يقول الإمام الصّادق(ع) في إحدى كلماته: "الرّغبة في الدنيا تورث الغمّ والحزن،
والزّهد في الدنيا راحة القلب والبدن".
فهل يدعونا الإمام في هذه الكلمة إلى ترك الدّنيا نهائيّاً والابتعاد عنها حتّى
تكون لنا راحة البال؟ وهل كلّ ما في الدّنيا يورث الهمّ والحزن؟
لا ريب في أنَّ الإمام(ع) لم يكن يتحدَّث عن ترك الدّنيا وما فيها والانزواء الكلّيّ
عنها، والابتعاد عن كلّ ملذّاتها ونعمها، لأنَّ ذلك ليس بأمر واقعيّ، ولو أراد ذلك،
لاستخدم كلمةً غير الزّهد.
والزّهد، في اللّغة، لا يعني ترك الشّيء نهائيًّا، بل هو "ضدّ الرّغبة والحرص على
الدّنيا"، ما يعني أنَّ الإمام يحثّ النّاس على أن لا يتعلَّقوا بالدّنيا وزخارفها،
وأن لا يغرقوا في زينتها ومباهجها، وأن لا يتعاطوا معها وكأنّهم خالدون فيها، وأن
لا يركنوا إليها وكأنّها كلّ همّهم، لأنّ من جعل الدّنيا كلّ همّه، أتعبته، وآلمته،
وأحزنته، ولا سيَّما عندما يصبح لاهثًا وراءها، فلا يركن ولا يستكين، ولا يقنع بما
يعطيه الله من خير ونعم، بل يريد أن يحصل منها على الأكثر، ولو بأيّ وسيلة،
فيتحوَّل إلى أسير فيها، تقيِّده شهواته وأطماعه، وتكبّله حاجاته ورغباته، فإن فقد
شيئًا منها، أصابه الغمّ والحزن، وسيطر عليه التّعب والألم.
أمَّا عمل الإنسان في الدّنيا من أجل نفسه وعياله، وتطوير مجتمعه، وتحسين مستوى
حياته وحياة من حوله، فلا ريب أنّه عمل ممدوح ومرغوب، وخصوصًا عندما يكون مصحوبًا
بالإيمان، وبالتّوازي مع العمل للآخرة، وبالابتعاد عن الاستغراق السّلبيّ في
الدّنيا، لأنّ التّوازن في ذلك، والإيمان بأنَّ الدّنيا إنّما هي ممرّ وليست
مستقرًّا، سيحقّق القناعة المطلوبة للإنسان، ويؤمّن له الرّاحة النّفسيّة، والأمان
الرّوحيّ.
فأين نحن اليوم من الزّهد في الدّنيا، وإعداد العدَّة للآخرة، أم أنّ الدّنيا باتت
تتملّكنا وتأسرنا؟! وأين التّوازن المطلوب؟
إنّ الإمام(ع) يستحثّنا على عدم الرّضوخ للدّنيا، لأنّها تستدرجنا إلى أفخاخها
وحبائلها، ويدعونا إلى أن نبقى نتذكّر الآخرة، وأن نجعلها دومًا هدفنا الأساس، حتّى
يبقى التّوازن يحكم حياتنا، فلا نخسر دنيانا، ولا نضيّع آخرتنا.
يقول الإمام الصّادق(ع) في إحدى كلماته: "الرّغبة في الدنيا تورث الغمّ والحزن،
والزّهد في الدنيا راحة القلب والبدن".
فهل يدعونا الإمام في هذه الكلمة إلى ترك الدّنيا نهائيّاً والابتعاد عنها حتّى
تكون لنا راحة البال؟ وهل كلّ ما في الدّنيا يورث الهمّ والحزن؟
لا ريب في أنَّ الإمام(ع) لم يكن يتحدَّث عن ترك الدّنيا وما فيها والانزواء الكلّيّ
عنها، والابتعاد عن كلّ ملذّاتها ونعمها، لأنَّ ذلك ليس بأمر واقعيّ، ولو أراد ذلك،
لاستخدم كلمةً غير الزّهد.
والزّهد، في اللّغة، لا يعني ترك الشّيء نهائيًّا، بل هو "ضدّ الرّغبة والحرص على
الدّنيا"، ما يعني أنَّ الإمام يحثّ النّاس على أن لا يتعلَّقوا بالدّنيا وزخارفها،
وأن لا يغرقوا في زينتها ومباهجها، وأن لا يتعاطوا معها وكأنّهم خالدون فيها، وأن
لا يركنوا إليها وكأنّها كلّ همّهم، لأنّ من جعل الدّنيا كلّ همّه، أتعبته، وآلمته،
وأحزنته، ولا سيَّما عندما يصبح لاهثًا وراءها، فلا يركن ولا يستكين، ولا يقنع بما
يعطيه الله من خير ونعم، بل يريد أن يحصل منها على الأكثر، ولو بأيّ وسيلة،
فيتحوَّل إلى أسير فيها، تقيِّده شهواته وأطماعه، وتكبّله حاجاته ورغباته، فإن فقد
شيئًا منها، أصابه الغمّ والحزن، وسيطر عليه التّعب والألم.
أمَّا عمل الإنسان في الدّنيا من أجل نفسه وعياله، وتطوير مجتمعه، وتحسين مستوى
حياته وحياة من حوله، فلا ريب أنّه عمل ممدوح ومرغوب، وخصوصًا عندما يكون مصحوبًا
بالإيمان، وبالتّوازي مع العمل للآخرة، وبالابتعاد عن الاستغراق السّلبيّ في
الدّنيا، لأنّ التّوازن في ذلك، والإيمان بأنَّ الدّنيا إنّما هي ممرّ وليست
مستقرًّا، سيحقّق القناعة المطلوبة للإنسان، ويؤمّن له الرّاحة النّفسيّة، والأمان
الرّوحيّ.
فأين نحن اليوم من الزّهد في الدّنيا، وإعداد العدَّة للآخرة، أم أنّ الدّنيا باتت
تتملّكنا وتأسرنا؟! وأين التّوازن المطلوب؟
إنّ الإمام(ع) يستحثّنا على عدم الرّضوخ للدّنيا، لأنّها تستدرجنا إلى أفخاخها
وحبائلها، ويدعونا إلى أن نبقى نتذكّر الآخرة، وأن نجعلها دومًا هدفنا الأساس، حتّى
يبقى التّوازن يحكم حياتنا، فلا نخسر دنيانا، ولا نضيّع آخرتنا.