"القرآن والمتغيّرات الاجتماعيّة والتاريخيّة"

"القرآن والمتغيّرات الاجتماعيّة والتاريخيّة"

كتاب "القرآن والمتغيّرات الاجتماعيّة والتاريخيّة"، للمفكّر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد، إصدار دار الساقي، العام 2011. يتمحور الكتاب حول سؤال مهمّ: كيف يمكن للنصّ القرآني الثّابت بشكله ومحدوديّة مفرداته، أن يستجيب للواقع اللامتناهي بحوادثه ونوازله وتحدّياته وتطوّراته؟!

فلا بدّ للناظرين في القرآن الكريم، بحسب المفكّر، من اعتماد منهجيّة فكريّة معاصرة لتأصيل مفاهيمه، والانطلاق بكلّ ثبات وقوّة للتأسيس لزمن النهضة والتحديث على المستويات كافّة. فاليوم، في ظلّ تطوّرات الحياة والعصر، لا بدّ من منهج ثقافي معرفي جديد لقراءة النص القرآني، والإفادة من قيمه ومفاهيمه في ترشيد الحياة العامة.

فالكتاب فيه دعوة وتحفيز للأجيال الشابّة، للعودة إلى هُويتها الأصيلة المتمثّلة بالتفاعل الحي والحيوي والحضاري مع النص القرآني، لتعزيز حاضرها ومستقبلها وتواصلها مع فكرها وقيمها.

وإذا ما تمّ اعتماد منهجية معرفية معاصرة، فإنَّ القرآن يقبل التفاعل مع كلّ الثقافات البشريّة، ويستجيب للمتغيرات الاجتماعية والتاريخية، فالقرآن الكريم صلاحيته المعرفية لكلّ زمانٍ ومكان، والإسلام دين للحقّ والهدى، وخير معين للإنسان في مسيرته الوجودية والحضارية ومواجهة كلّ تحدياتها.

وينتقد الحاج حمد بعض الجهات التي تسترجع الماضي بتفكيرها وسلوكياتها وتتّكل عليه، ما يعيق التقدم والنهضة بوجه عام. ولهذا، يدعوها الباحث إلى العودة إلى الذات، حتى تستطيع أن تعبِّر عن "مشروعية" فكرية وتاريخية لتكوين الأمّة، وهذه العملية لا تتمّ إلا باستخدام مناهج معرفيّة معاصرة، لتأصيل عمليّة التحديث والنهضة في جسد الأمّة، والدفع المستقبلي المرتبط بالتحوّلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة.

وترد التساؤلات للمفكّر السوداني حول ماهية النظام الاقتصادي والاجتماعي للإسلام وغاياته، وحول ماهية السلطة السياسيّة وغاياتها، وحول مفهوم التغيير ومناهجه.

ويرى الباحث أنَّ المرجعية القرآنية بمقدورها وحدها حلّ إشكاليات مناهج المعرفة، لجهة موافقتها لروح الحداثة والتغيير، ويملك ـ القرآن ـ قدرات التفاعل والاستيعاب مع مختلف حقول المعرفة والثقافات، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

ويلفت الباحث إلى أنَّ الإصرار على المنظور السلفي بالمأثور والمنقول، هو استلاب الحاضر لمصحلة الماضي، ومصادرة الزمن لمصلحة لحظة تاريخية معينة، في حين أنَّ القرآن قابل، بحكم منهجيته الإلهية، للتعامل مع صيرورة المتغيرات الاجتماعية والتاريخية، طبقاً لوحدته المعرفية.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


كتاب "القرآن والمتغيّرات الاجتماعيّة والتاريخيّة"، للمفكّر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد، إصدار دار الساقي، العام 2011. يتمحور الكتاب حول سؤال مهمّ: كيف يمكن للنصّ القرآني الثّابت بشكله ومحدوديّة مفرداته، أن يستجيب للواقع اللامتناهي بحوادثه ونوازله وتحدّياته وتطوّراته؟!

فلا بدّ للناظرين في القرآن الكريم، بحسب المفكّر، من اعتماد منهجيّة فكريّة معاصرة لتأصيل مفاهيمه، والانطلاق بكلّ ثبات وقوّة للتأسيس لزمن النهضة والتحديث على المستويات كافّة. فاليوم، في ظلّ تطوّرات الحياة والعصر، لا بدّ من منهج ثقافي معرفي جديد لقراءة النص القرآني، والإفادة من قيمه ومفاهيمه في ترشيد الحياة العامة.

فالكتاب فيه دعوة وتحفيز للأجيال الشابّة، للعودة إلى هُويتها الأصيلة المتمثّلة بالتفاعل الحي والحيوي والحضاري مع النص القرآني، لتعزيز حاضرها ومستقبلها وتواصلها مع فكرها وقيمها.

وإذا ما تمّ اعتماد منهجية معرفية معاصرة، فإنَّ القرآن يقبل التفاعل مع كلّ الثقافات البشريّة، ويستجيب للمتغيرات الاجتماعية والتاريخية، فالقرآن الكريم صلاحيته المعرفية لكلّ زمانٍ ومكان، والإسلام دين للحقّ والهدى، وخير معين للإنسان في مسيرته الوجودية والحضارية ومواجهة كلّ تحدياتها.

وينتقد الحاج حمد بعض الجهات التي تسترجع الماضي بتفكيرها وسلوكياتها وتتّكل عليه، ما يعيق التقدم والنهضة بوجه عام. ولهذا، يدعوها الباحث إلى العودة إلى الذات، حتى تستطيع أن تعبِّر عن "مشروعية" فكرية وتاريخية لتكوين الأمّة، وهذه العملية لا تتمّ إلا باستخدام مناهج معرفيّة معاصرة، لتأصيل عمليّة التحديث والنهضة في جسد الأمّة، والدفع المستقبلي المرتبط بالتحوّلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة.

وترد التساؤلات للمفكّر السوداني حول ماهية النظام الاقتصادي والاجتماعي للإسلام وغاياته، وحول ماهية السلطة السياسيّة وغاياتها، وحول مفهوم التغيير ومناهجه.

ويرى الباحث أنَّ المرجعية القرآنية بمقدورها وحدها حلّ إشكاليات مناهج المعرفة، لجهة موافقتها لروح الحداثة والتغيير، ويملك ـ القرآن ـ قدرات التفاعل والاستيعاب مع مختلف حقول المعرفة والثقافات، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

ويلفت الباحث إلى أنَّ الإصرار على المنظور السلفي بالمأثور والمنقول، هو استلاب الحاضر لمصحلة الماضي، ومصادرة الزمن لمصلحة لحظة تاريخية معينة، في حين أنَّ القرآن قابل، بحكم منهجيته الإلهية، للتعامل مع صيرورة المتغيرات الاجتماعية والتاريخية، طبقاً لوحدته المعرفية.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية