غزوة الأحزاب أو الخندق

غزوة الأحزاب أو الخندق

بعد أن أجلى الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يهود بني النضير عن المدينة، قرر زعماؤهم إجراء أعمال عدائيّة ضدّ المسلمين، وذلك بالتآمر عليهم، فقدموا مكّة ليحرّضوا قريشاً على حرب المسلمين، بقولهم: إنَّا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فلقد جئنا لنحالفكم على عداوة محمّد وقتاله، إنَّ محمّداً قد وتركم ووترنا وأجلانا عن المدينة من ديارنا وأموالنا. كما أنّهم استخدموا أسلوبهم الملتوي، حتى يؤثروا في قريش ويجذبونهم لجانبهم، فأقرّوا لهم بأنّ ما عليه المشركون خيرٌ من دين محمّد، بالرغم من أنّهم موحّدون وقريش كفّار يعبدون الاَصنام، فكانت هذه وصمة عار أُضيفت إلى سجلّهم وتاريخهم المشؤوم.

 وبذا، فإنّهم شكّلوا اتحاداً ـ العرب واليهود ـ كما شاركتهم أحزاب أُخرى، من بعض القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربية، وهي غطفان في نجد، وبنو سليم وبنو أسد وغيرها، ولذا سميت بمعركة الأحزاب، أو معركة الخندق، لما قام به المسلمون من حفر خندق حول المدينة للدفاع عنها.

حفر الخندق

 وحينما جاء أحد رجال استخبارات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخبار خروج تلك القوّة الكبيرة، شاور (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين في أساليب الحرب والدّفاع، فافترح سلمان الفارسي حفر خندق حول المدينة، حتى يمكن تحديد الموقع الّذي سيحاربون فيه العدوّ، فشرعوا في حفره، واشترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه في أعمال الحفر، مشاركاً للمسلمين همومهم وآلامهم، كما كان له دوره المؤثر في تنشيط الآخرين، ودفعهم للعمل السريع والاجتهاد فيه والتّدقيق.

ووصل طول الخندق نحو خمسة كيلومترات ونصف الكيلومتر (5 و 5كم)، والعرض بمقدار خمسة أمتار، والعمق أيضاً خمسة أمتار، بحيث لا يتمكّن الفارس الماهر من عبوره بالقفز عليه. وانتهي من العمل فيه في ستة أيّام. وفي هذه الفترة، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن سلمان: «سلمان منّا أهل البيت».

 وقام العدوّ بحصار المدينة شهراً، وبلغ عدد جيش المشركين عشرة آلاف فرد، كان منهم أربعة آلاف من قريش، و 700 من بني سليم، و 1000 من قبيلة فزارة، و 3500 مقاتل من بقيّة القبائل. أمّا عدد المسلمين، فلم يتجاوز 3 آلاف نزلوا في سفح جبل سلع في موضع مرتفع ومشرف على الخندق، يمكن منه مراقبة تحركات العدوّ ونشاطاته.

 ولما كان الموسم موسم شتاء، والطعام قليلاً، وطالت فترة الحصار ـ شهر ـ فإنَّ ذلك دفع المشركين إلى الاتّصال بيهود بني قريظة الذين كانوا يعيشون داخل المدينة لمساندتهم، بالرّغم من أنّهم احترموا الميثاق الذي عقدوه مع الرّسول، إلّا أنّ «حيي بن أخطب» تمكن من إقناعهم بنقض ذلك العقد للوقوف مع الأحزاب في حرب المسلمين. وقد تأكّد رسولا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): سعد بن عبادة وسعد بن معاذ؛ رئيسا الأوس والخزرج، من مؤامرة بني قريظة ونقضهم للعهد، عندما توجَّها إلى حصونهم، فأخبرا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك.

 وكانت خطّتهم التّآمريّة تقضي بأن يقوم بنو قريظة بالإغارة على أهل المدينة في الداخل، ويرعبوا أهلها، ليخفّف ذلك من الضّغط على الكفّار في موقع المعركة عند الخندق. إلّا أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أرسل 500 من رجاله بقيادة «زيد بن حارثة ومسلمة بن أسلم» لحراسة المدينة من الأعداء.

 وأمّا في ميدان المعركة، فقد تمكَّن خمسة من شجعان المشركين من عبور الخندق، وعلى رأسهم «عمرو بن عبد ودّ العامري»، فطلبوا المبارزة مع أبطال المسلمين. فقال الرّسول(ص): «أيّكم يبرز إلى عمرو أضمن له الجنّة؟». فقام الإمام عليّ (عليه السلام) قائلاً: «أنا له يا رسول الله»، والقوم ناكسو رؤوسهم، وكأنَّ على رؤوسهم الطير، وذلك لمكان عمرو وشجاعته المعروفة.

وبذا، فقد برز الاِمام عليّ (عليه السلام) وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هنا كلمته الخالدة: «بَرَزَ الاِيمانُ كُلّه إلى الشِّرك كلّه». وتمكّن الإمام عليّ (عليه السلام) من التخلّص من عمرو والقضاء عليه، حين ضربه ضربة قويّة على ساقيه فقطعهما، فكبّر الإمام علي (عليه السلام) يعلن انتصاره ومقتل عمرو، ممّا كان له أثره في العدوّ، فألقى الرعب في نفوسهم، فهربوا إلى معسكرهم تاركين الخندق، وسقط أحدهم بفرسه في الخندق، وهو: «نوفل بن عبد الله» فرماه الحرس بالحجارة، ما جعله يطلب مقاتلة أحد المسلمين، فنزل إليه الإمام علي (عليه السلام)، فقاتله وقضى عليه في الخندق.

 ونظراً إلى ضربة الإمام عليّ (عليه السلام) المؤثّرة ذات النتيجة والفعالية، فقد قال عنها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين»، إذ لم يبق بيت من بيوت المشركين إلّا ودخله ذلّ بقتل عمرو بن عبد ودّ، على عكس ما حدث لبيوت المسلمين، فقد دخله بذلك العزّ والافتخار، فالضربة كانت في الواقع هزيمة للمشركين والأحزاب ونهاية لقوّتهم، إضافةً إلى الظروف السّائدة، من قلّة الطعام والعلف والبرد.

عوامل تفرّق الأحزاب

 1. اختلاف قبائل غطفان وفزارة مع قريش وتخاذلهم في الهجوم، وخاصة عندما اتصل بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للاتّفاق على عودتهم وتراجعهم في مقابل مساعدتهم مادياً.

 2. مصرع فارسهم الأكبر عمرو بن عبد ودّ الذي علّقوا عليه الآمال في الانتصار.

3. دور «نعيم بن مسعود» في تفرقة أعداء الإسلام وإيقاع الخلاف بينهم، وكان قد أسلم حديثاً، فقد تمكّن بدهائه من التفرقة بين يهود بني قريظة وجيش الأحزاب، حيث أقنع اليهود بأن يأخذوا رهائن من العرب ليكونوا ضماناً في مقابل تعاون اليهود مع المشركين، قائلين: «حتى نناجز محمداً، فإنّنا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتدّ عليكم القتال، أن تسرعوا إلى بلادكم وتتركونا، والرّجل في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه». وفي نفس الوقت، طلب من قريش عدم إعطاء اليهود أحداً من رجالهم إذا طلبوا منهم ذلك، فإنّهم سيرسلونهم إلى النبي ليقتلهم.

 وهكذا، فقد جرى الأمر كما رسمه «ابن مسعود»، إذ إنّ الأطراف المتحالفة تأكدت من النوايا السيئة، فانسحبت بنو قريظة، وتفرّق الشّمل، ورجع الكفّار خائبين.

 4. عامل إلهيّ، حين بعث الله عليهم فجأةً العاصفة والريح واشتدّ البرد، فقلعت خيامهم، وأطفأت أضواءهم، فصاح بهم أبو سفيان: «ارتحلوا فإنّي مرتحل».

 وقد سجّل القرآن الكريم وقائع هذه المعركة، وأشار إلى أبرز النقاط فيها ضمن 17 آية من سورة الأحزاب.

 وقسّمت الآيات الموضوع إلى ثلاثة أقسام:

 1. آيات ترسم الوضع العام للمسلمين.

 2. آيات تتعرّض لموقف المنافقين.

 3. آيات تبيّن موقف المؤمنين الصّادقين.

 فهي تؤكّد دور عناية الله بالمؤمنين وحمايتهم من أعدائهم الكافرين، كما أنّها تشرح الحالة العسكرية للمسلمين، من حصار الأعداء لهم من كلّ جهة، ممّا ألقى الرّعب في قلوب اليهود من أهل المدينة، وما أظهره المنافقون من إشاعات وتشكيكات بالوضع، لإلقاء روح الهزيمة بين الأفراد.

 وبالتّالي، فهذه الواقعة التي انتهت في 24 من شهر ذي القعدة عام 5 هجريّة، كانت امتحاناً واختباراً دقيقاً للنفوس والقلوب، ميّزت الصّادق من المنافق، والموفين بالعهد عن الناقضين له، كما كشفت عن أنّ وعود الله صادقة ومحقَّقة متى توفرت شرائطها ومقدّماتها، كما أنّها أشارت إلى دور الطّابور الخامس في إضعاف الجبهات، وأساليب مواجهتها.

*من كتاب "السّيرة المحمديّة"، ص 148-152.

بعد أن أجلى الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يهود بني النضير عن المدينة، قرر زعماؤهم إجراء أعمال عدائيّة ضدّ المسلمين، وذلك بالتآمر عليهم، فقدموا مكّة ليحرّضوا قريشاً على حرب المسلمين، بقولهم: إنَّا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فلقد جئنا لنحالفكم على عداوة محمّد وقتاله، إنَّ محمّداً قد وتركم ووترنا وأجلانا عن المدينة من ديارنا وأموالنا. كما أنّهم استخدموا أسلوبهم الملتوي، حتى يؤثروا في قريش ويجذبونهم لجانبهم، فأقرّوا لهم بأنّ ما عليه المشركون خيرٌ من دين محمّد، بالرغم من أنّهم موحّدون وقريش كفّار يعبدون الاَصنام، فكانت هذه وصمة عار أُضيفت إلى سجلّهم وتاريخهم المشؤوم.

 وبذا، فإنّهم شكّلوا اتحاداً ـ العرب واليهود ـ كما شاركتهم أحزاب أُخرى، من بعض القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربية، وهي غطفان في نجد، وبنو سليم وبنو أسد وغيرها، ولذا سميت بمعركة الأحزاب، أو معركة الخندق، لما قام به المسلمون من حفر خندق حول المدينة للدفاع عنها.

حفر الخندق

 وحينما جاء أحد رجال استخبارات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخبار خروج تلك القوّة الكبيرة، شاور (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين في أساليب الحرب والدّفاع، فافترح سلمان الفارسي حفر خندق حول المدينة، حتى يمكن تحديد الموقع الّذي سيحاربون فيه العدوّ، فشرعوا في حفره، واشترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه في أعمال الحفر، مشاركاً للمسلمين همومهم وآلامهم، كما كان له دوره المؤثر في تنشيط الآخرين، ودفعهم للعمل السريع والاجتهاد فيه والتّدقيق.

ووصل طول الخندق نحو خمسة كيلومترات ونصف الكيلومتر (5 و 5كم)، والعرض بمقدار خمسة أمتار، والعمق أيضاً خمسة أمتار، بحيث لا يتمكّن الفارس الماهر من عبوره بالقفز عليه. وانتهي من العمل فيه في ستة أيّام. وفي هذه الفترة، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن سلمان: «سلمان منّا أهل البيت».

 وقام العدوّ بحصار المدينة شهراً، وبلغ عدد جيش المشركين عشرة آلاف فرد، كان منهم أربعة آلاف من قريش، و 700 من بني سليم، و 1000 من قبيلة فزارة، و 3500 مقاتل من بقيّة القبائل. أمّا عدد المسلمين، فلم يتجاوز 3 آلاف نزلوا في سفح جبل سلع في موضع مرتفع ومشرف على الخندق، يمكن منه مراقبة تحركات العدوّ ونشاطاته.

 ولما كان الموسم موسم شتاء، والطعام قليلاً، وطالت فترة الحصار ـ شهر ـ فإنَّ ذلك دفع المشركين إلى الاتّصال بيهود بني قريظة الذين كانوا يعيشون داخل المدينة لمساندتهم، بالرّغم من أنّهم احترموا الميثاق الذي عقدوه مع الرّسول، إلّا أنّ «حيي بن أخطب» تمكن من إقناعهم بنقض ذلك العقد للوقوف مع الأحزاب في حرب المسلمين. وقد تأكّد رسولا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): سعد بن عبادة وسعد بن معاذ؛ رئيسا الأوس والخزرج، من مؤامرة بني قريظة ونقضهم للعهد، عندما توجَّها إلى حصونهم، فأخبرا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك.

 وكانت خطّتهم التّآمريّة تقضي بأن يقوم بنو قريظة بالإغارة على أهل المدينة في الداخل، ويرعبوا أهلها، ليخفّف ذلك من الضّغط على الكفّار في موقع المعركة عند الخندق. إلّا أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أرسل 500 من رجاله بقيادة «زيد بن حارثة ومسلمة بن أسلم» لحراسة المدينة من الأعداء.

 وأمّا في ميدان المعركة، فقد تمكَّن خمسة من شجعان المشركين من عبور الخندق، وعلى رأسهم «عمرو بن عبد ودّ العامري»، فطلبوا المبارزة مع أبطال المسلمين. فقال الرّسول(ص): «أيّكم يبرز إلى عمرو أضمن له الجنّة؟». فقام الإمام عليّ (عليه السلام) قائلاً: «أنا له يا رسول الله»، والقوم ناكسو رؤوسهم، وكأنَّ على رؤوسهم الطير، وذلك لمكان عمرو وشجاعته المعروفة.

وبذا، فقد برز الاِمام عليّ (عليه السلام) وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هنا كلمته الخالدة: «بَرَزَ الاِيمانُ كُلّه إلى الشِّرك كلّه». وتمكّن الإمام عليّ (عليه السلام) من التخلّص من عمرو والقضاء عليه، حين ضربه ضربة قويّة على ساقيه فقطعهما، فكبّر الإمام علي (عليه السلام) يعلن انتصاره ومقتل عمرو، ممّا كان له أثره في العدوّ، فألقى الرعب في نفوسهم، فهربوا إلى معسكرهم تاركين الخندق، وسقط أحدهم بفرسه في الخندق، وهو: «نوفل بن عبد الله» فرماه الحرس بالحجارة، ما جعله يطلب مقاتلة أحد المسلمين، فنزل إليه الإمام علي (عليه السلام)، فقاتله وقضى عليه في الخندق.

 ونظراً إلى ضربة الإمام عليّ (عليه السلام) المؤثّرة ذات النتيجة والفعالية، فقد قال عنها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين»، إذ لم يبق بيت من بيوت المشركين إلّا ودخله ذلّ بقتل عمرو بن عبد ودّ، على عكس ما حدث لبيوت المسلمين، فقد دخله بذلك العزّ والافتخار، فالضربة كانت في الواقع هزيمة للمشركين والأحزاب ونهاية لقوّتهم، إضافةً إلى الظروف السّائدة، من قلّة الطعام والعلف والبرد.

عوامل تفرّق الأحزاب

 1. اختلاف قبائل غطفان وفزارة مع قريش وتخاذلهم في الهجوم، وخاصة عندما اتصل بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للاتّفاق على عودتهم وتراجعهم في مقابل مساعدتهم مادياً.

 2. مصرع فارسهم الأكبر عمرو بن عبد ودّ الذي علّقوا عليه الآمال في الانتصار.

3. دور «نعيم بن مسعود» في تفرقة أعداء الإسلام وإيقاع الخلاف بينهم، وكان قد أسلم حديثاً، فقد تمكّن بدهائه من التفرقة بين يهود بني قريظة وجيش الأحزاب، حيث أقنع اليهود بأن يأخذوا رهائن من العرب ليكونوا ضماناً في مقابل تعاون اليهود مع المشركين، قائلين: «حتى نناجز محمداً، فإنّنا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتدّ عليكم القتال، أن تسرعوا إلى بلادكم وتتركونا، والرّجل في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه». وفي نفس الوقت، طلب من قريش عدم إعطاء اليهود أحداً من رجالهم إذا طلبوا منهم ذلك، فإنّهم سيرسلونهم إلى النبي ليقتلهم.

 وهكذا، فقد جرى الأمر كما رسمه «ابن مسعود»، إذ إنّ الأطراف المتحالفة تأكدت من النوايا السيئة، فانسحبت بنو قريظة، وتفرّق الشّمل، ورجع الكفّار خائبين.

 4. عامل إلهيّ، حين بعث الله عليهم فجأةً العاصفة والريح واشتدّ البرد، فقلعت خيامهم، وأطفأت أضواءهم، فصاح بهم أبو سفيان: «ارتحلوا فإنّي مرتحل».

 وقد سجّل القرآن الكريم وقائع هذه المعركة، وأشار إلى أبرز النقاط فيها ضمن 17 آية من سورة الأحزاب.

 وقسّمت الآيات الموضوع إلى ثلاثة أقسام:

 1. آيات ترسم الوضع العام للمسلمين.

 2. آيات تتعرّض لموقف المنافقين.

 3. آيات تبيّن موقف المؤمنين الصّادقين.

 فهي تؤكّد دور عناية الله بالمؤمنين وحمايتهم من أعدائهم الكافرين، كما أنّها تشرح الحالة العسكرية للمسلمين، من حصار الأعداء لهم من كلّ جهة، ممّا ألقى الرّعب في قلوب اليهود من أهل المدينة، وما أظهره المنافقون من إشاعات وتشكيكات بالوضع، لإلقاء روح الهزيمة بين الأفراد.

 وبالتّالي، فهذه الواقعة التي انتهت في 24 من شهر ذي القعدة عام 5 هجريّة، كانت امتحاناً واختباراً دقيقاً للنفوس والقلوب، ميّزت الصّادق من المنافق، والموفين بالعهد عن الناقضين له، كما كشفت عن أنّ وعود الله صادقة ومحقَّقة متى توفرت شرائطها ومقدّماتها، كما أنّها أشارت إلى دور الطّابور الخامس في إضعاف الجبهات، وأساليب مواجهتها.

*من كتاب "السّيرة المحمديّة"، ص 148-152.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية