أصدر الباحث الألماني "مهند خورشيد" مؤخّراً، كتاباً تحت عنوان "الإسلام رحمة"، وهو أستاذ الدّراسات الإسلاميّة في جامعة "مونستر" الألمانيّة، حيث دعا فيه إلى ضرورة تفسير القرآن من منظور معاصر، وأخذ السّياق الزّمنيّ في التّفسير بعين الاعتبار.
ويشير "خورشيد" إلى وجود سور في القرآن الكريم ترتبط بالنظام الاجتماعي، ويرى أنّ شرح تلك السّور يجب أن يتمّ من خلال الممارسات المرتبطة بها زمنيّاً، فعندما يتعلّق الأمر مثلاً بموضوع القصاص أو العقوبة الجسديّة الّتي تتعارض مع مفهومنا الحاليّ لحقوق الإنسان، فلا يجب أن يتمّ التّعامل مع هذا الموضوع حرفيّاً، بل يجب التمعّن في العمق، وقراءة ما خلف السّطور من معانٍ، والعمل على التحليل الدّقيق لذلك..
ويرى "خورشيد" أنّ هناك فقط 80 سورة مرتبطة بمواضيع العقاب الشّرعي، ولذلك فإنّه يحذّر من اعتبار القرآن مجرّد مجلّدٍ لشرح القوانين وتحديد حجم العقاب، ويرفض النزول بالقرآن إلى مستوى كتب القوانين المدنيّة والجنائيّة، لأنّه يتضمّن أكثر من ذلك.
كما وينتقد الباحث في كتابه بعض السّلوكيّات الإسلاميّة الّتي تتعامل مع الإسلام من المنظور الشكليّ فقط.
ولا يوافق الكاتب على الصّورة المنتشرة لدى عدد من النّاس عن الله بأنّه فقط القهّار والآمر النّاهي الذي يهدِّد ويعاقب، بل إنّه ينطلق من تصوّراته عن الذات الإلهيّة والتّعامل معها، انطلاقاً من رحمة الله وحبّه للإنسان، وحبّ الإنسان لله، الّذي هو ـ كما يضيف الكاتب ـ "غفورٌ رحيم قبل كلّ شيء".
كما ويعتبر الكاتب أنّ القرآن يصف العلاقة المنشودة بين الله والإنسان بأنّها علاقة متبادلة تتّسم بالمحبّة، ولا يمكن فهمها من خلال منظور "الوعد والوعيد"، ليس الله تعالى بديكتاتور ينتظر من عباده السّمع والطّاعة فقط، على حدّ تعبيره.
ويدعو "خورشيد" إلى نهج طريق الحريّة والعقلانيّة في التّعامل مع القضايا الإسلاميّة، وأنّه من واجب الإنسان أن يتمعّن ويتساءل عن أسباب وجوده في هذه الدّنيا وعن مكانته فيها.
وقد وجدت أفكار هذا الكتاب اهتماماً ملحوظاً لدى فئة الشّباب. ومهما يكن من أمر، فإنّ طروحاته تبقى في سياق النّقاش والبحث عن فهمٍ معاصر لما جاء به الدّين الإسلاميّ.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
أصدر الباحث الألماني "مهند خورشيد" مؤخّراً، كتاباً تحت عنوان "الإسلام رحمة"، وهو أستاذ الدّراسات الإسلاميّة في جامعة "مونستر" الألمانيّة، حيث دعا فيه إلى ضرورة تفسير القرآن من منظور معاصر، وأخذ السّياق الزّمنيّ في التّفسير بعين الاعتبار.
ويشير "خورشيد" إلى وجود سور في القرآن الكريم ترتبط بالنظام الاجتماعي، ويرى أنّ شرح تلك السّور يجب أن يتمّ من خلال الممارسات المرتبطة بها زمنيّاً، فعندما يتعلّق الأمر مثلاً بموضوع القصاص أو العقوبة الجسديّة الّتي تتعارض مع مفهومنا الحاليّ لحقوق الإنسان، فلا يجب أن يتمّ التّعامل مع هذا الموضوع حرفيّاً، بل يجب التمعّن في العمق، وقراءة ما خلف السّطور من معانٍ، والعمل على التحليل الدّقيق لذلك..
ويرى "خورشيد" أنّ هناك فقط 80 سورة مرتبطة بمواضيع العقاب الشّرعي، ولذلك فإنّه يحذّر من اعتبار القرآن مجرّد مجلّدٍ لشرح القوانين وتحديد حجم العقاب، ويرفض النزول بالقرآن إلى مستوى كتب القوانين المدنيّة والجنائيّة، لأنّه يتضمّن أكثر من ذلك.
كما وينتقد الباحث في كتابه بعض السّلوكيّات الإسلاميّة الّتي تتعامل مع الإسلام من المنظور الشكليّ فقط.
ولا يوافق الكاتب على الصّورة المنتشرة لدى عدد من النّاس عن الله بأنّه فقط القهّار والآمر النّاهي الذي يهدِّد ويعاقب، بل إنّه ينطلق من تصوّراته عن الذات الإلهيّة والتّعامل معها، انطلاقاً من رحمة الله وحبّه للإنسان، وحبّ الإنسان لله، الّذي هو ـ كما يضيف الكاتب ـ "غفورٌ رحيم قبل كلّ شيء".
كما ويعتبر الكاتب أنّ القرآن يصف العلاقة المنشودة بين الله والإنسان بأنّها علاقة متبادلة تتّسم بالمحبّة، ولا يمكن فهمها من خلال منظور "الوعد والوعيد"، ليس الله تعالى بديكتاتور ينتظر من عباده السّمع والطّاعة فقط، على حدّ تعبيره.
ويدعو "خورشيد" إلى نهج طريق الحريّة والعقلانيّة في التّعامل مع القضايا الإسلاميّة، وأنّه من واجب الإنسان أن يتمعّن ويتساءل عن أسباب وجوده في هذه الدّنيا وعن مكانته فيها.
وقد وجدت أفكار هذا الكتاب اهتماماً ملحوظاً لدى فئة الشّباب. ومهما يكن من أمر، فإنّ طروحاته تبقى في سياق النّقاش والبحث عن فهمٍ معاصر لما جاء به الدّين الإسلاميّ.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .