخّل المباشر بأفعال العباد.
من هنا، فإنَّ على كلّ إنسان أن يدرك أنَّ الزّواج هو مرحلة تحوّل مهمَّة وأساسيّة في حياته، وأنَّ الارتباط يتطلّب الكثير من التَّفكير والبحث وحسن الاختيار للشَّريك المناسب، الّذي يملك المؤهِّلات الضَّروريَّة والصّفات الملائمة للانسجام والعيش معًا، وأن لا يغضَّ النّظر عن العيوب والمشاكل في الطّرف الآخر الّتي يمكن أن تكون حجر عثرة أمام ديمومة الزّواج أو نجاحه، وأن يبتعد عن العشوائيّة وتغليب العاطفة على حساب العقل، حتّى لا يقع ضحيّة هذه العشوائيّة في الاختيار، وحتّى لا يلقي باللّائمة في حال فشله على الغيب وما يسمّيه النّصيب.
ونحن الّذين نصنع نصيبنا وقدرنا في أغلب الأوقات، ونحن الّذين بإمكاننا أن نحسّن من طريقة عيشنا وقدرنا ومصيرنا، بالاعتماد على الأسس الصَّحيحة والمعايير الواضحة في كلّ خطوة مهمّة من خطوات حياتنا، وكلّ مشروع نقدم عليه، وأهمُّ المشاريع مشروع الزّواج، لأنّه لا يعني فقط الاستقرار للزّوجين، بل يعني أنّنا نؤسّس أسرة ونعدّها للانطلاق في الحياة.
نعم، إنّ الزّواج اختيار، وعلى كلّ منّا أن يتحمّل مسؤوليّة اختياره في الحياة.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.