وجهة الإنسان في الحياة، أو الغائيَّة من مسيرة وجوده، هي الّتي تحدِّد قيمته وحجمه ومستواه وحضوره وفعله وتأثيره، الوجهة باختصار هي الكدح في سبيل الله تعالى وبلوغ الآخرة ورضا الله ورحمته، لذا فإنّ أية حركة أو موقف فرديّ أو جماعيّ، لا بدّ وأن يأخذ بالحسبان هذه الوجهة الّتي تبرز أصالة الإنسان، وترفع من مستوى وعيه، وتربطه بهدفٍ سامٍ ومقدَّس تبحث عنه نفسه، ويرتقي فيه عقله، وتسمو فيه روحه.
وتبقى الخسارة الكبرى في ضياع الوجهة لدى البعض في الحياة، فلا يشبعون من نهمهم وحبّهم للزّينة والمظاهر والشّهوات، إذ يستغرقون في كلّ ذلك إلى درجة نسيان مسؤوليّاتهم، وأهمّها تحديد وجهتهم وغايتهم وأهدافهم من الوجود، فيسقطون في عوالم الجهل والتخلّف والسطحيّة، ويعيشون على هامش الحياة بعيداً عن الفعل المؤثّر والحركة المنتجة في سعيها إلى الله تعالى.
إنهم شهود زور على الحياة، ينظرون إلى الزّمن بقصور، إذ لا ينطلقون للاستفادة من حركة الزّمن في تعاقب اللّيل والنّهار بما يزكّي أنفسهم، وبما يجعل من عقولهم مرتكزاً لوعي الدّور والمسؤوليّات والإنتاج بما يحقِّق التَّوازن في الواقع، فيتحوَّلون بذلك إلى مجرّد أجساد حيّة، ولكنَّها خالية من الروح الحقيقيَّة، لأنّ أرواحهم ميّتة، باعتبار عدم انطلاقها للعب دورها في الكدح إلى الله بالعمل الصّالح والكلم الطيِّب النافع.
إنّ الإسلام يدعونا إلى أن نكون أصحاب الأرواح الحيّة التي تحارب عناصر الموت في جسد الفرد والأمّة، عبر الاحتكام إلى الوعي ورحابة العقل والانفتاح والإيمان العلمي، من أجل العمل الدّائم لتركيز الوجهة والغاية في حياتنا، وخدمة هذه الوجهة بكلّ الوسائل، من تنظيف الوجدان والقلب، وتطهير العقل والنّفس، والتسلّح بالإخلاص والإيمان والتّوحيد، والتوكّل على الله والثّقة به، والسعي لنيل محبته ورحمته ورضاه.
إنّ الحياة مساحة لتأكيد وجهة الإنسان، فلنجعلها فرصةً للعودة إلى الذات ومحاسبتها وإعادة توجيهها نحو هدفها في الارتباط بالله تعالى وما يستلزم ذلك، فالهدف ليس الحياة كحياة، كما فعل ويفعل الكثيرون من أصحاب النّفوس المريضة والعقول المشوَّهة، ولكنّ الحياة فرصة للآخرة، ومحطّة للمرور إلى الآخرة. فلنجعل من الدّنيا ممرّاً آمناً لنا إلى آخرتنا ومصيرنا وهدفنا الأسمى في بلوغ رضوان الله تعالى. وفي الحديث: "الدنيا مرزعة الآخرة".
ونختم بمقولة للمفكّر علي شريعتي، إذ يقول: "إنّ افتقاد الإنسان للوجهة وجعل هدفه من الحياة هي الحياة ذاتها، وسلوك سبيل المتفرِّج السّلبيّ لتعاقب الأيّام، يجعل منه روحاً ميتة في جسدٍ حيّ".
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
وجهة الإنسان في الحياة، أو الغائيَّة من مسيرة وجوده، هي الّتي تحدِّد قيمته وحجمه ومستواه وحضوره وفعله وتأثيره، الوجهة باختصار هي الكدح في سبيل الله تعالى وبلوغ الآخرة ورضا الله ورحمته، لذا فإنّ أية حركة أو موقف فرديّ أو جماعيّ، لا بدّ وأن يأخذ بالحسبان هذه الوجهة الّتي تبرز أصالة الإنسان، وترفع من مستوى وعيه، وتربطه بهدفٍ سامٍ ومقدَّس تبحث عنه نفسه، ويرتقي فيه عقله، وتسمو فيه روحه.
وتبقى الخسارة الكبرى في ضياع الوجهة لدى البعض في الحياة، فلا يشبعون من نهمهم وحبّهم للزّينة والمظاهر والشّهوات، إذ يستغرقون في كلّ ذلك إلى درجة نسيان مسؤوليّاتهم، وأهمّها تحديد وجهتهم وغايتهم وأهدافهم من الوجود، فيسقطون في عوالم الجهل والتخلّف والسطحيّة، ويعيشون على هامش الحياة بعيداً عن الفعل المؤثّر والحركة المنتجة في سعيها إلى الله تعالى.
إنهم شهود زور على الحياة، ينظرون إلى الزّمن بقصور، إذ لا ينطلقون للاستفادة من حركة الزّمن في تعاقب اللّيل والنّهار بما يزكّي أنفسهم، وبما يجعل من عقولهم مرتكزاً لوعي الدّور والمسؤوليّات والإنتاج بما يحقِّق التَّوازن في الواقع، فيتحوَّلون بذلك إلى مجرّد أجساد حيّة، ولكنَّها خالية من الروح الحقيقيَّة، لأنّ أرواحهم ميّتة، باعتبار عدم انطلاقها للعب دورها في الكدح إلى الله بالعمل الصّالح والكلم الطيِّب النافع.
إنّ الإسلام يدعونا إلى أن نكون أصحاب الأرواح الحيّة التي تحارب عناصر الموت في جسد الفرد والأمّة، عبر الاحتكام إلى الوعي ورحابة العقل والانفتاح والإيمان العلمي، من أجل العمل الدّائم لتركيز الوجهة والغاية في حياتنا، وخدمة هذه الوجهة بكلّ الوسائل، من تنظيف الوجدان والقلب، وتطهير العقل والنّفس، والتسلّح بالإخلاص والإيمان والتّوحيد، والتوكّل على الله والثّقة به، والسعي لنيل محبته ورحمته ورضاه.
إنّ الحياة مساحة لتأكيد وجهة الإنسان، فلنجعلها فرصةً للعودة إلى الذات ومحاسبتها وإعادة توجيهها نحو هدفها في الارتباط بالله تعالى وما يستلزم ذلك، فالهدف ليس الحياة كحياة، كما فعل ويفعل الكثيرون من أصحاب النّفوس المريضة والعقول المشوَّهة، ولكنّ الحياة فرصة للآخرة، ومحطّة للمرور إلى الآخرة. فلنجعل من الدّنيا ممرّاً آمناً لنا إلى آخرتنا ومصيرنا وهدفنا الأسمى في بلوغ رضوان الله تعالى. وفي الحديث: "الدنيا مرزعة الآخرة".
ونختم بمقولة للمفكّر علي شريعتي، إذ يقول: "إنّ افتقاد الإنسان للوجهة وجعل هدفه من الحياة هي الحياة ذاتها، وسلوك سبيل المتفرِّج السّلبيّ لتعاقب الأيّام، يجعل منه روحاً ميتة في جسدٍ حيّ".
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.