نبقى في ظلال الصَّحيفة السّجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، حيث تفتح آفاقنا على كلّ طهارة ونقاء في عمق الدّعاء إلى الله، بما يربّي نفوسنا على كلّ قيمةٍ ومعنى يقرّبنا إليه.
يتابع الإمام(ع) دعاءه بالإشارة إلى عظيم المنزلة ورفيع الدّرجة للرّسول الأكرم(ص)، المبعوث رحمةً للعالمين، منقذ البشريّة من الظّلمات، وهاديها إلى نور الإسلام.
يقول زين العابدين(ع): "وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الأمَمِ الْمَاضِيَةِ، وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ، بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَإنْ عَظُمَ، وَلا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ، اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَحْمَةِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لأِمْرِكَ نَفْسَهُ، وَعَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ، وَحَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ، وَقَطَعَ فِي إحْياءِ دِينِكَ رَحِمَهُ، وَأقصَى الأدْنَيْنَ عَلَى جُحُـودِهِمْ، وَقَرَّبَ الأقصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ، وَوالَى فِيكَ الأبْعَدِينَ، وَعَادى فِيكَ الأقْرَبِينَ".
يحمد الإمام زين العابدين(ع) الربّ تعالى على نعمته علينا ومنِّه وفضله برسول الرحمة محمّد(ص)، الذي خصَّ الأمَّة فيه دون الأمم الماضية، تكرّماً علينا، وحجّةً ملقاة علينا لنستضيء به وبنور هدايته، ولقد خصَّ الله تعالى رسوله الحبيب(ص) بكلِّ الكمالات الرّوحيّة، حتى كان ولا يزال قدوة للعالمين، فكان بأخلاقه التي وصفها الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4]، وبجهاده وتضحياته وإخلاصه، المثل العالي للدّاعية في سبيل الله، بحيث لم يترك فرصة إلا واستغلّها من أجل توضيح معالم الدين، وتثبيت أركان الرّسالة، وإعلاء كلمة التّوحيد.
ويتابع الإمام زين العابدين(ع) دعاءه بالتوجُّه إلى الله والتوسّل إليه، والابتهال له أن يصلّي على رسوله(ص) الكريم صلاةً دائمة، لما للصَّلاة من مكرمات ورحمة وفضل وزيادة الدّرجات والرّضوان.
ويشير الإمام زين العابدين(ع) إلى مكانة الرّسول الأكرم(ص)، بحيث كان المؤتمن على وحي الله تعالى، فبلّغه إلى عباده على أكمل صورة، وكان المختار من ربِّه لهذه المهمّة، وكان العطوف الرّحيم بالناس، والمعطاء، وصاحب الخير، ومفتاح الكرامة والبركة على العالمين.
فالدّعوة إلى الله أن يمنحه المزيد من الصّلوات وعلوّ الدّرجات، بما صبر وضحّى وجاهد في سبيل الله، وبما أكَّد حضور الرّسالة في وجدان الأمَّة وعقلها.
وحول هذا الدّعاء وشرحه، يقول المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض): "... إنّها النّعمة العظيمة الّتي لا يفضلها شيء، فقد جعلتنا الأمّة الخاتمة، من خلال الرسول الخاتم والرسالة الخاتمة التي تمتدّ بامتداد الحياة، لينتقل الإنسان في نهاية المطاف منها إليك في حسابات عمله ونهايات دوره.
يا ربّ، إنّنا نبتهل إليك أن تصلّي عليه، بما تتضمَّنه الصَّلاة من علوِّ الدَّرجة وزيادة الرّضوان منك والقرب إليك، فهو الإنسان الَّذي جعلته الأمين على وحيك الّذي أنزلته عليه، فحفظه بكلِّ عقله وقلبه، وبلّغه بلسانه ومسيرته... وهو الإنسان الكريم في ذاته.. وهو إمام الرَّحمة، فقد كانت الرَّحمة سرّ ذاته في الفكر الرّحيم الّذي لا ينطلق إلا بالأفكار الأصيلة الّتي تفيض بالرّحمة على النّاس.. وهو قائد الخير، والخير هو هذه القيمة الإنسانيّة الّتي ينبض بها القلب، لتتحوَّل إلى حركة في الذّات.. اللّهمّ فامنحه المزيد من صلواتك، جزاءً للمعاناة الّتي عاناها في سبيل رسالتك، وللجهد الّذي بذله من أجل هداية عبادك، وفي قيامه على المسؤوليَّة الّتي حمّلتها له في المحافظة على امتداد أمرك". [كتاب: آفاق الرّوح، ج 1، ص 60 ـ 63].
نتعلّم من رسول الله(ص) كلَّ الأخلاق، وكلّ الرّحمة والهداية، وكلّ الصَّبر والجهاد في سبيل الله تعالى. وما علينا سوى أن نتمثّل كلّ سيرة رسول الله(ص) في حياتنا وعلاقاتنا، وأن نرتبط به ارتباط الرّسالة في كلِّ أبعادها وقيمها..
نبقى في ظلال الصَّحيفة السّجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، حيث تفتح آفاقنا على كلّ طهارة ونقاء في عمق الدّعاء إلى الله، بما يربّي نفوسنا على كلّ قيمةٍ ومعنى يقرّبنا إليه.
يتابع الإمام(ع) دعاءه بالإشارة إلى عظيم المنزلة ورفيع الدّرجة للرّسول الأكرم(ص)، المبعوث رحمةً للعالمين، منقذ البشريّة من الظّلمات، وهاديها إلى نور الإسلام.
يقول زين العابدين(ع): "وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الأمَمِ الْمَاضِيَةِ، وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ، بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَإنْ عَظُمَ، وَلا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ، اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَحْمَةِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لأِمْرِكَ نَفْسَهُ، وَعَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ، وَحَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ، وَقَطَعَ فِي إحْياءِ دِينِكَ رَحِمَهُ، وَأقصَى الأدْنَيْنَ عَلَى جُحُـودِهِمْ، وَقَرَّبَ الأقصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ، وَوالَى فِيكَ الأبْعَدِينَ، وَعَادى فِيكَ الأقْرَبِينَ".
يحمد الإمام زين العابدين(ع) الربّ تعالى على نعمته علينا ومنِّه وفضله برسول الرحمة محمّد(ص)، الذي خصَّ الأمَّة فيه دون الأمم الماضية، تكرّماً علينا، وحجّةً ملقاة علينا لنستضيء به وبنور هدايته، ولقد خصَّ الله تعالى رسوله الحبيب(ص) بكلِّ الكمالات الرّوحيّة، حتى كان ولا يزال قدوة للعالمين، فكان بأخلاقه التي وصفها الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4]، وبجهاده وتضحياته وإخلاصه، المثل العالي للدّاعية في سبيل الله، بحيث لم يترك فرصة إلا واستغلّها من أجل توضيح معالم الدين، وتثبيت أركان الرّسالة، وإعلاء كلمة التّوحيد.
ويتابع الإمام زين العابدين(ع) دعاءه بالتوجُّه إلى الله والتوسّل إليه، والابتهال له أن يصلّي على رسوله(ص) الكريم صلاةً دائمة، لما للصَّلاة من مكرمات ورحمة وفضل وزيادة الدّرجات والرّضوان.
ويشير الإمام زين العابدين(ع) إلى مكانة الرّسول الأكرم(ص)، بحيث كان المؤتمن على وحي الله تعالى، فبلّغه إلى عباده على أكمل صورة، وكان المختار من ربِّه لهذه المهمّة، وكان العطوف الرّحيم بالناس، والمعطاء، وصاحب الخير، ومفتاح الكرامة والبركة على العالمين.
فالدّعوة إلى الله أن يمنحه المزيد من الصّلوات وعلوّ الدّرجات، بما صبر وضحّى وجاهد في سبيل الله، وبما أكَّد حضور الرّسالة في وجدان الأمَّة وعقلها.
وحول هذا الدّعاء وشرحه، يقول المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض): "... إنّها النّعمة العظيمة الّتي لا يفضلها شيء، فقد جعلتنا الأمّة الخاتمة، من خلال الرسول الخاتم والرسالة الخاتمة التي تمتدّ بامتداد الحياة، لينتقل الإنسان في نهاية المطاف منها إليك في حسابات عمله ونهايات دوره.
يا ربّ، إنّنا نبتهل إليك أن تصلّي عليه، بما تتضمَّنه الصَّلاة من علوِّ الدَّرجة وزيادة الرّضوان منك والقرب إليك، فهو الإنسان الَّذي جعلته الأمين على وحيك الّذي أنزلته عليه، فحفظه بكلِّ عقله وقلبه، وبلّغه بلسانه ومسيرته... وهو الإنسان الكريم في ذاته.. وهو إمام الرَّحمة، فقد كانت الرَّحمة سرّ ذاته في الفكر الرّحيم الّذي لا ينطلق إلا بالأفكار الأصيلة الّتي تفيض بالرّحمة على النّاس.. وهو قائد الخير، والخير هو هذه القيمة الإنسانيّة الّتي ينبض بها القلب، لتتحوَّل إلى حركة في الذّات.. اللّهمّ فامنحه المزيد من صلواتك، جزاءً للمعاناة الّتي عاناها في سبيل رسالتك، وللجهد الّذي بذله من أجل هداية عبادك، وفي قيامه على المسؤوليَّة الّتي حمّلتها له في المحافظة على امتداد أمرك". [كتاب: آفاق الرّوح، ج 1، ص 60 ـ 63].
نتعلّم من رسول الله(ص) كلَّ الأخلاق، وكلّ الرّحمة والهداية، وكلّ الصَّبر والجهاد في سبيل الله تعالى. وما علينا سوى أن نتمثّل كلّ سيرة رسول الله(ص) في حياتنا وعلاقاتنا، وأن نرتبط به ارتباط الرّسالة في كلِّ أبعادها وقيمها..