صدر كتاب "أقانيم اللامعقول"، قراءة نقديّة في التّقليد والأسطورة والخرافة، للكاتب العماني أحمد بن مبارك النوفلي، من إصدار دار الانتشار العربي ـ بيروت، ويقع في 430 صفحة من الحجم الصّغير. وكلمة "أقانيم"، كما يعرّفها ابن منظور: "الأصول"، مفردها أقنوم. والتقليد والأسطورة والخرافة هي أقانيم أو أصول ثلاثة تعرّض لها الكاتب، حيث يرى أنّ أسبابها تكمن حقيقةً في هجر القرآن الكريم، واستقالة العقل، فالمسلمون قد هجروا القرآن، ولا يعودون إليه كحكم في أمورهم الخلافيّة وغيرها، فهو ليس نصّاً غيبيّاً ومسرحاً خصباً للأوهام والخيالات الّتي تنفذ إليها الأهواء والمصالح.
وينتقد الكاتب ظاهرة التّقليد وإغلاق باب الاجتهاد، ويعتبر أنّ التمسّك بالتّقليد وغلق باب الاجتهاد وعدم الولوج منه، من أهمّ أسباب الأزمة الحضاريّة الّتي تعيشها الأمّة الإسلاميّة في عصرنا الحاضر، وأنّ هناك عقليّة جامدة منزوية وعمياء تخشى الخروج على الفكر التّقليديّ الّذي يفقد فاعليّته وأثره، والّذي يكون ضرره أكبر من نفعه عندما يتحوّل إلى أقنوم مقدّس.
فالكاتب يدعو إلى التحرّر من أسر التّقليد الأعمى للفقهاء السّابقين، والانطلاق بهمّة ومسؤوليّة ووعي إلى الاجتهاد والتبحّر في مجالات الفكر والمعرفة، لإنتاج فقهٍ جديدٍ حيويّ ومتحرّر مواكب للغة العصر وتطوّراته وقضاياه المستجدّة، والأخذ من علماء مجدّدين، كجمال الدّين الأفغاني ومحمد عبده والدّكتور علي شريعتي.
ويتطرّق الكاتب باسهاب في الحديث عن الجنّ في القسم الأخير من كتابه، تحت عنوان "عالم الجنّ بين الحقيقة والوهم"، واستحالة تأثيرها في الإنسان وواقعه الاجتماعي والمعيشي، ويذكر الكاتب قصصاً عن ذلك ..
والملاحظ بحسب بعض المتابعين للشّأن الثقافي العماني، أنّ الدّراسات هناك في كثير منها تركّز على بعض الممارسات الاجتماعيّة البدائيّة الّتي تمارس ضمن عنوان الدّين والتديّن، مثل تأثير العين والحسد والجنّ وغير ذلك، باستثناء دراسات تدرج ضمن مسار الإصلاح الديني/ الاجتماعي.
يبقى أنّ الكتاب يشكّل إضافةً معرفيّة على طريق الإصلاح الدّيني/ الاجتماعي.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
صدر كتاب "أقانيم اللامعقول"، قراءة نقديّة في التّقليد والأسطورة والخرافة، للكاتب العماني أحمد بن مبارك النوفلي، من إصدار دار الانتشار العربي ـ بيروت، ويقع في 430 صفحة من الحجم الصّغير. وكلمة "أقانيم"، كما يعرّفها ابن منظور: "الأصول"، مفردها أقنوم. والتقليد والأسطورة والخرافة هي أقانيم أو أصول ثلاثة تعرّض لها الكاتب، حيث يرى أنّ أسبابها تكمن حقيقةً في هجر القرآن الكريم، واستقالة العقل، فالمسلمون قد هجروا القرآن، ولا يعودون إليه كحكم في أمورهم الخلافيّة وغيرها، فهو ليس نصّاً غيبيّاً ومسرحاً خصباً للأوهام والخيالات الّتي تنفذ إليها الأهواء والمصالح.
وينتقد الكاتب ظاهرة التّقليد وإغلاق باب الاجتهاد، ويعتبر أنّ التمسّك بالتّقليد وغلق باب الاجتهاد وعدم الولوج منه، من أهمّ أسباب الأزمة الحضاريّة الّتي تعيشها الأمّة الإسلاميّة في عصرنا الحاضر، وأنّ هناك عقليّة جامدة منزوية وعمياء تخشى الخروج على الفكر التّقليديّ الّذي يفقد فاعليّته وأثره، والّذي يكون ضرره أكبر من نفعه عندما يتحوّل إلى أقنوم مقدّس.
فالكاتب يدعو إلى التحرّر من أسر التّقليد الأعمى للفقهاء السّابقين، والانطلاق بهمّة ومسؤوليّة ووعي إلى الاجتهاد والتبحّر في مجالات الفكر والمعرفة، لإنتاج فقهٍ جديدٍ حيويّ ومتحرّر مواكب للغة العصر وتطوّراته وقضاياه المستجدّة، والأخذ من علماء مجدّدين، كجمال الدّين الأفغاني ومحمد عبده والدّكتور علي شريعتي.
ويتطرّق الكاتب باسهاب في الحديث عن الجنّ في القسم الأخير من كتابه، تحت عنوان "عالم الجنّ بين الحقيقة والوهم"، واستحالة تأثيرها في الإنسان وواقعه الاجتماعي والمعيشي، ويذكر الكاتب قصصاً عن ذلك ..
والملاحظ بحسب بعض المتابعين للشّأن الثقافي العماني، أنّ الدّراسات هناك في كثير منها تركّز على بعض الممارسات الاجتماعيّة البدائيّة الّتي تمارس ضمن عنوان الدّين والتديّن، مثل تأثير العين والحسد والجنّ وغير ذلك، باستثناء دراسات تدرج ضمن مسار الإصلاح الديني/ الاجتماعي.
يبقى أنّ الكتاب يشكّل إضافةً معرفيّة على طريق الإصلاح الدّيني/ الاجتماعي.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .