كتاب "مارتن لوثر كينغ"، الصّادر في الولايات المتّحدة العام 2002، طباعة دار السّاقي العام 2012، من تأليف الصّحافي الأمريكي "مارشال فرادي"، يصوّر فيه تلك المرحلة من التّاريخ الأمريكي منذ الخمسينات حتّى أواخر الستّينات، ويوثّق فيه مرحلة النّضال العرقي في جنوب الولايات المتّحدة، والّتي كان "كينغ" من أبطالها الّذين قاوموا نظام الفصل العنصريّ بحقّ العرق الأسود، كذلك الظروف الاجتماعيّة الصّعبة، من المساكن السيّئة، إلى تردّي أوضاع المدارس وقلّة العمل والوظائف.
ويخصّص الصّحافي "فرادي" في كتابه المؤلّف من أربعة فصول ومقدّمة، فصلاً خاصّاً لبعض خطابات "كينغ" الغنيّة والمتنوعة، ويعرِّج الكاتب على حياة المناضل "كينغ" ونشأته وتأثّره بالجوّ الدّيني الكنسي، وترعرعه في عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى.
ويشير الكاتب إلى أمور خاصّة عنه لا يعرفها الكثيرون، فهو إنسان لديه رغباته الخاصّة، كحبّه للسلطة والعظمة وللثياب الفاخرة وغير ذلك... مع ذلك، فهو خطيب مفوَّه ولامع، ويمتلك مخزوناً فكريّاً وثقافيّاً واسعاً.
كما يلفت إلى أنّ كينغ كان متمسّكاً بقناعاته، مؤمناً بالأسلوب السّلمي لتحقيق المطالب المشروعة حتّى بالنّسبة إلى الأعراق الأخرى المهمّشة في الولايات المتّحدة، وكان موضع ثقة واحترام لدى الفقراء والنّاس عموماً، إلى أن دفعت سلميّة نضاله السّلطات إلى الامتثال للمطالب المدنيّة.
ويتناول المؤلّف العديد من الموضوعات والمحطّات السياسيّة في الولايات المتحدة، منها اغتيال الرّئيس جو كينيدي، وحرب فييتنام وغير ذلك، كما يذكر الكاتب شهادات لأشخاص مقرّبين من "كينغ"، يذكرون فيها تفاصيل حياته الخاصّة غير الظّاهرة إلى العلن.
تعرّض كينغ لكثير من الضّغوطات والاعتقالات، لكنّه بقي صامداً ومناضلاً من أجل حقوق مدنيّة للفقراء والسّود، بعد ثلاثة قرون من إذلالهم وإقصائهم.
عدد صفحات هذا الكتاب 304 صفحات، تناولت شخصيّةً تركت بصماتها الواضحة على صفحات القرن العشرين، هذه الشخصيّة المسالمة والصّلبة، والّتي استطاعت أن تحدث تحوّلات كبيرة في المجتمع الأمريكيّ لصالح العدالة والحقوق المدنيّة، وقد امتدّ أثرها ليطاول دول العالم والبلدان الأفريقيّة بشكل خاصّ.
ومن أقواله المشهورة: "لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً"، "علينا أن نتعلّم العيش معاً كأخوة، أو الفناء معاً كأغبياء"، "الكراهية تشلّ الحياة والحبّ يطلقها، والكراهية تربك الحياة والحبّ ينسّقها"، "في النّهاية، لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا".
يُذكر أنّ كينغ تمّ اغتياله في فندق "لورين" في شهر نيسان من العام 1968.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .