أبو حامد الغزالي وأثره في الفكر الإنساني

أبو حامد الغزالي وأثره في الفكر الإنساني

مناسبة مرور تسعة قرون على وفاة أبي حامد الغزالي، أتت لتقدّم الفرصة للمنتديات والجامعات للاحتفاء بها، فكان هذا الكتاب الذي هو عبارة عن بحوث مقدّمة من بعض الباحثين في قسم الدّراسات الفلسفيّة، صادرة عن بيت الحكمة بغداد 2011م، تحت عنوان (أبو حامد الغزالي وأثره في الفكر الإنساني)، وقد عالج الدّكتور حسام الألوسي، تحت عنوان "تعدّدية وأنواع الخطاب عند الغزالي"، الصّعوبات الّتي تعترض فهم الغزالي، ومنها هويّته الموزّعة بين المتكلّم والفيلسوف والصّوفي، فهو يتكلّم، بحسب الباحث، بألسنة كثيرة، تارةً بالتّلميح، وتارةً بالتّصريح، ويعزو الباحث السّبب إلى أنّ الغزالي كان يخاطب في مؤلّفاته فئات ثلاثاً: العامة، والمتكلّمين، ونفسه ومن هم في طبقته.. وبحسب الألوسي، فإنّ أساس الريادة الفكريّة عند الغزالي هو "سرّ الرّبوبيّة" الّذي لا يجب أن يفشى للمغمورين من الناس، وهو بذلك يورد مراتب مختلف النّاس في استيعاب فكرة التّوحيد، زيادةً في الإيضاح في كتابه "إحياء علوم الدين".

أمّا الدّكتور علي الجابري من الجامعة المستنصريّة، فعرض "للفلسفة التربوية بين الغزالي وابن خلدون في ضوء العلوم المعاصرة"، وانعكاس آراء الغزالي على فيلسوف الاجتماع ابن خلدون، فتطرّق إلى رسالة "أيّها الولد"، وما تحويه من إرشادات لطالب العلم، حيث "العلم الحقّ هو الّذي يصلح القلب ويزكّي النّفس"...

من جانبه، اختار الدّكتور حسن العبيدي مقاربة "الفكر السياسي للغزالي، من خلال قراءة المستشرق إرفن روزنتال"، في كتابه "الفكر السياسي في الإسلام الوسيط"، ولا سيّما  موضوع الخلافة والإمامة وأشكال الحكم. وعنده أنّ السّلطان العادل هو من عدل بين العباد، وحذّر من الجور والفساد، وهو ينصح السّلطان بالاستماع إلى نصيحة علماء الدّين، والاتّعاظ بالخلفاء الرّاشدين، وهو يعرض سبلاً لاختيار الخليفة: إمّا نصّاً من جهة النبيّ(ص)، وإمّا نصّاً من جهة إمام العصر، وإمّا التّفويض من رجل ذي شوكة.

أمّا الدّكتورة فضيلة مطلك، فقد اختارت سبر "نظريّة المعرفة عند الغزالي"، معتبرةً أنّ سيرة حياته مفتاح لفهم تقلّباته وتعدّد مرجعيّاته الفكريّة.

من جهتها، اعتبرت الدّكتورة نظلة الجبوري في بحثها "قراءة في التّجربة الصوفيّة الغزالي"، أنّ الغزالي ممثّل للتجربة الصوفيّة الخالصة، القائمة على الرّبط بين الحقيقة والشّريعة، "الشريعة المؤيّدة للحقيقة، والحقيقة المقيّدة للشّريعة".

وتتبّعت الجبّوري مصادر المعرفة الصّوفيّة لدى الغزالي، ورأته يشدّد على القلب في صفة كونه "الذاكرة العارفة، وحبّ الله هو ثمرة المعرفة.. ولا يستحقّ المحبّة بالحقيقة إلا الله سبحانه..".

كانت هذه لمحة عن الأبحاث الّتي صدرت عن دار الحكمة ـ بغداد، لمجموعةٍ من الأساتذة الأكاديميّين، والّتي تناولت مواضيع مهمّة متّصلة بحياة ونتاج فيلسوف إنسانيّ كبير، هو أبو حامد الغزالي.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

مناسبة مرور تسعة قرون على وفاة أبي حامد الغزالي، أتت لتقدّم الفرصة للمنتديات والجامعات للاحتفاء بها، فكان هذا الكتاب الذي هو عبارة عن بحوث مقدّمة من بعض الباحثين في قسم الدّراسات الفلسفيّة، صادرة عن بيت الحكمة بغداد 2011م، تحت عنوان (أبو حامد الغزالي وأثره في الفكر الإنساني)، وقد عالج الدّكتور حسام الألوسي، تحت عنوان "تعدّدية وأنواع الخطاب عند الغزالي"، الصّعوبات الّتي تعترض فهم الغزالي، ومنها هويّته الموزّعة بين المتكلّم والفيلسوف والصّوفي، فهو يتكلّم، بحسب الباحث، بألسنة كثيرة، تارةً بالتّلميح، وتارةً بالتّصريح، ويعزو الباحث السّبب إلى أنّ الغزالي كان يخاطب في مؤلّفاته فئات ثلاثاً: العامة، والمتكلّمين، ونفسه ومن هم في طبقته.. وبحسب الألوسي، فإنّ أساس الريادة الفكريّة عند الغزالي هو "سرّ الرّبوبيّة" الّذي لا يجب أن يفشى للمغمورين من الناس، وهو بذلك يورد مراتب مختلف النّاس في استيعاب فكرة التّوحيد، زيادةً في الإيضاح في كتابه "إحياء علوم الدين".

أمّا الدّكتور علي الجابري من الجامعة المستنصريّة، فعرض "للفلسفة التربوية بين الغزالي وابن خلدون في ضوء العلوم المعاصرة"، وانعكاس آراء الغزالي على فيلسوف الاجتماع ابن خلدون، فتطرّق إلى رسالة "أيّها الولد"، وما تحويه من إرشادات لطالب العلم، حيث "العلم الحقّ هو الّذي يصلح القلب ويزكّي النّفس"...

من جانبه، اختار الدّكتور حسن العبيدي مقاربة "الفكر السياسي للغزالي، من خلال قراءة المستشرق إرفن روزنتال"، في كتابه "الفكر السياسي في الإسلام الوسيط"، ولا سيّما  موضوع الخلافة والإمامة وأشكال الحكم. وعنده أنّ السّلطان العادل هو من عدل بين العباد، وحذّر من الجور والفساد، وهو ينصح السّلطان بالاستماع إلى نصيحة علماء الدّين، والاتّعاظ بالخلفاء الرّاشدين، وهو يعرض سبلاً لاختيار الخليفة: إمّا نصّاً من جهة النبيّ(ص)، وإمّا نصّاً من جهة إمام العصر، وإمّا التّفويض من رجل ذي شوكة.

أمّا الدّكتورة فضيلة مطلك، فقد اختارت سبر "نظريّة المعرفة عند الغزالي"، معتبرةً أنّ سيرة حياته مفتاح لفهم تقلّباته وتعدّد مرجعيّاته الفكريّة.

من جهتها، اعتبرت الدّكتورة نظلة الجبوري في بحثها "قراءة في التّجربة الصوفيّة الغزالي"، أنّ الغزالي ممثّل للتجربة الصوفيّة الخالصة، القائمة على الرّبط بين الحقيقة والشّريعة، "الشريعة المؤيّدة للحقيقة، والحقيقة المقيّدة للشّريعة".

وتتبّعت الجبّوري مصادر المعرفة الصّوفيّة لدى الغزالي، ورأته يشدّد على القلب في صفة كونه "الذاكرة العارفة، وحبّ الله هو ثمرة المعرفة.. ولا يستحقّ المحبّة بالحقيقة إلا الله سبحانه..".

كانت هذه لمحة عن الأبحاث الّتي صدرت عن دار الحكمة ـ بغداد، لمجموعةٍ من الأساتذة الأكاديميّين، والّتي تناولت مواضيع مهمّة متّصلة بحياة ونتاج فيلسوف إنسانيّ كبير، هو أبو حامد الغزالي.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية