اللّهمّ أبعدني عن ساحات الظّالمين

اللّهمّ أبعدني عن ساحات الظّالمين
[من دعاء الإمام زين العابدين (ع) في مكارم الأخلاق]:
 

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِه، وَأبدِلْنِي مِنْ... حُبِّ الْمُدَارينَ تَصْحِيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدّ الْمُلاَبسينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ، وَمِنْ مَرَارَةِ خَوْفِ الظّالِمينَ حَلاَوَةَ الأمَنَةِ".

يا ربّ، قد أعيش مع النّاس، فلا أجد في قلوبهم الصفاء وصدق المودّة، ولكنّي ألاحظ في طريقة تعاملهم معي، أنّهم يتكلّفون الظّهور بمظهر الصّدق والودّ، بأسلوب المجاملة والملاينة والملاطفة التي هي أقرب إلى التّمثيل منها إلى الحقيقة، فقد يكونون من المعاندين الذي يمثلون دور الموافقين، أو من الأعداء الذين يظهرون بمظهر الأصدقاء، الأمر الذي يثقل روحي، ويرهق شعوري، لأنّني أحبّ أن تكون علاقة النّاس معي علاقة حبٍّ وودّ وانفتاح وصراحة، بحيث تكون العلاقة طبيعيّة حميمة، ليس فيها أثر للغشّ، ولا موقع للزّيف.

اللّهمّ حوّل هذا الحبّ الظاهريّ الّذي يقابلني به هؤلاء النّاس بطريقة المداراة والمجاملة والمداجاة، إلى حبّ حقيقيّ ينساب بالعاطفة، ويفيض بالحنان، لتكون حياتي مع النّاس حبّاً عميقاً في الشّعور، يقابله حبّ خالص في القلب.

يا ربّ، قد يكون هناك من الناس من أعاشرهم ويعاشرونني، بفعل العلاقات الاجتماعيّة أو الاقتصاديّة أو السياسيَّة أو غير ذلك، وللعشرة تقاليدها وآدابها وأشكالها وسلبيّاتها وإيجابيّاتها وكرامتها ومعاناتها، تبعاً للوضع الفكري أو النفسي الذي يتّخذه العشير لنفسه في علاقته بمن يعاشره، في سوء العشرة أو حسنها.

قد يكون هناك من عشيرتي، الفريق الّذي يسيء عشرتي، ويتعمّد إهانتي، ويرّد عليّ مبادرات الخير التي أقدّمها إليه، فيحزنني ذلك، ويربك أوضاعي الاجتماعيّة في علاقتي بالناس.

اللّهمّ إنّي أسألك أن تبدّل هذا الأسلوب الذي يقابلني به هؤلاء المخالطون لي، والّذين يطّلعون على خفاياي، ويكتشفون أسراري بفعل العشرة الطويلة، والمخالطة الكثيرة، بأسلوب آخر أفضل منه، وهو الأسلوب الذي ينفتح فيه العشير والخليط على الخير في علاقته بي، فيكون الإنسان الذي يحسن العشرة، ويحترم العلاقة، وينطلق بكلّ معاني الودّ والإحسان.

اللّهمّ إنّك تعلم ظلم الظالمين، وأساليبهم في التخويف الذي يقضُّ على الضّعيف مضجعه، ويهدّد سلامته، ويربك حياته، ويجعله يعيش القلق في مواقعه، والحيرة في مواقفه، والمرارة في إحساسه.

اللّهمّ أبعدني عن ساحات سلطانهم، واجعلني من الأقوياء في مواجهتهم، حتى أشعر بالأمن من خلال القوّة التي أستمدّها منك، فلا ينفذون إليّ بسوء، ولا يملكون تهديدي بأيّ وسيلة، فإنّك أنت الربّ الذي يستظلّ الضّعفاء بظلّ قوّته، ويعيش الخائفون في ساحات أمنه.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

[من دعاء الإمام زين العابدين (ع) في مكارم الأخلاق]:
 

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِه، وَأبدِلْنِي مِنْ... حُبِّ الْمُدَارينَ تَصْحِيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدّ الْمُلاَبسينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ، وَمِنْ مَرَارَةِ خَوْفِ الظّالِمينَ حَلاَوَةَ الأمَنَةِ".

يا ربّ، قد أعيش مع النّاس، فلا أجد في قلوبهم الصفاء وصدق المودّة، ولكنّي ألاحظ في طريقة تعاملهم معي، أنّهم يتكلّفون الظّهور بمظهر الصّدق والودّ، بأسلوب المجاملة والملاينة والملاطفة التي هي أقرب إلى التّمثيل منها إلى الحقيقة، فقد يكونون من المعاندين الذي يمثلون دور الموافقين، أو من الأعداء الذين يظهرون بمظهر الأصدقاء، الأمر الذي يثقل روحي، ويرهق شعوري، لأنّني أحبّ أن تكون علاقة النّاس معي علاقة حبٍّ وودّ وانفتاح وصراحة، بحيث تكون العلاقة طبيعيّة حميمة، ليس فيها أثر للغشّ، ولا موقع للزّيف.

اللّهمّ حوّل هذا الحبّ الظاهريّ الّذي يقابلني به هؤلاء النّاس بطريقة المداراة والمجاملة والمداجاة، إلى حبّ حقيقيّ ينساب بالعاطفة، ويفيض بالحنان، لتكون حياتي مع النّاس حبّاً عميقاً في الشّعور، يقابله حبّ خالص في القلب.

يا ربّ، قد يكون هناك من الناس من أعاشرهم ويعاشرونني، بفعل العلاقات الاجتماعيّة أو الاقتصاديّة أو السياسيَّة أو غير ذلك، وللعشرة تقاليدها وآدابها وأشكالها وسلبيّاتها وإيجابيّاتها وكرامتها ومعاناتها، تبعاً للوضع الفكري أو النفسي الذي يتّخذه العشير لنفسه في علاقته بمن يعاشره، في سوء العشرة أو حسنها.

قد يكون هناك من عشيرتي، الفريق الّذي يسيء عشرتي، ويتعمّد إهانتي، ويرّد عليّ مبادرات الخير التي أقدّمها إليه، فيحزنني ذلك، ويربك أوضاعي الاجتماعيّة في علاقتي بالناس.

اللّهمّ إنّي أسألك أن تبدّل هذا الأسلوب الذي يقابلني به هؤلاء المخالطون لي، والّذين يطّلعون على خفاياي، ويكتشفون أسراري بفعل العشرة الطويلة، والمخالطة الكثيرة، بأسلوب آخر أفضل منه، وهو الأسلوب الذي ينفتح فيه العشير والخليط على الخير في علاقته بي، فيكون الإنسان الذي يحسن العشرة، ويحترم العلاقة، وينطلق بكلّ معاني الودّ والإحسان.

اللّهمّ إنّك تعلم ظلم الظالمين، وأساليبهم في التخويف الذي يقضُّ على الضّعيف مضجعه، ويهدّد سلامته، ويربك حياته، ويجعله يعيش القلق في مواقعه، والحيرة في مواقفه، والمرارة في إحساسه.

اللّهمّ أبعدني عن ساحات سلطانهم، واجعلني من الأقوياء في مواجهتهم، حتى أشعر بالأمن من خلال القوّة التي أستمدّها منك، فلا ينفذون إليّ بسوء، ولا يملكون تهديدي بأيّ وسيلة، فإنّك أنت الربّ الذي يستظلّ الضّعفاء بظلّ قوّته، ويعيش الخائفون في ساحات أمنه.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية