ربّ اجعلْ لي القدرة على من يضطهدني

ربّ اجعلْ لي القدرة على من يضطهدني
جاء في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (ع):
 

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ... وهَبْ لي فكراً عَلَى مَنْ كَايَدني، وقُدرَةً عَلَى منِ اضْطَهَدني، وتكْذِيباً لِمَنْ قَصَبني، وسَلاَمةً مِمَّنْ تَوَعَّدني...".

اللّهمّ هب لي الفكر المتحرّك الذي يعرف مخارج الأمور ومداخلها، وموارد الأشياء ومصادرها، وبواطن الأوضاع وظواهرها، وينفذ إلى عمق التّخطيط الخفيّ الّذي ينطلق به تفكير الآخرين في الإيقاع بالنّاس، والكيد لهم، والتّآمر عليهم، والمكر بهم، انطلاقاً من خفايا السّوء الكامنة في داخلهم، حتى أستطيع، من خلال تلك المعرفة الواسعة، أن أواجه المكر بمكر مثله، والكيد بكيدٍ أقوى منه، وأسقط كلّ ألاعيب الحيل، وأساليب اللّفّ والدوران، لأحقّق الحماية لنفسي من كيد الكافرين، ومكر الماكرين، وحيل اللاعبين، كما أحقّق الحماية بذلك لديني وأمّتي ومصيري من ذلك كلّه.

إنّني لا أحبّ لنفسي أسلوب المكر والكيد واتّباع الحيل الخفيّة، ولكنّك - يا ربّ- جعلت لكلّ شيء ضدّاً من صنفه، لأنّ المعركة لا بدّ أن تدار بأسلحتها الطبيعيّة التي يواجه بها السّلاح المماثل له، فأردت لنبيّك نوح أن يبادل السّخرية التي يواجهه بها قومه بسخرية مماثلةٍ، لأنّ الساخر لا يسقط أمام كلمات الجدّ، فلربما يتّخذها وسيلة للسخرية الجديدة، بل يسقط أمام السخرية به، فذلك هو الذي يصيب مقتل الكرامة عنده، في ما يفكّر أن يصيب به مقاتل الآخرين، وهكذا أردت للمكر أن يقابل الماكرين، حتى وصفت نفسك بأنّك خير الماكرين، لأنّك تسقط مكر كلّ ماكر، في خططه الشرّيرة التي يخطّط بها لإسقاط الحقّ وأهله.

اللهم فاجعل لي القدرة على القوى التي تضطهد النّاس وتضطهدني معهم، وتحاصرهم وتضغط عليهم، وتصادر حرّيتهم، حتى يعيشوا الضّغط النفسي، والقهر العملي، وذلك من خلال النـزعة الاستكباريّة، والرّوح الاستعلائية للسّيطرة على أوضاعهم. ولكنّهم - ككلّ المستكبرين - يخضعون للقوّة التي تواجه قوّتهم، ويسقطون أمام روحيّة التمرّد التي تتمرّد عليهم، الأمر الذي يجعلنا نقابل القوّة بالقوّة، والاضطهاد بالتمرّد، لنحوّل الضّعف الكامن في زوايا نفوسنا إلى قوّةٍ من خلال الإيمان بك، والثّقة بعونك، والشّعور بمواطن الضّعف لدى المستكبرين، في مقارنةٍ بمواطن القوّة عندنا، في ما نكتشفه من ذلك في حياتنا...

اللّهمّ وفقني للوقوف في وجه النّاس الشرّيرين الذي يتّهمونني بما أنا بريء منه، ويعيبونني بما أنا سليم منه، على أساس العقدة الذاتيّة العدوانيّة التي يحملونها ضدّي، حتى أظهر كذبهم وعدوانهم، من خلال الصورة الحقيقيّة التي تمثّلني في كلّ الصفات الواقعيّة التي أتصف بها، لأنّني لا أريد تزكية نفسي بما لا أستحقّه، بل كلّ ما أريده هو أن أبرّئ نفسي من العيوب التي لم أتّصف بها، والكلمات التي لا أستحقّها من السلبيّات التي يحركها الأعداء ضدّي.

اللّهمّ ارزقني السّلامة من التهديدات العدوانيّة التي يوجّهها إليَّ الطغاة البغاة الذين يبغون على النّاس بغير الحقّ، فيهدّدونني في نفسي وأهلي ومالي وجميع أموري، ويتوعّدونني بالعقوبات القاسية، والأوضاع المهلكة، لأقدّم التنازلات لهم في مواقفي الرساليّة العامّة، وأخضع لتخطيطاتهم وأفكارهم وسياساتهم وتوجّهاتهم الشرّيرة.

إنني لا أحبّ - يا ربّ - أن أفقد احترامي لنفسي، والتزامي برسالتي، وصلابتي في مواقفي، وإخلاصي في مبادئي تحت تأثير الوعيد والتّهديد، فإذا ضعفت أمام ذلك، فأعطني القوّة التي تمنحني سلامة النفس والموقف والموقع.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

جاء في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (ع):
 

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ... وهَبْ لي فكراً عَلَى مَنْ كَايَدني، وقُدرَةً عَلَى منِ اضْطَهَدني، وتكْذِيباً لِمَنْ قَصَبني، وسَلاَمةً مِمَّنْ تَوَعَّدني...".

اللّهمّ هب لي الفكر المتحرّك الذي يعرف مخارج الأمور ومداخلها، وموارد الأشياء ومصادرها، وبواطن الأوضاع وظواهرها، وينفذ إلى عمق التّخطيط الخفيّ الّذي ينطلق به تفكير الآخرين في الإيقاع بالنّاس، والكيد لهم، والتّآمر عليهم، والمكر بهم، انطلاقاً من خفايا السّوء الكامنة في داخلهم، حتى أستطيع، من خلال تلك المعرفة الواسعة، أن أواجه المكر بمكر مثله، والكيد بكيدٍ أقوى منه، وأسقط كلّ ألاعيب الحيل، وأساليب اللّفّ والدوران، لأحقّق الحماية لنفسي من كيد الكافرين، ومكر الماكرين، وحيل اللاعبين، كما أحقّق الحماية بذلك لديني وأمّتي ومصيري من ذلك كلّه.

إنّني لا أحبّ لنفسي أسلوب المكر والكيد واتّباع الحيل الخفيّة، ولكنّك - يا ربّ- جعلت لكلّ شيء ضدّاً من صنفه، لأنّ المعركة لا بدّ أن تدار بأسلحتها الطبيعيّة التي يواجه بها السّلاح المماثل له، فأردت لنبيّك نوح أن يبادل السّخرية التي يواجهه بها قومه بسخرية مماثلةٍ، لأنّ الساخر لا يسقط أمام كلمات الجدّ، فلربما يتّخذها وسيلة للسخرية الجديدة، بل يسقط أمام السخرية به، فذلك هو الذي يصيب مقتل الكرامة عنده، في ما يفكّر أن يصيب به مقاتل الآخرين، وهكذا أردت للمكر أن يقابل الماكرين، حتى وصفت نفسك بأنّك خير الماكرين، لأنّك تسقط مكر كلّ ماكر، في خططه الشرّيرة التي يخطّط بها لإسقاط الحقّ وأهله.

اللهم فاجعل لي القدرة على القوى التي تضطهد النّاس وتضطهدني معهم، وتحاصرهم وتضغط عليهم، وتصادر حرّيتهم، حتى يعيشوا الضّغط النفسي، والقهر العملي، وذلك من خلال النـزعة الاستكباريّة، والرّوح الاستعلائية للسّيطرة على أوضاعهم. ولكنّهم - ككلّ المستكبرين - يخضعون للقوّة التي تواجه قوّتهم، ويسقطون أمام روحيّة التمرّد التي تتمرّد عليهم، الأمر الذي يجعلنا نقابل القوّة بالقوّة، والاضطهاد بالتمرّد، لنحوّل الضّعف الكامن في زوايا نفوسنا إلى قوّةٍ من خلال الإيمان بك، والثّقة بعونك، والشّعور بمواطن الضّعف لدى المستكبرين، في مقارنةٍ بمواطن القوّة عندنا، في ما نكتشفه من ذلك في حياتنا...

اللّهمّ وفقني للوقوف في وجه النّاس الشرّيرين الذي يتّهمونني بما أنا بريء منه، ويعيبونني بما أنا سليم منه، على أساس العقدة الذاتيّة العدوانيّة التي يحملونها ضدّي، حتى أظهر كذبهم وعدوانهم، من خلال الصورة الحقيقيّة التي تمثّلني في كلّ الصفات الواقعيّة التي أتصف بها، لأنّني لا أريد تزكية نفسي بما لا أستحقّه، بل كلّ ما أريده هو أن أبرّئ نفسي من العيوب التي لم أتّصف بها، والكلمات التي لا أستحقّها من السلبيّات التي يحركها الأعداء ضدّي.

اللّهمّ ارزقني السّلامة من التهديدات العدوانيّة التي يوجّهها إليَّ الطغاة البغاة الذين يبغون على النّاس بغير الحقّ، فيهدّدونني في نفسي وأهلي ومالي وجميع أموري، ويتوعّدونني بالعقوبات القاسية، والأوضاع المهلكة، لأقدّم التنازلات لهم في مواقفي الرساليّة العامّة، وأخضع لتخطيطاتهم وأفكارهم وسياساتهم وتوجّهاتهم الشرّيرة.

إنني لا أحبّ - يا ربّ - أن أفقد احترامي لنفسي، والتزامي برسالتي، وصلابتي في مواقفي، وإخلاصي في مبادئي تحت تأثير الوعيد والتّهديد، فإذا ضعفت أمام ذلك، فأعطني القوّة التي تمنحني سلامة النفس والموقف والموقع.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية