الدعاء في أيام الرخاء أيضاً..!

الدعاء في أيام الرخاء أيضاً..!

 في كتاب الكافي للشّيخ الكليني، الجزء الثاني، ص 472، في الرّواية عَنْ سَمَاعَةَ أنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله الصّادق(ع):  "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ".


إذ ليس من المعقول والمقبول عقلاً وفطرةً وأخلاقاً، أن نعكف على طلب استجابة الدّعاء من الله لقضاء حوائجنا المختلفة أيّام الشدّة، ثم ننقلب عليه أيّام الرّخاء وننساه ولا نستجير به وندعوه ونشكره، فذلك يعتبر قمّة نكران الجميل وقمّة السّقوط الرّوحي والأخلاقي والانسلاخ التامّ عن الإنسانيّة الحقّة الممارسة لروحها، عبر تأدية ما عليها من حقّ تجاه خالقها ورازقها وواهبها الحياة والوجود كلّه.


من النّاس من تراهم أيّام الشدّة منشغلين  بالذّكر والدّعاء، وفي أيّام الفرج والرّخاء، يعرضون عن ربهم ويتجاهلون النّعم التي أنعم بها عليهم، فتراهم فاقدين، بالتّالي، لأية قيمة ومعنى أخلاقي يجعل منهم  كائنات مؤدّية لحقّ النّعمة والفضل عليهم.


يقول تعالى في كتابه العزيز : {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}. هذه هي حال الانتهازيّين والمنتفعين والمتخاذلين الّذين لا يملكون أساساً من إيمان أو تقوى، بل يتحركون وفق مصالحهم، ولكنَّ الله تعالى لو شاء لسلب النِّعمة عنهم وتركهم في غيِّهم، إلا أنّه تعالى ذو فضل على العالمين، يدعوهم إلى الإيمان به عن قناعة ووعي، ويدعوهم إلى دعائه من خلال الاختيار والحرّية والتّفاعل الحيّ مع معاني الدّعاء وغايته وتداعياته على نفوسهم وأخلاقيّاتهم ووجودهم.


المجتمع الإيماني هو الّذي يعرف ما عليه من مسؤوليَّات وأدوار تجاه ربّه والدَّعوة إليه وطلب الدّعاء منه، ونظرته الأصيلة في التَّعامل مع ربّه أيّام السرّاء والضرّاء، إذ يقبل على الله تعالى بكلِّ همّةٍ ووعيٍ وانفتاحٍ في الأفق والممارسة والسّلوك، فيقوم بما عليه من حقّ تجاه نفسه وتجاه ربّه، فيذكره ذكر الواعين المخلصين، ويحمده حمد الحامدين الشّاكرين المعترفين بفضله ورحمته ونعمته على عباده.


فلنكن ممن يقبلون على الله تعالى في كلِّ الظّروف والأوضاع، وممن يتسلّحون بمحبَّة الله والامتنان لفضله، وممن يعيشون أخلاقيَّات الإسلام وأخلاقيَّات النَّاس المنسجمة مع الفطرة السويّة في ارتباطها بربّها حقّ الارتباط، فليس في دنيانا الزّائلة من أثر محمود وله قيمة وغاية ونتيجة مثمرة وباقية، سوى القرب من الله والدّعاء له حقّ الدّعاء، والإقبال عليه في الشدّة والرّخاء ...

 في كتاب الكافي للشّيخ الكليني، الجزء الثاني، ص 472، في الرّواية عَنْ سَمَاعَةَ أنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله الصّادق(ع):  "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ".


إذ ليس من المعقول والمقبول عقلاً وفطرةً وأخلاقاً، أن نعكف على طلب استجابة الدّعاء من الله لقضاء حوائجنا المختلفة أيّام الشدّة، ثم ننقلب عليه أيّام الرّخاء وننساه ولا نستجير به وندعوه ونشكره، فذلك يعتبر قمّة نكران الجميل وقمّة السّقوط الرّوحي والأخلاقي والانسلاخ التامّ عن الإنسانيّة الحقّة الممارسة لروحها، عبر تأدية ما عليها من حقّ تجاه خالقها ورازقها وواهبها الحياة والوجود كلّه.


من النّاس من تراهم أيّام الشدّة منشغلين  بالذّكر والدّعاء، وفي أيّام الفرج والرّخاء، يعرضون عن ربهم ويتجاهلون النّعم التي أنعم بها عليهم، فتراهم فاقدين، بالتّالي، لأية قيمة ومعنى أخلاقي يجعل منهم  كائنات مؤدّية لحقّ النّعمة والفضل عليهم.


يقول تعالى في كتابه العزيز : {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}. هذه هي حال الانتهازيّين والمنتفعين والمتخاذلين الّذين لا يملكون أساساً من إيمان أو تقوى، بل يتحركون وفق مصالحهم، ولكنَّ الله تعالى لو شاء لسلب النِّعمة عنهم وتركهم في غيِّهم، إلا أنّه تعالى ذو فضل على العالمين، يدعوهم إلى الإيمان به عن قناعة ووعي، ويدعوهم إلى دعائه من خلال الاختيار والحرّية والتّفاعل الحيّ مع معاني الدّعاء وغايته وتداعياته على نفوسهم وأخلاقيّاتهم ووجودهم.


المجتمع الإيماني هو الّذي يعرف ما عليه من مسؤوليَّات وأدوار تجاه ربّه والدَّعوة إليه وطلب الدّعاء منه، ونظرته الأصيلة في التَّعامل مع ربّه أيّام السرّاء والضرّاء، إذ يقبل على الله تعالى بكلِّ همّةٍ ووعيٍ وانفتاحٍ في الأفق والممارسة والسّلوك، فيقوم بما عليه من حقّ تجاه نفسه وتجاه ربّه، فيذكره ذكر الواعين المخلصين، ويحمده حمد الحامدين الشّاكرين المعترفين بفضله ورحمته ونعمته على عباده.


فلنكن ممن يقبلون على الله تعالى في كلِّ الظّروف والأوضاع، وممن يتسلّحون بمحبَّة الله والامتنان لفضله، وممن يعيشون أخلاقيَّات الإسلام وأخلاقيَّات النَّاس المنسجمة مع الفطرة السويّة في ارتباطها بربّها حقّ الارتباط، فليس في دنيانا الزّائلة من أثر محمود وله قيمة وغاية ونتيجة مثمرة وباقية، سوى القرب من الله والدّعاء له حقّ الدّعاء، والإقبال عليه في الشدّة والرّخاء ...

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية