كيف علّمنا الرّسول (ص) الحبّ الإنسانيّ؟!

كيف علّمنا الرّسول (ص) الحبّ الإنسانيّ؟!
حدَّثنا القرآن الكريم عن بعض الحالات النفسيّة التي كان يعيشها النبيّ محمّد (ص) إزاء حالات الكفران والجحود، ولكن في اتجاهٍ آخر، وهو أنَّه كان يتطلّع إلى الكافرين بروح الإنسان الذي يتألم لهم ويحزن عليهم، لأنَّ كفرهم وطغيانهم سوف يُشقيهم في حياتهم الدنيا عندما ينحرفون عن الخطّ المستقيم، فيبتعدون عمّا يُهيِّئ لهم السعادة فيها، ويُشقيهم في الآخرة عندما يؤدّي بهم انحرافهم عن الله إلى التعرّض لعذابه. 
وبتعبير آخر، إنَّه لا يعتبر الرّسالة تكليفاً صادراً من خارج ذاته، بل يعتبرها قضيّته الذاتيّة التي امتزجت بإنسانيَّته، فيتحرّك من موقع الإحساس بها من الدّاخل، لا من موقع الخروج عن عهدتها على أساس المسؤوليّة القانونيّة.
{أفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَاً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِم حَسَرَاتٍ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون}[فاطر: ٨].
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ألّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين}[الشعراء: ٣].
ولعلّنا نستطيع أن نستوحي من هذه الآيات روحاً جديدة ينبغي للعاملين في سبيل الله أن يعيشوها إزاء النّاس، وهي الروح التي تتعاطف معهم، وتحزن عليهم، وتُحسّ بالألم الكبير لضلالهم، الأمر الذي يدفعها إلى أن تَصبر وتُثابر وتُلاحق كلّ الوسائل والظّروف في سبيل هدايتهم والوصول إلى قناعتهم، تماماً كأيّ مشكلة تحصل لإنسان نرتبط به برباط القربى أو غيرها من الرّوابط الذاتيّة، حيث لا ندَّخر وسعاً في ملاحقة كلّ الإمكانيّات للحلّ، ولو كانت بعيدة أو متعبة.
إنَّها روحُ الرساليّين الذين يعيشون الحبّ للنّاس والحرص عليهم.. يواصلون المسيرة معهم ومن أجلهم، دون تأفّف أو تذمّر أو مَلل أو استعجال لليأس، وذلك إيماناً منهم في استمراريّة السّير في خطّ الرّسالة. 
أمّا الذين يحقدون على النّاس أمام أيّ حالة تمرّد، بعيداً من دراسة ظروفهم التي أدّت بهم إلى ذلك، ولا يحاولون البحث عن سُبُلٍ جديدة للهداية، ويتوقَّفون عند الأساليب الجاهزة لديهم، ممّا قد لا يتناسب مع عقليَّتهم، فهؤلاء يتحوّلون إلى عبءٍ على الرّسالة، بدلاً من أن يكونوا دعاةً لها، لأنَّ روحيّة الحقد لا يمكن أن تصنع الرّسالات.
*من كتاب "الرّسول الدّاعية في القرآن".
حدَّثنا القرآن الكريم عن بعض الحالات النفسيّة التي كان يعيشها النبيّ محمّد (ص) إزاء حالات الكفران والجحود، ولكن في اتجاهٍ آخر، وهو أنَّه كان يتطلّع إلى الكافرين بروح الإنسان الذي يتألم لهم ويحزن عليهم، لأنَّ كفرهم وطغيانهم سوف يُشقيهم في حياتهم الدنيا عندما ينحرفون عن الخطّ المستقيم، فيبتعدون عمّا يُهيِّئ لهم السعادة فيها، ويُشقيهم في الآخرة عندما يؤدّي بهم انحرافهم عن الله إلى التعرّض لعذابه. 
وبتعبير آخر، إنَّه لا يعتبر الرّسالة تكليفاً صادراً من خارج ذاته، بل يعتبرها قضيّته الذاتيّة التي امتزجت بإنسانيَّته، فيتحرّك من موقع الإحساس بها من الدّاخل، لا من موقع الخروج عن عهدتها على أساس المسؤوليّة القانونيّة.
{أفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَاً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِم حَسَرَاتٍ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون}[فاطر: ٨].
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ألّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين}[الشعراء: ٣].
ولعلّنا نستطيع أن نستوحي من هذه الآيات روحاً جديدة ينبغي للعاملين في سبيل الله أن يعيشوها إزاء النّاس، وهي الروح التي تتعاطف معهم، وتحزن عليهم، وتُحسّ بالألم الكبير لضلالهم، الأمر الذي يدفعها إلى أن تَصبر وتُثابر وتُلاحق كلّ الوسائل والظّروف في سبيل هدايتهم والوصول إلى قناعتهم، تماماً كأيّ مشكلة تحصل لإنسان نرتبط به برباط القربى أو غيرها من الرّوابط الذاتيّة، حيث لا ندَّخر وسعاً في ملاحقة كلّ الإمكانيّات للحلّ، ولو كانت بعيدة أو متعبة.
إنَّها روحُ الرساليّين الذين يعيشون الحبّ للنّاس والحرص عليهم.. يواصلون المسيرة معهم ومن أجلهم، دون تأفّف أو تذمّر أو مَلل أو استعجال لليأس، وذلك إيماناً منهم في استمراريّة السّير في خطّ الرّسالة. 
أمّا الذين يحقدون على النّاس أمام أيّ حالة تمرّد، بعيداً من دراسة ظروفهم التي أدّت بهم إلى ذلك، ولا يحاولون البحث عن سُبُلٍ جديدة للهداية، ويتوقَّفون عند الأساليب الجاهزة لديهم، ممّا قد لا يتناسب مع عقليَّتهم، فهؤلاء يتحوّلون إلى عبءٍ على الرّسالة، بدلاً من أن يكونوا دعاةً لها، لأنَّ روحيّة الحقد لا يمكن أن تصنع الرّسالات.
*من كتاب "الرّسول الدّاعية في القرآن".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية